شهدت عدن تطورات جديدة تنبئ عن أفق للصراع الدائر قد يتسع وفقاً لطبيعة الحالة السياسية والأمنية التي يعمل الاحتلال على تكريسها. وتقول المصادر إن الحراك الجنوبي (أحد فصائل الاحتلال) أعلن، أمس، تشكيل مجلس عسكري تمهيداً لإعلان دولة الجنوب، بعد أن حصل على وعود من دول الخليج بذلك. وشهدت المنصورة- معقل الحراك- حفل إشهار المجلس الذي يضم أيضاً 13 قيادياً من الحراك، وتم اختيار أحمد الإدريسي رئيساً، وسالم المرقشي نائباً أول، وعبدالله الناخبي نائباً ثانياً. وقال ل"اليمن اليوم" أمين عام المجلس الأعلى للحراك الثوري الجنوبي في عدن، العميد حسن اليزيدي، إن ما أسماها (التحالف) أقر بالجنوب دولة شرعية في تحرير بعض مناطق الشمال، حسب وصفه (تفاصيل مع تقرير تعز). ونقل موقع عدن الغد- المقرب من الحراك- عن القيادي خالد باحاج- أمين عام المجلس- قوله إن قيادة المجلس سوف تتغير كل 45 يوماً، وأن قوام اللجنة العمومية يضم 151 عضواً. ويأتي تشكيل المجلس العسكري في وقت يترقب فيه الشارع العدني عودة القيادي العسكري ل"الحراك"، عيدروس الزبيدي، من الإمارات حاملاً الملف الأمني في المحافظة، وسط تصاعد الاستياء "الإخواني" من استضافة الإمارات للزبيدي. مصادر في الحراك الجنوبي قالت ل"اليمن اليوم" إن تشكيل مجلس الحراك العسكري يأتي رداً على قيام حكومة الفار هادي، بدعم من الاحتلال السعودي، بدمج مقاتلي التنظيمات الإرهابية تحت مسمى "جيش وطني". وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال والفار، هادي، يسعيان لتهميش الحراك الجنوبي ومن ثم القضاء عليه مستقبلاً، من خلال استبداله بالجماعات المتطرفة الموالية للرياض وتصويره ك"جماعات إرهابية". وأفادت المصادر بأن الحراك بات يستشعر ذلك الخطر من خلال عمليات الاغتيالات المتتالية لقادته الميدانيين، وكذا المؤامرات السرية في الرياض، ناهيك عن استمرار السعودية باحتجاز القيادي شلال علي شائع. وتوقعت المصادر إعادة انتشار مسلحي الحراك الجنوبي في مديرية المحافظة، غير أنها رجحت وقوع ما وصفتها ب"مصادمات مع الجماعات المتطرفة المسيطرة على أجزاء واسعة في المدينة". واستبعدت المصادر عودة حكومة هادي إلى عدن، في الوقت الراهن، رغم تحدث الأنباء عن عودة مرتقبة، مشيرة إلى أن الشارع الجنوبي في حالة احتقان منها ولن يسمح لها بالمكوث في المدينة مجدداً. إلى ذلك عاشت مدينة عدن يوماً جديداً من العنف المتواصل الذي تزداد وتيرته نتيجة الفراغ الأمني وصراع فصائل الاحتلال. وتصاعدت، أمس، وتيرة الأعمال الإرهابية، في وقت أعلن فيه الحراك الجنوبي تشكيل مجلسه العسكري، في أول رد ميداني على إعلان حكومة بحاح دمج ما تسمى ب"المقاومة الجنوبية" في "الجيش." وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحيْن يستقلان دراجة نارية ألقيا، في وقت مبكر، قنبلة يدوية على مدرعة للحراك الجنوبي ترابط في نقطة "دوار السفينة" الواقعة بين مدريتي دار سعد والشيخ عثمان، مشيرة إلى إصابة أحد مسلحي الحراك في الهجوم الذي أعقبه إطلاق نار من أسلحة متوسطة، فيما لاذ المهاجمون بالفرار. وأفادت المصادر بشن مقاتلي الحراك الجنوبي لحملة مداهمة طالت فنادق ولوكندات شعبية في الشيخ عثمان عقب الهجوم، وضبط عدد من المشتبهين. وقالت ل"اليمن اليوم" مصادر في الحراك إن عدداً ممن تم ضبطهم اعترفوا بانتمائهم لحزب الإصلاح. وفي المعلا، نصب مسلحون كميناً لضابط أمن في فرقة الطوارئ برتبة نقيب، يدعى يسران حمزة طاهر، وأصابوه بجروح بليغة، وقالت المصادر إن النقيب اشتبك مع المسلحين وحال دون اغتياله. وتعد تلك العمليات الثالثة من نوعها خلال ال24 ساعة، إذ سبقها عملية اغتيال قيادي في الحراك، يدعى أكرم شنب. أما في المنصورة- معقل الحراك- فقد اختطف مسلحون، يعتقد انتماؤهم للجماعات المتطرفة، شقيقين من أبناء الطائفة الإسماعلية المعروفة ب"البهرة." وقالت مصادر أمنية ل"اليمن اليوم" إن مسلحين يستقلون سيارة "سوناتا" اعترضوا سيارة الشقيقين (طاهر وعباس البهرة) بينما كان الأخيران يتجولان بسيارتهما في حي ريمي، مشيرة إلى أن مصير الشقيقين مجهولاً، ويملك الشقيقان محلات تجارية تعرف بمحلات "مفضل"، كما يعدان من ناشطي الحراك الجنوبي في كريتر، وتلك العمليات تسبق بساعات حملة مرتقبة لتدشين ناشطي الحراك الجنوبي حملة تفويض ما تسمى بالمقاومة الجنوبية، وتهدف الحملة، وفقاً لبيان القائمين عليها، إلى دعوة "الحراك" استنهاض "روح المقاومة" في عدن أمنياً وعسكرياً وسد الفراغ الحاصل في المدينة. وأشار البيان إلى أن الهدف من الحملة، المتوقع تدشينها منتصف الليل، تثبيت الأمن والاستقرار، وبناء المؤسستين العسكرية والأمنية. وتظاهر المئات من أبناء عدن، أمس، أمام مبنى كلية العلوم الإدارية في البريقة، مطالبين العميد عيدروس قاسم الزبيدي بضبط الأمن وإعادة فتح الكلية التي أغلقتها عناصر "داعش" للمرة الثانية، مطلع الأسبوع، بحجة منع الاختلاط. كما رفع المشاركون في التظاهرة لافتات تندد بالجماعات المتطرفة وتدعو إلى مساندة "الحراك."