كشفت مصادر عسكرية في عدن ل"اليمن اليوم" انضمام المئات من مجندي ما يسمى لواء "حزم سلمان" إلى تنظيم "داعش"، بينما تعيش عدن حالة فوضى غير مسبوقة على مستويات عدة. وقالت المصادر إن مجندين من اللواء الذي تم حلُّه بعد 3 أشهر من تأسيسه تم نقلهم، الخميس، إلى معسكر تدريبي للتنظيم في صلاح الدين، الخاص بالتنظيمات المتشددة المنخرطة في صفوف العدوان. وكان لواء حزم سلمان يضم (5) آلاف مجند شهد- قبل الشهر الماضي- اضطرابات وأعمال فوضى جراء تأخر صرف رواتب المجندين لنحو شهرين، مما اضطر المنطقة العسكرية الرابعة الموالية للاحتلال إلى حلِّه وتسريح عناصره في أعقاب سحلهم لقائد التدريب، فضل اليافعي. في غضون ذلك، عقد سياسيون ومثقفون في عدن، خلال اليومين الماضيين، حلقتي نقاش في محاولة للفت أنظار حكومة بحاح تجاه التنظيمات الإرهابية "القاعدة وداعش" في المدينة، إذ حذر أولئك- في بيان ختامي- من نشاط وتحركات التنظيمين واستقطابهما لما أسموها "عناصر المقاومة"، وطالبوا بسرعة دمج أولئك المسلحين في الجيش الذي شكَّلته السعودية لضمان صرف مرتباتهم، وحتى لا يستغل تنظيما القاعدة وداعش أوضاعهم المعيشية. غير أن مندوبين عن محافظ عدن شاركوا في تلك الحلقات، وفقاً لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، أفادوا بأن المحافظة قد لا تستطيع خلال ال3 أشهر المقبلة دفع رواتب موظفي القطاعات الحكومية. في سياق متصل، أغلق مسلحو تنظيمي "داعش" والقاعدة في عدن، أمس الأول، مديرية خورمكسر ومنعوا حركة المرور فيها احتجاجاً على تأخر صرف مرتباتهم. وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن التنظيمين المنضويين في إطار ما تسمى "المقاومة" نشرا نقاطاً في مداخل الشوارع الرئيسية في المديرية، عند العاشرة صباح الخميس، وأعاقوا حركة الدخول والخروج من المديرية حتى المساء. وفي مديرية المعلا، أفادت مصادر أمنية باختطاف مسلحي التنظيم أقدم تاجر في عدن من الطائفة الإسماعيلية في المدينة. وقالت المصادر إن مسلحين، على متن هيلوكس، اعترضوا رجل الأعمال، محمد سليم محمد البهري، من أمام محلاته التجارية في المعلا واقتادوه بسيارته إلى جهة مجهولة. مواجهات في كريتر بحضرة المحافظ في مديرية كريتر، شبت مواجهات جديدة، بين مسلحي الإصلاح (الإخوان) وآخرين من الحراك الجنوبي بحضور محافظ عدن المعيَّن حديثاً، جعفر محمد سعد. وقالت مصادر أمنية ومحلية ل"اليمن اليوم" إن المواجهات جاءت لحظة زيارة محافظ عدن إلى المديرية بهدف خفض التوتر بين مسلحي الطرفين، وذلك في أعقاب طرد مسلحي الحراك لمقاتلي الإصلاح من مبنى "المجلس التشريعي" في المديرية. وأشارت المصادر إلى أن قادة من "الإصلاح" رفقة مسلحين قدموا إلى مقر المجلس بهدف الالتقاء بالمحافظ، غير أن مسلحي الحراك اعترضوهم بإطلاق النار، أعقبها اشتباكات خفيفة أجبرت المحافظ على مغادرة المديرية. وأصيب شخصان، خلال تلك الاشتباكات، وفقاً لذات المصادر. وتشهد مدينة كريتر، منذ يومين، حالة من الغليان بين الإصلاح والحراك فجَّرها استيلاء مسلحي الحراك على مبنى "المجلس التشريعي" وطرد مقاتلي الإصلاح منه. حمى الاغتيال تعصف بالمنصورة مديرية المنصورة- معقل الحراك الجنوبي- شهدت، الخميس، عملية اغتيال هي الثالثة خلال 72 ساعة. نكبة غير مسبوقة وتعاني معظم مديريات عدن من الانقطاع شبه الكامل لمياه الشرب الصالحة للاستخدام المنزلي بسبب انعدام الوقود وتعطل أعمال الصيانة، إضافة إلى نقص الموظفين الناجم عن تدهور الوضع الأمني وعدم وجود أموال تشغيلية، وعدم وجود الدولة من الأساس. من جهة أخرى، فاقمت أزمة الوقود في عدن الوضع الإنساني، حيث ما زال كثير من الأسر في عدن تستخدم الحطب بدلاً من الغاز وذلك نتيجة انعدامه أو غلائه. وحتى إن توافر فبكميات لا تفي بتلبية الطلب، رغم وعود شركة مصافي عدن بتوفير المشتقات النفطية والغاز بأسعار معقولة، لكنها- ورغم مرور ثلاثة أشهر- لم تفِ بما وعدت به. معاناة موظفي الدولة كما يعاني موظفو الدولة من متابعة حقوقهم الوظيفية، بما فيها الرواتب، بسبب غياب أي جهة رسمية في عدن يمكن الرجوع إليها. وكل ما قاله الإعلام عن وجود حكومة تمارس عملها من أجل خدمة الناس غير صحيح. وتعيش عدن- وفقاً لناشطين من أبنائها- نكبة غير مسبوقة على مستويات عدة تمسُّ معيشة المواطنين الذين يعانون مشاكل كبيرة مع تفاقم النقص الغذائي وانعدام المشتقات النفطية، إلى جانب توقف عدد من المستشفيات عن العمل في ظل انهيار الخدمات الصحية، فضلاً عن فوضى أمنية وسيطرة شبه تامة لتنظيمي القاعدة وداعش. وفي الجانب الصحي، على سبيل المثال، أغلقت كبرى المستشفيات الحكومية (22 مايو، والجمهوري) أبوابها بدعوى الترميم والصيانة، كما أغلق مستشفى بن خلدون في الحوطةلحج أبوابه بدعوى الإضرابات المستمرة من قبل العاملين فيه على خلفية عدم صرف رواتبهم ومستحقاتهم المالية لأكثر من أربعة أشهر.