في حديثه الذي خنقته العبرة.....وصوته الملئ بالشجن والأسى وتعبيراته المليئة بالسخط من وجوهٍ ارتدت أقنعة الزيف....وابتساماتٍ صفراء تلوّنت بها شفاه الممثلين على مسرح الحياة..... قال لي : كم هو محزنٌ أن تنعدمَ من بين مبادئنا قيمٌ كثيرة.....وأبرزها قيمة(الصدق) الذي بتُ أبحث عنه في تفاصيلِ حياتنا .....؟؟ كم نحن بحاجةٍ لإعادةِ ترتيبِ أوراقنا التي طغت عليها المصالح الآنية والأنانية في نفس الوقت....؟؟ كم بات زمننا زمنُ الإفلاس الأخلاقي.....وانعدام الصدق من بين تعاملاتنا اليومية.....؟؟ كم يؤلمني أن يقترب مني شخصٌ ما.....ليس من أجل سواد(عيوني) ولكن حتى يقضي مآربه الدنيئة....ويتركني دون أن يقول لي كلمة(شكراً)....؟؟! كم هو مؤلمٌ هذا الزيف الذي نتعامل معه يوميا ًدون أدنى خجلٍ ممن طغت على حياتهم هذه الأساليب المفضوحة.....؟؟!! وعند عبرته وعبارته الأخيرة....(أساليب مفضوحة)....أضعُ أكثر من خط.... فكلُ تلك الأساليب باتت (مفضوحة) دون أدنى ريبٍ من أصحاب تلك التعاملات...الصدق بات عملة صعبة المنال....ونادراً ما نجدُ شخصاً ما يلتزمُ بهذه القيمة الإنسانية النبيلة.... لأنه حينها سيُتهم أنه (ساذج) و(مغفّل)و(على نيّاته) فحتى على مستوى إنجاز معاملةٍ ما...تجدُ موظف تلك الجهةِ الحكومية أو سواها يماطلك يوما وراء يوم.....وجمعة وراء جمعة حسب(علي عنبة)....حتى تلعن اللحظة التي جعلتك تقفُ في تلك الدائرة الحكومية ...وتصبُ جم لعناتك لحظك العاثر الذي عثرَ بك عند أولئك وأمثالهم....!! وعلى ذلك قس بقية تعاملاتك في الأسرة....والمدرسة....والجامعة.....والحارة.....والقرية......و على متنِ المواصلاتِ العامة....وحتى (التاجر) يحلف لك أيمانا ً مغلّظة أن بضاعته من النوع الأصلي....وسعرها الأصلي......وحين تصلُ إلى بيتك تكتشفُ كم أنتَ مخدوعٌ ببضاعته ال(تايوان) التي لا تساوي خطواتك من أجلها.....وتضربُ كفا ً بكف....أنك أنفقت فلوسك في غير محلّها.....والسبب انعدام التعامل بصدق في كلِ شيء من حولنا...... فالأغلبية أقاموا حفلة(تنكرية) للصدق....ولكن مفضوحة....مفضوحة تلك الأساليب التي سرعان ما تنكشفُ وتقلبُ على رؤوس ممتهنيها طاولة زيفهم المكشوف...!! تلويحة هذه المرة سنقفُ في تلويحتنا عند أوراق ذلك الشاعر الشاهق كجبال اليمن....والمدهش بفنه الراقي حد لا منافس له في لآلئه الرائعات.....شاعر الربى الخضراء.....والقيم النبيلة الراحل / عبدالله عبد الوهاب نعمان....وهو يترجمُ نفسياتنا المتعبة من زيفِ ما يحيطُ بنا....فكم تألق في وصفه الأكثر من بديع....؟؟ كم تساءَلتِ ولم ألقَ جوابا أين عن أرضي وجه الصِدقِ غابا ؟ أي أرضٍ هذه لم تَبقِ فيها يدُ الآثامِ للخيرِ حسابا شيعت كلُ الحقاراتِ بها ومضت كل الطهاراتِ سغابا كم فؤوسٌ فوقها جاءت لتعمل في الأخلاقِ قصلآ واحتطابا كلما قُلتُ انتهى السوءُ عليها تندى هرمُ السوءِ شبابا
كم حيينا للبلاهاتِ بنا أوفياءً لم نلج للفهمِ بابا ووثقنا بعرى الزورِ فلم الفِطنة في الزورِ ارتيابا وخلعنا العبقرياتِ على كل مفتونٍ وصغناها كتابا ومنحنا كل عكازٍ حمائلَ سيفٍ غمدناه قِرابا وكأناّ قد تنازلنا عن الصدقِ في الأشياءِ والناسِ احتسابا ودخلنا رحلةَ الإفكِ حفاةَ وخضناها ظلاما وضبابا ومشيناها نفاقا فاجراً فادح الآثامِ لا تنوي المتابا وهتكنا كل عِرضٍ للحقيقة والصدقِ وقاتلنا الصوابا وبصقنا أوجه الخيرِ وسرنا مع السواءاتِ والسوءِ صحابا [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=468278216544592&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater