شهدت مديريتا البريقة والتواهي،أمس، تحليقا مكثفا لطيران الأباتشي، استمر لساعات، وذلك في أعقاب وصول قوات "كوماندوز" أميركية-إماراتية مشتركة إلى مطار عدن، بينما أفادت مصادر إعلامية بوصول بحاح جزيرة سقطرى، بعد ساعات قضاها في الرياض، فيما سحب الحراك الجنوبي بقية عناصره من معركة باب المندب. وقالت مصادر أمنية ومحلية ل"اليمن اليوم" إن التحليق المروحي تم على علو منخفض، وهدف لمسح مواقع تمركز الجماعات المسلحة في المديريتين سالفتي الذكر. وتعد البريقة مركز تجمع عناصر الإخوان "الإصلاح" وداعش، بينما تعد التواهي معقل القاعدة "أنصار الشرعية". وتشهد عدن منذ مساء الأحد تحليقا مستمرا لطائرات بدون طيار . ويأتي وصول قوات مكافحة الإرهاب إلى عدن بعد أقل من أسبوع على هجمات تبناها تنظيم داعش الإرهابي، واستهدفت مقر حكومة بحاح في فندق القصر ومقرين للقوات الإماراتية بمدرعات حديثة حصل عليها التنظيم كأحد فصائل ما تسمى "المقاومة". وكان الرئيس الأمريكي، بارك أوباما، قال في حديث متلفز،أمس، أن الدوائر الحكومية الأمريكية تشهد جدلا بشأن إرسال قوات برية إلى اليمن وليبيا، غير أنه أكد على أنه سيحافظ على بقاء الولاياتالمتحدة كدولة عظمى في المنطقة. من جانبها وفي سياق الصراع الإماراتي – السعودي نقلت صحيفة الخليج الإماراتية عن مصادر وصفتها بالموثوقة توقعها بعملية عسكرية في عدن لما وصفته ب"تثبيت الأمن واستئصال الخلايا المتطرفة". وذكرت الصحيفة أن بحاح وصل جزيرة سقطرى. وتدعم الإمارات قوى الحراك الجنوبي فيما تدعم السعودية الإخوان والتنظيمات الدينية المتطرفة. وأشارت المصادر إلى أن بحاح وحكومته انتقلوا إلى جزيرة سقطرى لدواع أمنية وأنهم رفضوا البقاء في الرياض مؤقتا، والتي تُتهم بإدارة التنظيمات الإرهابية في الجنوب وتوجيهها بتنفيذ الهجمات الأخيرة على عدن. من جهة أخرى أكمل الحراك الجنوبي سحب مقاتليه المشاركين في معركة الملاحة الدولية "باب المندب" متهمين مسئولين وقادة ب"نصب فخ لهم"، مشيرين في تصريحات صحفية إلى أن "خيرة رجالهم" قُتلوا في تلك المنطقة، وأن قيادات ميدانية حاولت الدفع بهم تجاه "المناطق الشمالية". وأعلن الحراك في وقت سابق رفضه المشاركة في أية معارك خارج حدود الجنوب الجغرافية .. وجدد قائد المنطقة العسكرية الرابعة، أحمد سيف اليافعي، ذلك التصريح ،أمس الأول.. يذكر أن وصول قوات "الكوماندوز" جاء في أعقاب مباحثات بين قيادة ما تسمى ب"المقاومة" - جناح الحراك- ومسئولين اماراتيين في أبوظبي استمر لأيام ، وكذا تقليص الاحتلال الإماراتي والسعودي لقواتها في عدن. ووفقا لتصريح القيادي صالح بن فريد العولقي، العائد لتوه من الإمارات، فإن المباحثات تضمنت تأكيدات إماراتية على ما وصفتها "دمج الجيش والمقاومة"، غير أن ذلك مرفوض بالنسبة للحراك الجنوبي الذي يرى أن يكون مقاتلوه "نواة لتشكيل جيش جنوبي وطني" وفقا لما طرحه في وقت سابق القيادي الميداني في الحراك عيدروس الزبيدي، على العدوان السعودي وتسبب بإقصائه من منصب المحافظ.