حميد دبوان تسارعت التطورات في عدن، أمس، مع بدء المدينة مرحلة ما بعد الرئيس الفار "هادي" المتواجد حاليا في جدة. فبينما أعلنت الصحيفة الوحيدة الموالية له في عدن احتجابها عن الصدور تزامنا مع فرار مستشاره عن الحراك الجنوبي ياسين مكاوي، وأنهى القيادي الميداني للحراك العميد عيدروس قاسم الزبيدي الجدل بشأن تواجد أية قوات لهادي المسماة ب"الجيش الوطني" فيما عم "النشيد الجنوبي" مدارس عدن بعد يوم على تدشين، خالد بحاح العام الدراسي الجديد في المدينة، المسكونة أيضا بخلايا القتل "الطائفي والمناطقي" المتواصل، والمثقلة بانعدام الخدمات. مصادر في الهيئة الإدارية لصحيفة (14 أكتوبر) أرجعت أسباب احتجابها عن الصدور إلى امتناع "حكومة بحاح" عن توفير مواد تشغيل ومستحقات الموظفين. ونقل موقع "يافع نيوز" عن المصادر أن الصحيفة التي صدرت أسبوعين مع وصول هادي عدن، استغرابها لما وصفته ب"تعمد حكومة بحاح إهمال الصحيفة الرسمية الوحيدة المساندة لهادي". توقيت إعلان الصحيفة احتجابها يأتي أيضا بالتزامن مع فرار مستشار هادي عن الحراك، ياسين مكاوي، بعد أيام على وصوله عدن. وقالت مصادر عسكرية إن مكاوي غادر فجراً على متن طائرة نقل عسكرية سعودية متجهة إلى الرياض. وكانت مواقع الكترونية في عدن تابعة للحراك نقلت عن مصادر مقربة من مكاوي قوله أنه قرر مغادرة عدن بعد رفض "القوات الإماراتية" توفير الحماية لمنزله، مشيرة إلى أن مكاوي سبق وأن طلب من تلك القوات تأمين منزله في كريتر لكنها رفضت "مما دفعه للمغادرة". ويعد مكاوي المستشار الوحيد لهادي الذي عاد إلى عدن . من جانبه، نفى القيادي الميداني في الحراك الجنوبي العميد عيدروس قاسم الزبيدي أمس -المتواجد حالياً في الرياض- وجود أي "جيش وطني " في عدن، مشيرا في مقابلة مع صحيفة الحياة اللندنية أن من يتواجد على أرض الجنوب "مقاومة" وأنها وحدها من يجب أن تشكل ما أسماه "جيش جنوبي". وأشار الزبيدي إلى طرح "الحراك الجنوبي" مقترحا يتضمن إعادة بناء وتأهيل "الجيش الجنوبي سابقا" مع ضم "المقاومة" إليه، مشيرا إلى أن ذلك الموضوع لا يزال محل نقاش ، متهما في الوقت ذاته بحاح بتجاهل "المقاومة" قائلا "بحاح لديه علاقات مع قوات التحالف لكنه لم يفعل شيئا حيال الموضوع".. تصريحات الزبيدي بشأن "الجيش الوطني" تأتي بعد يوم على اقتحام مسلحين مجهولين آخر معسكرات هادي المعروفة ب"الجيش الوطني" والمتواجدة في مديرية البريقة باسم لواء "الحزم 39"، إضافة إلى توجيهات سابقة من هادي بضم "مقاومة الحراك إلى الجيش الوطني التابع لهادي". إصرار الحراك الجنوبي على فرض "قواته" ل(رسم مستقبل الجنوب) انطلاقا من عدن ترافقه حاليا إجراءات وتحضيرات واسعة كما يبدو لإعلان الانفصال برعاية قوات الاحتلال. سياسيا، نشرت مواقع الكترونية تابعة للحراك الجنوبي،أمس، تصريحات لقادة في الحراك الجنوبي تؤكد تلقيهم إذنا سعوديا – إماراتيا بالتحضير لعروض عسكرية لذكرى 14 من أكتوبر في عدن، وتتزامن الفعالية أيضا مع عودة مرتقبة لنائب الرئيس الجنوبي الأسبق علي سالم البيض.. ميدانيا، عُمم النشيد الوطني لما كان يعرف ب"دولة اليمن الديمقراطية الشعبية" ، أمس، على المدارس الحكومية في عدن. وتناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لطلاب في المدارس الحكومية يرفعون أعلام الجنوب مرددين النشيد الوطني للجنوب. وتلك العملية تأتي بعد يوم فقط على تدشين رئيس حكومة هادي، خالد بحاح، للعام الدراسي في عدن بصورة استثنائية. إلى ذلك دعا تنظيم القاعدة، أمس، أنصاره في عدن إلى المشاركة فيما سماها "تحرير باب المندب" وذلك ردا على انسحاب عناصر الحراك الجنوبي من الجبهة ورفضهم المشاركة في تعز، بينما يواصل تنظيم "داعش" استقبال الشباب الراغبين بالانخراط في صفوفه إذ أفادت مصادر أمنية في عدن عن قيام التنظيم مؤخرا باستقطاب شباب من محافظات جنوبية عدة أبرزها "أبين ولحج". وقالت المصادر إن التنظيم ينظم أيضا فعاليات "مبايعة" الأعضاء الجدد لقادته في عدن. وبعيدا عن التنظيمين سالفي الذكر، بدأ مجندو هادي، المسرحين،أمس، بحملة إغلاق للمؤسسات الحكومية في عدن للمطالبة ب"التوظيف". وقالت مصادر محلية ل"اليمن اليوم" إن مجموعة من تلك العناصر المنخرطة تحت مسمى "مقاومة" أغلقت مبنى المحافظة في المعلا لليوم الثاني على التوالي ورفضت السماح للموظفين بمزاولة أعمالهم، مشيرة إلى حوادث مماثلة تتعرض لها المؤسسات الحكومية في المحافظة منذ أيام. يذكر أن مجندي "لواء الحزم" الذي أمر هادي بتشكيله في عدن كان قد حاصر حكومة بحاح في فندق القصر لعدة أيام قبيل عيد الأضحى لذات المطالب. ورغم تعدد الجماعات المسلحة المسيطرة على الوضع في عدن إلا أن ما يؤرق المدينة ويقلق سكانها يتمثل ببروز جماعات متطرفة تقتل بالهوية تحت مسمى "مقاومة" إذ نفذت تلك الجماعات ،أمس، عملية إعدام بحق بائع خضار من أبناء تعز بتهمة "زرع الألغام. " وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن الشاب يدعى حمود ناجي غالب الشرعبي، كان يمر بعربيته في أحد شوارع خور مكسر عندما اعترضه مسلحو "المقاومة" وقاموا بإطلاق النار عليه، مشيرا إلى أن المسلحين ردوا على مواطنين تجمهروا حولهم لإدانة الجريمة باتهام الشاب ب"زراعة الألغام والتحوث". وتأتي تلك الحادثة بعد يوم فقط على عملية مماثلة أكثر بشاعة شهدتها مديرية التواهي. ووفقا لمصادر محلية فإن مسلحي المقاومة قاموا بقتل شاب "مجهول " من أبناء المحافظات الشمالية ومن ثم صلب جثته على نفق التواهي.