شهدت عدن، أمس، أعمال عنف طالت عدة مديريات، عقب ساعات على إصدار الرئيس الفارّ، هادي، قراراً بإقالة القيادي في حزب الإصلاح، نائف البكري، من منصبه كمحافظ لعدن، رضوخاً لأجندة الاحتلال الإماراتي. بينما كشفت مصادر في الحراك الجنوبي- أحد فصائل عملاء الاحتلال- عن خطة تصعيدية تنوي مليشيات القاعدة والإصلاح- فصيلا عملاء الاحتلال السعودي- تنفيذها، رفضاً لأي محافظ بديل. وفي مديرية المنصورة، قطع مسلحون الخطوط العامة من جولة كتلكس وجولة الغزل والنسيج، وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن المسلحين- يدعون بأنهم مجندون جدد- أحرقوا الإطارات في شوارع المديرية وعرقلوا حركة السير فيها لساعات، رافعين شعارات "القرار قرار المقاومة"، في إشارة منهم إلى رفض قرار هادي بإقالة البكري، إضافة إلى مطالبتهم بصرف رواتبهم وتجنيدهم في المؤسسات العسكرية والأمنية. وحازت التظاهرة على تغطية واسعة في وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح، صنفتها على أنها تظاهرة لمجندين لم تصرف رواتبهم ولم تصرف لهم بطائق عسكرية. وتوقع عبدالرقيب الهدياني- نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة أكتوبر، وأحد إعلاميي الإصلاح- في منشور على صفحته بالفيسبوك أن تمتد تلك الاحتجاجات إلى مدن جنوبية أخرى. وفي مديرية كرتير، ارتكب مسلحون مجهولون، أمس، جريمتي اغتيال بحق شابين بتهمة "الشذوذ". وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحاً يستقل دراجة نارية أطلق النار على الشابين بينما كانا يمران في أحد شوارع كريتر، وأرداهما على الفور. وأشارت المصادر إلى أن الجناة كتبوا لافتة تتهم الشابين بالشذوذ وتتوعد الآخرين، غير أن المصادر أفادت بأن الشابين ناشطان في الحراك. وفي دار سعد، اندلعت اشتباكات بين مسلحين مجهولين وما تسمى ب"المقاومة الجنوبية"، فصيل الحراك، أسفرت عن إصابة شقيق قائد "المقاومة" في المديرية. وأفادت مصادر أمنية في المديرية ل"اليمن اليوم" أن مجهولين هاجموا منزل ضابط محسوب على الحراك الجنوبي يدعى نياز نجيب، مما أسفر عن إصابة شقيق قيادي في مقاومة الحراك يدعى جمال العبد. وكان الرئيس الفارّ- وفي إطار الصراع الإماراتي السعودي- أصدر، في وقت متأخر من مساء الاثنين، قراراً رقم 15 قضى بإقالة البكري من منصبه كمحافظ لعدن وتعيينه وزيراً للشباب. وكشفت مصادر في "مقاومة الحراك"، أحد فصائل عملاء الاحتلال، عن خطة يعدها قادة فصائل الإصلاح والقاعدة في عدن تهدف للتصعيد، خلال الفترة المقبلة، وتتوعد بإسقاط أي محافظ يتم تعيينه بديلاً للبكري. وكان البكري قال في أعقاب عودته، أمس الأول، من الرياض بأن "المقاومة ستظل مظلة ومرجعية للجميع"، في إشارة إلى امتعاضه من قرار هادي باسم "الشرعية." وتتداول في عدن أسماء اثنين من مرشحي نجل الرئيس الفار، جلال، لخلافة البكري. ووفقاً لمصادر مطلعة فإن مرشحَيْ نجل هادي هما "أحمد الميسري- قائد لجان هادي في عدن، وطاهر مصطفى، رئيس نيابة استئناف عدن سابقاً"، غير أن مصادر أخرى أفادت باستبعاد قوى سياسية في السعودية مرشحي نجل هادي، وطرحت 5 بدلاء هم "سالم سلمان، قاسم عبدالرب (السلفي)، محمد العبادي، حسين بن شعيلة، عبدالعزيز المفلحي". وكان الفار هادي التقى، أمس، بممثلين عن قادة فصائل سلفية وإخوانية في الرياض، في محاولة منه لتهدئة الوضع في عدن. وأشارت المصادر إلى تقدم قادة الإخوان (الإصلاح) والقاعدة بقائمة طلبات لهادي اعتبروها كضمانات لوجودهم في مؤسسات الدولة، منها اعتماد الآلاف من مجندي الطرفين رسمياً في الجيش والأمن، وشروط أخرى، مشيرة إلى موافقة هادي على ضم المجندين، مع وعود بالنظر في بقية الطلبات. يذكر أن قادة مقاتلي الحراك الجنوبي رفضوا، الأحد، استدعاء السعودية خشية احتجازهم في الرياض، وذلك في إطار الصراع بين المملكة والإمارات.
