أكد ل"اليمن اليوم" مصدر قيادي في المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي فشل المشاورات التي يجريها قادة عسكريون من الحراك مع قيادة (التحالف) في الرياض بخصوص مشاركتهم في القتال خارج محافظات الجنوب، وتحديداً في تعزومأرب. ويتواجد في الرياض منذ شهرين ثلاثة من القيادات العسكرية لما تسمى (المقاومة الجنوبية)، تيار الحراك (العميد عيدروس قاسم الزبيدي، العميد محمد صالح طماح، شلال علي شائع). وقال المصدر، دون الكشف عن اسمه خشية على حياته، إن ما أسماها قيادة التحالف وافقت على بعض القضايا المطروحة للمشاورات، لكنها تحفظت على القضية الأساس المتعلقة بشروط (المقاومة الجنوبية) تيار الحراك للمشاركة في القتال خارج الجنوب. وأوضح المصدر: "الحراك يشترط أن تكون المقاومة شريكاً مع التحالف في تلك المعارك وليس تابعاً، وهو ما قوبل بالرفض من قبل التحالف". إلى ذلك أقرت قوى الحراك الجنوبي- إحدى فصائل عملاء الاحتلال- العودة إلى المشهد في عدن، لكن من بوابته القديمة، بينما تداعت الإمارات لإنعاشه مجدداً بإخراج قادته العسكريين المحتجزين في الرياض، منذ شهرين، وإرسال دفعة جديدة من قواتها لمساندة فصائله المهددة بالاندثار من المدينة تحت واقع التوطين السعودي للتنظيمات الإرهابية. قوى الحراك الجنوبي في بيان لها، أمس، قالت بأن اجتماعاً موسعاً عُقد في عدن، مساء الأحد، أقر تفعيل نشاط الحراك في المدينة بتدشين فعالية يوم الأسير الجنوبي، عصر الخميس، في مدينة كريتر، وتلك الفعالية عكفت قوى الحراك على تنفيذها منذ العام 2007، لكنها توقفت قبيل دخول قوات الاحتلال إلى المدينة. ودعا البيان كافة أبناء الجنوب إلى المشاركة لإرسال رسالة للمجتمع الدولي هدفها، وفقاً للبيان، "بأن الحراك الجنوبي والقضية وجدا ليبقيا". وقال ذات المصدر ل"اليمن اليوم" إن الاجتماع وبحضور كل مكونات الحراك الأساسية (المجلس الأعلى للحراك الثوري، رؤساء الحراك في المحافظات والمديريات، والحركة الشبابية، والقطاع النسائي، ومندوبي المقاومة) أقر التصعيد على خطوات، بحيث تكون البداية ببعض الفعاليات الأسبوعية كالمسيرات، وفي حال بقيت الأوضاع على هذا النحو ومحاولات حكومة الشرعية والتحالف- حسب وصفه- تمكين جماعة الإخوان (الإصلاح) والسلفيين المتشددين من الحكم في عدن إلى جانب سيطرتهم المطلقة على أبين وشبوة ولحج وحضرموت، فإنه لا بد من التصعيد ب(الاعتصامات ونصب المخيمات). تصعيد قواعد الحراك يأتي في وقت شرَّد فيه الغزاة قياداته السياسية والعسكرية خارج البلد، فبينما يتواجد ساسته في ألمانيا ومسقط ودول أخرى، يقيم قادته العسكريون منذ شهرين في الرياض، وسط استفهام كبير في الشارع الجنوبي بشأن تأخر عودة تلك القيادات التي استدعتها السعودية إلى جانب قيادات من القاعدة والإخوان، غير أن الأخيرة عادت بسرعة إلى المدينة مسنودة بضغوط لتوطينها. ناشطون جنوبيون على مواقع التواصل الجنوبي اتهموا السعودية، لأول مرة، باحتجاز قياداتهم العسكرية، أبرزهم (قاسم الزبيدي، شلال علي شائع وطماح)، غير أن الزبيدي قال خلال كلمة هاتفية له أثناء عروض عسكرية جديدة للحراك في الضالع، السبت، إن وجودهم في الرياض جاء بسبب قضايا شائكة، لم يحددها، لكنه دعا المجندين إلى اليقظة والتمسك بالقضية الجنوبية. في سياق متصل، نقل موقع عدن الغد- المقرب من الحراك- عن مصادر سياسية أن الأمارات أبلغت السعودية بضرورة السماح للقادة العسكريين للحراك بزيارة أبوظبي بغية تسليمهم الملف الأمني في المدينة، غير أن مصادر في الحراك ذاته قلَّلت من ذلك التوجه، مشيرة في تصريح ل"اليمن اليوم" إلى أن الإمارات بدأت تشعر بقلق تجاه ظروف بقاء قيادات الحراك العسكرية في الرياض. وأشارت المصادر إلى أن الإمارات تسعى لإخراج تلك القيادات من الرياض وإرسالها إلى عدن التي تشهد توطيناً غير مسبوق للتنظيمات الإرهابية. الإمارات من جانبها أعلنت، أمس، رسمياً عن استعدادات تجريها لإرسال دفعة جديدة من قواتها إلى عدن، مشيرة، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية، إلى أن تلك القوات تأتي كبديل لقوات سابقة .. وكانت الإمارات سحبت، قبل نحو شهر، مجموعة من أفرادها المتواجدين في عدن، وذلك في أعقاب التفجيرات التي استهدفت مقرات ومعسكرات للإمارات في المدينة، كما سحبت قواتها من مأرب عدى مجموعة خبراء. إقرار الإمارات إرسال دفعة جديدة إلى عدن يأتي في وقت تتسارع فيه الأنشطة العسكرية للتنظيمات الإرهابية في المدينة، وسط مخاوف إماراتية من تضرر مصالحها، خصوصاً وأن الجماعات المتطرفة مدعومة سعودياً نفذت عدة أعمال ضد مقراتها. وحذر ناشطون جنوبيون من تسليم "عدن للمتطرفين". وقالت الناشطة في الحراك، زهرة صالح، في منشور على صفحتها في الفيسبوك، أمس، إن رئيس فرع إصلاح عدن، إنصاف مايو، عاد مؤخراً من الرياض وبحوزته مبالغ مالية كبيرة لاستقطاب مجندين. خلافاً لما يدور إعلامياً، يواصل محافظ عدن، جعفر محمد سعد، العمل بصمت لتوطين الجماعات المتطرفة في المدينة، إذ وجه، أمس، مدير أمن عدن ببدء ترقيم (800) مجند جديد أغلبهم من عناصر القاعدة والإخوان، وفقاً لمصادر أمنية. ووفقاً للمذكرة فإن من تم تجنيدهم كانوا قد باشروا أعمالهم قبل 6 أشهر بشكل طوعي. وقال ذات المصدر القيادي في الحراك ل"اليمن اليوم" إن عملية التجنيد هذه تمت بصورة سرية فاجأت الحراك، كما فاجأته عملية ابتعاث مجموعة للتدريب والتأهيل في أثيوبيا، مؤكداً أن من تم ترقيمهم (800)، جميعهم يمثلون فصيلاً واحداً "الإصلاح، السلفيين". والتجنيد الجديد يأتي بالرغم من إغلاق البريد في المدينة لمكاتبه مع تصاعد الاحتجاجات في أوساط موظفي الدولة .. وقال مصدر في بريد عدن ل"اليمن اليوم" إن البنك المركزي في المدينة أبلغهم بعدم توفر سيولة بعد سحب الجهات الحكومية في المدينة لمخزونه من السيولة. وكان متقاعدون عسكريون ومدنيون تظاهروا، أمس، لليوم الثاني على التوالي، أمام مكتب البريد في كريتر للمطالبة بصرف رواتبهم للأشهر الثمانية الماضية، بينما قطع موظفون وجنود في المنصورة الخطوط الرئيسية للمطالبة بصرف رواتبهم. وتأتي تلك الاحتجاجات في وقت تتنازع فيه قوات الاحتلال السعودي – الإماراتي على المنشآت الخدمية في المدينة، فبينما تكفَّلت الإمارات برواتب موظفي الكهرباء، تقوم السعودية- عبر لجنة خاصة تعمل إلى جانب الإخوان والقاعدة والسلفيين في المدينة- بتوزيع رواتب على مقاتلي تلك الفصائل وتستقطب مجندين إلى صفوفها..