دخل المشهد اليمني في مدينة عدن جنوبي البلاد، منحى خطيرا، بعد الإعلان المثير الذي خرج به الحراك الجنوبي الداعم للمحافظ المقال، عيدروس الزبيدي، باسم "بيان عدن التاريخي" والذي جعل من قرارات الفار عبدربه منصور هادي الأخيرة، محطة للتصعيد والدعوة للانفصال تصعيد فصيل الحراك المؤيد للواء الزبيدي، وضع الفار هادي وفقا لمراقبين، أمام خيارات صعبة للتعامل مع المتغيرات التي يراد فرضها في المشهد السياسي بمدينة عدن التي تتخذ منها الحكومة الشرعية مقرا لها وفي هذا السياق، يقول السفير عبد الوهاب العمراني بأن خيارات هادي صعبة بعد انفراط العقد الوهمي مع شركاء الشرعية المفترضين، الأمر الذي يجعل من تراجعه عن قراريه بإقالة الزبيدي وبن بريك من منصبيهما "مستحيلا". وأضاف :" أن استمرار الفار هادي في إيقاعه البطيء وعدم تحركه تجاه التصعيد للحراك الذي يقوده اللواء الزبيدي، يزيد من تعقيد وخطورة المشهد في الجنوب وبحسب الدبلوماسي اليمني فإن أمام الفار هادي ثلاث خطوات مهمة للحسم ،وهي :"المضى قدما في تدشين فكرة الأقاليم والنداء بأقاليم حضرموت خلال أيام، فيما تكمن الثانية في "سرعة استكمال ترتيب أوضاع المقاومة الجنوبية ودمجها بالجيش الوطني والاهتمام بها تسليحاً وتدريباً". أما الثالثة وفقا للعمراني تتركز في"تقديم الدعم للمحافظ الجديد المفلحي من الحكومة الشرعية المزعومة والتحالف السعودي على حد سواء، من خلال سرعة توفير الخدمات وإعادة الثقة للمواطن الجنوبي بشرعيته وإلا فالأمور ستزداد سوء. وفي تعليقه لما سمي ب"إعلان عدن التاريخي " رأى السفير اليمني أن التظاهرة جسدت حالة من الانقسام للجبهة المناوئة للدولة المدنية، وتسير بالجنوب نحو ميلاد "فصيل حراكي جديد" لم يستبعد أن مصيره كالمشاريع الصغيرة التي ليس لها قبولا شعبيا في الجنوب نفسه، بمجرد أي تفاهم قد يحدث بين دول الإقليم. لكنه لفت إلى أن هناك قوى إقليمية تعد عيدروس الزبيدي، لدور مشابه ل"خليفة حفتر" الليبي في المحافظات الجنوبية، لفرض هيمنتها على مؤسسات الدولة هناك. ورأى العمراني أن تخاذل وضعف الشرعية ومن ورائها اختلال حسابات التحالف العربي وخلافاته، قد انعكس على قضية التحرير وطي صفحة الانقلاب، غير أن غياب الحكومة عن مدينة عدن، كعاصمة مؤقتة، على مدى عامين، لاشك، أن ذلك قد هيأ لهذه النتائج. احتواء وتعزيز من جهته أفاد الصحفي والمحلل السياسي اليمني، فؤاد مسعد بأنه يتعين على الفار هادي احتواء أي قضايا خلافية قد تؤدي إلى إشاعة الفوضى في عدنوالمحافظات المحررة، من خلال تفعيل خطوط التواصل مع المكونات والقوى السياسية والاجتماعية والمقاومة، والحراك الجنوبي سواء المؤيد لما يسمى ب "بيان عدن التاريخي" أو المعارض له. وأضاف :" أن هناك خيارات متاحة أمام الفار هادي منها تعزيز أداء فريقه الحكومي والسلطات الإدارية، لضمان تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، بالإضافة إلى استكمال عملية دمج أفراد المقاومة في القوات الحكومية. واعتبر مسعد أن ما ورد في بيان عدن، لا يعدو من كونه موقف سياسي وإعلامي فقط. وكان الإعلان الذي أعلن عنه الخميس، باسم "بيان عدن التاريخي" قد فوض محافظ عدن المقال، عيدروس الزبيدي، بإعلان قيادة سياسية وطنية (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب، على أن تتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته. وكان الفار هادي وأصدر في 27 نيسان/ أبريل الماضي، قرارين بإقالة اللواء الزبيدي من منصب محافظ عدن، والقيادي السلفي المثير للجدل هاني بن بريك، من منصب وزير الدولة بالحكومة وإحالته للتحقيق، وهما حليفان لحكومة أبو ظبي.
