تفاقمت أزمة الخدمات في عدن، أمس، مع استمرار صراع الجماعات المسلحة للسيطرة على موارد المدينة، بينما برر المحافظ المعين من هادي فشله في إدارة الوضع بما وصفها ب"عراقيل اللجنة الثورية العليا". وتضاعفت معاناة سكان المدينة مع انقطاع الكهرباء وانعدام المياه واختفاء الوقود إضافة إلى تأخر صرف مرتبات موظفي الدولة. الحراك يمنع المحافظ من الدوام منع مسلحو الحراك الجنوبي،أمس، محافظ عدن من الدخول إلى مكتبه. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحي الحراك اعترضوا سيارة المحافظ جعفر محمد سعد، مما دفع بالمحافظ إلى ممارسة عمله في مبنى النقابات المجاور لمكتبه في المعلا. وأضافت المصادر أن سيارات تابعة لمسلحي الحراك جابت شوارع المديرية،أمس، لمطالبة موظفي الدولة بالإضراب عن العمل مع بدء الحراك الجنوبي تصعيد فعاليته الاحتجاجية والتي أعلن عنها الأسبوع الماضي بما تسمى "يوم الأسير الجنوبي". يذكر أن السعودية كانت أطلقت سراح القيادي في الحراك الجنوبي، قاسم الزبيدي ، أمس الأول، بعد احتجاز دام لأكثر من شهرين بينما لا يزال القيادي في الحراك شلال علي شائع، في المملكة. واحتجز الزبيدي وشائع بسبب خلافات حول مشاركة قواتهم إلى جانب قوات الاحتلال في المحافظات الجنوبية. ويزور الزبيدي، منذ يومين ، دولة الإمارات العربية قبيل عودته المرتقبة إلى عدن. وأشار المصدر إلى أن مخاوف السعودية من ردة فعل الحراك في عدن دفعتها،أمس، إلى سحب قواتها باتجاه محافظة تعز واستبدالها بقوات أخرى وصلت لتوها المدينة، غير أن الناطق الرسمي للحراك، شائف الحريري، قال في تصريح مطلع الأسبوع "بأن قوات الحراك جاهزة ومستعدة للذهاب مع قوات العدوان إلى حيث أرادت" في إشارة منه – كما يبدو- إلى وجود صفقة مع قوات الاحتلال لإنهاء أزمة الدفع بمقاتلي الحراك إلى محافظات شمالية . ويواصل مسلحو الحراك بقيادة عادل الحالمي، إغلاق مطار عدن الدولي الخاضع للإدارة السعودية، منذ نحو أسبوع تحت مبرر المطالبة بالتوظيف. الإخوان يجبرون مدير كهرباء عدن على الاستقالة من جانبه قدم مدير عام الكهرباء في عدن مجيب الشعيبي استقالته من منصبه؛ احتجاجا على ما وصفها ب"عراقيل صدمته"، متوقعا انقطاعا كاملا لمنظومة الكهرباء. وكشف الشعيبي في تصريح صحفي عن عراقيل كبيرة تواجهها مؤسسة الكهرباء في إعادة التيار إلى المدينة أبرزها اتخاذ أعضاء في النقابة بالمنطقة الأولى والإدارة العامة قرارا بإغلاق مبنى الإدارة العامة وطرد العاملين فيها، مطالبين في الوقت ذاته ب700 مليون ريال مستحقات الموظفين خلال الفترة الماضية. وأفاد بأن المؤسسة عجزت عن تسديد مرتبات موظفي المؤسسة، بينما تكفل الهلال الأحمر بدفع مرتبات 3 أشهر إلا أن أولئك الأعضاء رفضوا العروض. وأشار الشعيبي إلى أن هدف إغلاق الإدارة العامة إيقاف عملية تطوير قطاع الكهرباء. من جانبه قال مصدر في مكتب الكهرباء ل"اليمن اليوم" إن "الإخوان" يسعون للاستيلاء على الكهرباء في المدينة بعدما قامت الإمارات بصيانتها، وتوفير عدد من المولدات الحديثة لتغذية عدن بالتيار، مشيرا إلى أن الهدف من التصعيد "تطفيش القائمين على الكهرباء ودفعهم للتخلي عنها". مسلحي داعش يحاصرون شركة النفط في سياق متصل، واصل مقاتلو تنظيم "داعش" أمس، محاصرتهم شركة النفط في المدينة بعد ما طردوا الموظفين منها. وقالت مصادر عاملة في مكتب الشركة ل"اليمن اليوم" إن مسلحي التنظيم منعوا الموظفين من العودة إلى العمل لليوم الثالث على التوالي، مشيرة إلى أن التنظيم يسعى إلى الاستحواذ على ناقلة نفط تقل نحو (50) ألف طن من الوقود، وصلت مؤخرا إلى ميناء الزيت. وتأتي محاصرة "داعش" لشركة النفط في وقت تواصل فيه عناصر القاعدة سيطرتها على خزانات وقود مصافي عدن في التواهي وبيع مخزون الشركة الاستراتجي. اشتباكات في محيط الجمارك في غضون ذلك، اندلعت مواجهات مسلحة،أمس، بين مسلحين يتبعون أحمد الإدريسي قائد أحد فصيل ما تسمى "المقاومة"، وآخرين استعانت بهم مصلحة الجمارك لحماية مقرها في عدن. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن المواجهات جاءت إثر محاولة جماعة الإدريسي – قائد فصيل المعلا، باقتحام مقر الجمارك، مشيرة إلى أن الخلاف بين الإدريسي والجمارك يأتي على خلفية رفض المصلحة توجيهات سابقة له تقضي بتسليمه إيرادات جمارك ميناء الحاويات. كما يقوم مسلحو الإدريسي بمحاصرة الميناء منذ نحو أسبوع ويمنعون العمل فيه. وكان الإدريسي برر توجيهاته بما وصفها ب"صفقات مشبوهة" تجرى في الميناء تهدف إلى تهميش من وصفهم ب"مقاتلي المقاومة". كما أشار إلى أن طلبه بالتحفظ على إيرادات الميناء بهدف تسديد رواتب مقاتليه الذين لم يتسلموا مستحقات منذ 8 أشهر، وفقا لما ورد في تصريح الإدريسي لموقع الأمناء- المقرب من الحراك الجنوبي. القاعدة تصادر مواد غذائية في البريقة.. وعناصرها تحاول نهب معسكر جبل حديد إلى ذلك، هاجم عناصر القاعدة،أمس، مخازن سابقة للجيش في جبل حديد. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن عددا من تلك العناصر، يرفعون شعار التنظيم، اشتبكوا مع حراسة المعسكر التابعة لفصيل الحراك الجنوبي وحاولوا اقتحام المعسكر غير أن مسلحي الحراك تمكنوا من طرد تلك العناصر. أما في مديرية البريقة، فقد شنت عناصر تنظيم القاعدة،أمس، حملة تفتيش على المحلات التجارية وصادرت المواد الغذائية بذريعة انتهاء صلاحيتها. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن عناصر التنظيم نقلوا تلك المواد على متن أكثر من 4 شاحنات إلى معسكر التنظيم في صلاح الدين.. ونقلت المصادر عن تجار قولهم أن التنظيم أجبرهم على فتح مخازنهم ثم نهبوها. وأفاد التجار بأن المواد لم تكن منتهية الصلاحية كما يزعم التنظيم. سخط شعبي لانعدام الغاز وفي عدن، أيضا ، تصاعد سخط الأهالي بسبب انعدام الغاز المنزلي للأسبوع الثاني على التوالي. ويرابط سكان المدينة في طوابير تمتد لمئات الأمتار أمام محطات بيع الغاز في المدينة. وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن أهالٍ غاضبين على انعدام الغاز المنزلي قطعوا شوارع فرعية في المعلا والشعب، وطالبوا بسرعة توفيره. ويصل سعر اسطوانة الغاز المنزلي في السوق السوداء بعدن إلى أكثر من 10 آلاف ريال، بينما اضطر معظم سكان المدينة استخدام الحطب كبديل للغاز المنزلي. أزمة مرتبات مستمرة وتواصلت في عدن،أمس، احتجاجات موظفي القطاعات الحكومية في المدينة إذ نفذ المئات من الموظفين والمتقاعدين وقفة احتجاجية هي الخامسة منذ الأسبوع الماضي. وافترش الموظفون الشارع العام أمام البريد في كريتر. المحافظ يبرر محافظ عدن، جعفر محمد سعد، كان عقد الأربعاء لقاء بنواب المحافظات الجنوبية للوقوف على تدهور الوضع في المدينة. واعترف سعد بتسبب أحد قراراته بتوقف شبكة البريد في عدن، مشيرا إلى اتخاذه قرارا قضى بتعيين مدير جديد للهيئة العامة لبريد عدن. وكشف سعد بأنه يواجه مشكلة صرف المرتبات، وأن اللجنة الثورية رفضت قرارات الإقصاء هذه. وقالت مصادر حضرت الاجتماع ل"اليمن اليوم" إن سعد أبلغ النواب بأنه ما من مرتبات لموظفي القطاعات الحكومية خلال الفترة المقبلة "مالم تستأنف المؤسسات المالية عملها وتوفر سيولة نقدية، مشيرا إلى أن خزينة البنك والبريد خالية تماما."