شددت الفصائل المسلحة في عدن، أمس، من قبضتها على المرافق الحكومية الخاضعة لسيطرتها فيما حلقت طائرات الاحتلال بكثافة في سماء المدينة وفتحت حاجز الصوت. وأكدت ل"اليمن اليوم" مصادر أمنية وسكان محليون أن مطار عدن الدولي مغلق منذ يومين من قبل إحدى الفصائل المسلحة الموالية للاحتلال، بينما حاصر فصيل آخر الميناء وثالث المصافي. وقالت المصادر إن الفصيل الذي يقوده، الزامكي، وينتشر في خور مكسر، رفض إعادة فتح مطار عدن، قبل توظيف مسلحيه وصرف رواتبهم للأشهر الماضية إضافة إلى علاج الجرحى، مشيرة إلى أن إغلاق المطار مستمر منذ يومين وأن وساطات بين الزامكي وقوات الاحتلال فشلت في السماح بإعادة فتحه تمهيدا لاستئناف استقبال الطائرات. وأضافت المصادر بأن المطار لم يستقبل منذ الأسبوع الماضي أية رحلات جوية بسبب استمرار الصراعات في محيطه. وفي مديرية كريتر، أفادت المصادر بانتشار مسلحي الفصيل الذي يقوده مالك هرهرة، في المديرية وحاصروا مقرات البنك المركزي ومؤسسات حكومية أخرى للمطالبة بصرف رواتبهم الموقوفة منذ شهرين. وفي المعلا، أكدت ذات المصادر انتشار مسلحين بقيادة الإدريسي، في محيط الميناء ومنعوا الدخول والخروج منه لذات المطالب. وكان الإدريسي وقادة آخرون اجتمعوا، في وقت متأخر من مساء أمس الأول، بمدير مكتب هادي، محمد مارم، قبيل نشر مسلحيهم في المدينة. يأتي ذلك في وقت يواصل فيه تنظيم القاعدة في التواهي بقيادة أنيس العولي، الاستيلاء على مخزون الوقود وبيعه بصورة مباشرة. في غضون ذلك، كشفت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير لها من عدن عن توسع تنظيم القاعدة و"داعش" في المدينة على حساب الفصائل الأخرى. وقالت الصحيفة إن عناصر الجماعات المتطرفة تنتشر في معظم أحياء المدينة وتمارس كافة أعمال العنف بدون رادع. يذكر أن تنظيمي "داعش والقاعدة" أعلنا عن وجودهما ضمن قوات "الاحتلال" التي دخلت عدن قبل نحو شهرين وشارك مقاتلو التنظيمين ضمن ما تسمى "المقاومة الجنوبية"، وفقا لمقاطع فيديو سابقة نشرها التنظيمان على مواقعهما الالكترونية، ومؤخرا طالبت قوات الاحتلال التنظيمين بإعادة (53) مدرعة حديثة سلمت لهما خلال "التحرير" في عدن. إلى ذلك حلقت طائرات الاحتلال بكثافة في سماء عدن، الخميس، وفتحت حاجز الصوت ما أثار الهلع في نفوس الأهالي، وفقاً لمصادر محلية. وكان موقع "24" الإماراتي كشف، أمس، عن شحنات أسلحة يقوم الإخوان بتهريبها إلى عدن، مشيرا إلى أن الجماعة تسعى لتنفيذ مخطط إرهابي في المدينة من خلال التحريض ضد دول الخليج وكذا تخويف المجتمع الجنوبي، الرافض لوجود الجماعة، بورقة الإرهاب، معتبرا ذلك التوجه بمثابة مساعٍ ل"الإخوان" لإيجاد موطئ قدم لهم في عدن. وكشف الموقع عن أن شحنة الأسلحة التي ضبطت في مدينة لحج، الأسبوع الماضي، وتحوي صواريخ حرارية تبين تبعيتها لقيادات إخوانية كانت تسعى لإدخالها مدينة عدن.