التحذيرات التي أطلقها الحزب الحاكم مؤخراً ضد أحزاب اللقاء المشترك وكل المعارضين له تعكس محدودية أفق من يقف خلف تلك المشورة وعدم استيعابه لمفهوم الديمقراطية التي هي أحد ركائز نظام الحكم في اليمن, ولا يعني أبدا أن نظرية «من لا يقف معي فهو ضدي» خلاصة للواقع السياسي وعلى أساسه تبنى القرارات وتطلق التصريحات التي تهدد سقف الهامش الديمقراطي وتجعل اليمن دولة بوليسية قمعية ترفض الرأي الآخر وإن كان هذا الرأي ضد المصالح الوطنية كما يعتقد البعض!! وأصبح من الضروري أن تعمل كل أطراف العمل السياسي في اليمن سلطة ومعارضة ومنظمات مجتمعية على إيجاد رؤية وطنية تحافظ على منجز الوحدة والديمقراطية بعيدا عن الأحقاد والضغائن وتبني فعاليات ترهق الوطن والمواطن, وهي ملزمة أيضا بوضع نقاط القاسم المشترك أو العناوين العريضة لهذه الرؤية التي يمكن من خلالها الخروج من نفق الأزمات إلى رحابة الانفراج الذي حتما بوجوده ستحل الكثير من المعضلات السياسية والاقتصادية التي أصبحت تمثل أرقا للمواطن وخوفا من مستقبل أضحت ملامحه سوداوية من الآن. لا اختلف كثير اًمع الحزب الحاكم في مواقفه المبدئية حول الحفاظ على سيادة ووحدة الوطن وقمع التمرد الحوثي بالقوة.. في الوقت نفسه يجب الحفاظ على أرواح النساء والأطفال والشيوخ ما أمكن ذلك مع يقيني التام بأن ذلك لا يمكن حدوثه لاستغلال المتمردين المواطنين الأبرياء كدروع بشرية لهم , ومع ذلك لا أشك في حرص اللجنة الأمنية على مراعاة هذا. وعوده إلى بدء.. أصبح من الضروري أن تعمل أحزاب اللقاء المشترك وأحزاب المعارضة الأخرى على تأكيد وجودها في الساحة السياسية اليمنية من خلال مشروع وطني صادق ينبع من هوية الأرض والتاريخ , تحدد فيه تواجدا وتقنع به المواطن قبل الحزب الحاكم لأن ما أقدمت عليه تحت مسميات «رؤية وطنية للإنقاذ» لا يشكل حجم المشكلة اليمنية القائمة ولا تطلعات الشعب , وكانت رؤية تمثل قناعات أفراد, وسطورها عبارة عن لوائح تفسيرية لتصريحات بعض قادة المشترك وبذلك أصبحوا وجهاً آخر للسلطة في فرض رؤاهم دون الرجوع والتشاور مع قواعدهم الحزبية على أقل تقدير!! الوطن ليس الحزب الحاكم ولا اللقاء المشترك أو التحالفات الحزبية الأخرى.. الوطن يعني كل ذرة تراب وكل شبر فيه, وكل قلب نابض على أرضه.., وعندما يدرك الجميع هذه المعاني يمكن أن يتقبل منهم آراءهم وأفكارهم ما دامت تحمل في طياتها الإحساس به. برقية للأحزاب كم تساءلت ولم ألق جوابا: أين وجه الصدق عن أرضي غابا..؟؟ أي أرض هذه لم تبق بها الآثام للخير حسابا؟؟ شبعت كل الحقارات بها ومضت كل الطهارات سغابا كم فؤوس فوقها جاءت تعمل في الأخلاق فصلا واحتطابا كلما قلت انتهى السوء بها أعادوا هم السوء شبابا ..................؟؟ (الشهيد الفضول)