تصاعدت عمليات الاغتيالات بين فصائل عملاء الاحتلال في عدن لتطال أمس محافظ المحافظة اللواء جعفر محمد سعد و6 من مرافقيه، بينما اغتال آخرون ضابطا عسكريا بعد ساعات من عمليتي اغتيال طالت الأولى رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة القاضي محسن علوان ومدير شؤون الأفراد في الشرطة العسكرية بعدن. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر أمنية إن سيارة مفخخة هاجمت سيارة المحافظ أثناء مرورها في منطقة جولد مور بمديرية التواهي -مركز تنظيم القاعدة- في طريقه إلى مكتبه في خور مكسر. وأضافت أن جثث المحافظ و6 من مرافقيه تفحمت جراء شدة الانفجار، فيما نجا اثنان من المرافقين الموت وأصيبا بجروح متوسطة هما (فادي عباس عقربي، مهدي رويس الكازمي). ولفتت المصادر إلى أن مسلحين على متن سيارات جابوا شوارع مدينتي التواهي وكريتر رافعين الرايات السود في مظهر احتفائي بنجاح عملية اغتيال المحافظ. وكان الفار هادي قد عيّن جعفر محمد سعد محافظاً لعدن بناءً على ضغوط إماراتية وذلك خلفاً للقيادي الإخواني نائف البكري. وفيما توعّد أبرز قياديين عسكريين في ما تسمى "المقاومة الجنوبية" قاسم عيدروس الزبيدي، وشلال شائع العائدين لتوهما من الإمارات، بضبط الأمن في عدن وعدم تركها للإرهاب، سارع ما يسمى تنظيم داعش -أحد فصائل عملاء الاحتلال- بتبني عملية الاغتيال. وقال "داعش" في بيان له على موقع تويتر إن استهداف محافظ عدن تم بواسطة سيارة مفخخة كانت مركونة في منطقة جولدمور- مديرية التواهي، وأنها انفجرت بمجرد مرور سيارة المحافظ بجوارها. وأشار التنظيم إلى أن العملية أودت بحياة المحافظ و (8) من مرافقيه، غير أن مصادر أمنية أكدت ل"اليمن اليوم" نجاة اثنين من المرافقين أصيبا بجروح متوسطة. من جهته دان المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي عملية اغتيال المحافظ وسلسلة الاغتيالات السابقة التي طالت قيادات أمنية وسياسية ومدنية، مؤكداً أن بقاء الانفلات الأمني على حاله في عدن يعني المزيد من الاغتيالات. وقال نائب رئيس المجلس الدكتور صالح يحيى سعيد في اتصال أجراه مراسل "اليمن اليوم": عدن تشهد انفلاتا أمنيا كبيرا، وعلى السلطات القائمة في عدن (الأمن ودول التحالف) حسب وصفه أن تعي بقاء هذا الملف على حاله". ورفض نائب رئيس الحراك تسمية جهة بعينها سواء داعش أو غيره وقال: "نحن ضد أية وسائل إرهابية من قبل أية جهة". وشهدت عدن خلال ال48 ساعة الماضية (4) عمليات اغتيال، آخرها ،أمس، حيث اغتال مسلحون مجهولون ضابطا في الجيش يدعى، عنتر الباخشي. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين يستقلون سيارة أطلقوا النار على الباخشي بينما كان في مدينة إنماء وأردوه قتيلا. وينتمي الباخشي إلى حي السعادة في عدن ويعمل في لواء الرماة. وأمس الأول اغتال مسلحون رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة القاضي حسن علوي ونجليه و2 من مرافقيه كما اغتال آخرون مدير الشؤون الإدارية في الشرطة العسكرية العقيد الخضر علي أحمد الحقيري. واتهم ناشطون جنوبيون ،أمس، هادي بتسليم عدن للجماعات الإرهابية، مستندين في ذلك إلى تسليمه في وقت سابق الملف الأمني في المدينة للقيادي السلفي المدعوم سعوديا، هاشم السيد، فضلاً عن مشاركة القيادي في القاعدة أنيس الغولي في لجنة الدمج، وخوضه مفاوضات مع تنظيمي داعش والقاعدة كشفت عنها قناتا (الحدث والعربية) التابعتان للنظام السعودي عقب رفض التنظيمين المغريات المقدمة لهما مقابل تسليم السلاح الثقيل الذي تسلموه من التحالف والانسحاب من عدن وتوطينهم في أبين وشبوة ولحج. من جانبه وجه القيادي الميداني في الحراك الجنوبي، قاسم الزبيدي، أمس، بتحريك قوة قوامها 2500 من مقاتلي الحراك من الضالع لحفظ الأمن في عدن. وتناقلت مواقع مقربة للحراك الجنوبي عن الزبيدي، العائد لتوه برفقة شلال علي شائع من الإمارات، قبيل عملية الاغتيال قوله إن الوضع الأمني في عدن لم يعد يحتمل، داعيا في الوقت ذاته قادة من سماها "المقاومة" في لحجوأبين للوصول إلى عدن لحفظ الأمن. كما قام القيادي الآخر في الحراك ، شلال علي شائع، بزيارة موقع استهداف المحافظ. مواجهات بين الحراك وداعش وكانت عدن شهدت،أمس، مواجهات في كريتر إثر مداهمة مقاتلي الحراك الجنوبي منزل شخص محسوب على "داعش". وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحراك داهموا حارة البلدة القديمة في كريتر وتبادلوا إطلاق النار مع عناصر "داعش"، مشيرة إلى أن المواجهات استمرت نحو ساعتين واستخدمت خلالها الأسلحة المتوسطة. وأشارت المصادر إلى انسحاب مقاتلي الحراك بعد وصول العشرات من مقاتلي تنظيم "داعش" إلى المنطقة، مشيرة إلى أن مقاتلي الحراك كانوا بصدد إلقاء القبض على عنصر من "داعش" متهم بمحاولة تفجير حفل تكريم أقامه الحراك في كريتر،أمس، لأسر "الشهداء". وأعقب المواجهات نشر تنظيم "داعش" نقاط تفتيش في المديرية وصولا إلى مديرية التواهي وقاموا بتفتيش المركبات، وفقا لذات المصادر. وتفاقمت الأوضاع الأمنية في عدن خلال هذا الأيام القليلة الماضية، حيث شهدت المدينة نحو (14) عملية اغتيال وأخرى محاولات فاشلة، وفقا لمصادر أمنية. وأمس، قتل مسلح في هجوم على مركز صرافة في المنصورة. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين هاجموا مركز الصيفي للصرافة وحاولوا نهبه غير أن حراسة المركز تصدت للمهاجمين وقتلت أحدهم بينما أُجبر البقية على الفرار. وكان بنك اليمن الدولي في عدن تعرض قبل نحو أسبوعين لعملية سطو مسلح . في سياق متصل، عثرت قوات الأمن في منطقة صحراوية – شمال مدينة عدن على جثة شاب في العشرينيات قتل في ظروف غامضة. وأفادت المصادر ل"اليمن اليوم" بأن المعلومات الأولية تشير إلى أن الشاب أُعدم بإطلاق النار على رأسه مباشرة وأنه ينتمي إلى محافظة الحديدة وكان يعمل في ورشة حدادة.