تعيش المحافظات الجنوبية اليمنية، وعدن على الأخص منها، حالات تفلت أمني كبير وغير مسبوق، حيث شهدت المدينة أكثر من عشر عمليات اغتيال طالت ضباطاً في الجيش والأمن والمخابرات، تحت مرأى ومسمع قوات "التحالف" الذي تقوده السعودية. واغتال مسلحون مجهولون يستقلون سيارة، القاضي في المحكمة الجزائية المتخصصة بزنجبار أبين، عبدالهادي المفلحي، بشارع السجن مديرية المنصورة بمدينة عدن. وجاءت الحادثة بعد يوم على اغتيال العميد صالح العبادي، أثناء مروره في شارع التسعين بمديرية المنصورة، برصاص مجهولين أردوه قتيلاً على الفور ولاذوا بالفرار. ومطلع يناير، نجا محافظا عدنوأبين ومدير أمن عدن شلال شائع، من هجوم بسيارة ملغومة أعقبه إطلاق قذائف على موكب كان يضمهم في منطقة "إنما". وأدى الهجوم إلى مقتل اثنين من مرافقي المحافظ عيدروس الزبيدي المعين من قبل عبدربه منصور هادي خلفاً للواء جعفر محمد سعد الذي اغتيل بهجوم مماثل مطلع ديسمبر الماضي، وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن العملية. وقتل وأصيب 25 شخصاً بينهم أربعة من حراسة منزل مدير الأمن شلال شائع، خلال هجوم بسيارة ملغومة استهدف المنزل الأحد (أمس الأول). وقال مسؤول أمني ل"خبر"، إن 4 من حراسة شائع و7 آخرون من المدنيين الذين كانوا متواجدين أثناء انفجار السيارة المفخخة التي استهدفت المنزل، وأصيب 14 آخرون. يشار إلى أن مجاميع القاعدة وداعش فرضت سيطرتها على أنحاء واسعة من المحافظات الجنوبية، ومنها عدن، منذ انسحاب قوات الجيش واللجان الشعبية في يوليو الماضي، ودخول قوات "التحالف السعودي" والمجاميع الموالية لعبدربه منصور هادي المدينة. وترى تقارير صحافية، أن الطائرات التابعة لما يعرف بالتحالف السعودي، لا تهاجم مراكز تمركز وسيطرة المجاميع المتشددة في المحافظات الجنوبية. وكان الناطق الرسمي للتحالف، أحمد العسيري، أكد في تصريحات سابقة له: "الحملة السعودية على اليمن، ليس من أهدافها تنظيم القاعدة". وأكد القيادي في الحراك ورئيس ملتقى أبين للتصالح والتسامح حسين زيد بن يحيى، في وقت سابق أن الأمريكيين والخليجيين يستوردون كل مقومات الفوضى من الجماعات المتشددة "القاعدة وداعش" وإثارة النعرات المناطقية والقبلية عبر "الطغمة والزمرة"، في عدن. وقال: إن المشروع الخليجي الأمريكي هو أساس الفوضى التي تعيشها عدن، بسبب عدم رغبة قوى "الاحتلال الجديد" وخاصة منها الخليجية في وجود أي استقرار سياسي في الجنوب، لانه يعني تحويل المنطقة إلى حرة، وما يعني ذلك من مشاريع تؤثر على اقتصادياتها واستقرارها. وفي العاشر من يناير، بث تنظيم "داعش" بولاية عدنأبين، بياناً وصوراً تداولتها حسابات إليكترونية لأعضائه ومؤيديه على موقع التغريد العالمي "تويتر"، قال إنها لتنفيذ أحد عناصره عملية اغتيال المندوب السابق لجهاز الأمن السياسي "المخابرات" بمطار عدن، العقيد علي اليافعي. واصفاً المجني عليه ب"المرتد والذي كان يداهم بيوت المسلمين الآمنين في حي خور مكسر" حسب وصفه. في السياق تظاهر العشرات من رجالات المرور في عدن، صباح الثلاثاء 19 يناير/ كانون الثاني 2016، مطالبين بوضع حد لجرائم الاغتيالات التي تشهدها المدينة. وحمل المتظاهرون صوراً لاثنين من أفراد المرور قتلا، الأربعاء، برصاص مجهولين بالقرب من جولة سوزوكي.
