كان القرار بالقتل والتصفية على متن سفينة الحرية وفي جنح الظلام وسط زخات الرصاص أثناء الهجوم للشيخ رائد صلاح ، لكن مشيئة الله جعلت الجندي المكلف بالقرار أن يخطأ في هدفه ويطلق الرصاص باتجاه شخص آخر لا ذنب له سوى انه وقع ضحية الشبه والتشابه في الشكل واللون وكان ما كان في فلسفة القتل الإسرائيلي التي كانت قد أعدت مسبقاً روايتها الزائفة كي يكون الشيخ رائد صلاح ضمن القتلى الذين قتلوا أثناء مهاجمة السفينة دون أن يعرف احد تلك الخطة التي وضعت لتصفيته مع الإصرار والترصد من قبل هيئة أركان الجيش الإسرائيلي ، وبالفعل وعلى الفور وبعد أن نفذ الجندي من وحدة الكوماندوز البحري مهمته وانتهى من عملية الإعدام والتصفية اتصل بقادته وابلغهم بنجاح المهمة التي أوكلت إليه ، وانه تم بالفعل تصفية الهدف وفق ما خطط له ، فخرجت الأنباء التي تشير الى استشهاد الشيخ رائد صلاح وسط شح المعلومات حول كل ما يدور وسط البحر لان الجيش الإسرائيلي قطع طرق الاتصالات وبقي هو من يتحكم بكل المعلومات حول العملية ، في حينها بدأت استعدادات الجيش الإسرائيلي تظهر للتصدي لأي ردة فعل داخل المدن والقرى العربية داخل الخط الأخضر حيث أنهم دفعوا بعدد كبير من الجنود والآليات والتجهيزات العسكرية حتى يتم ضبط الأوضاع ما أن يعلن رسمياً عن خبر استشهاده بعدما تصل السفينة الى ميناء أسدود البحري ويتأكد قادة العملية بان الهدف وهو الشيخ رائد صلاح قد قتل بالفعل وان الخطة نفذت كما خطط لها . ساعات صعبة مرت بدون أية معلومات ، وحدها قيادة الجيش التي تسيطر على الاتصالات كلها وتهيمن على كل شيء في عرض البحر المحتل من البوارج الحربية والزوارق والطائرات المقاتلة ومجموعات الكوماندوز البحري ، ولكنها هي الأخرى كانت لا تمتلك معلومات دقيقة وكاملة فالعملية لا زالت مستمرة في عرض البحر ، ولا يمكن لها تقرأ الحقائق كاملة إلا عندما تنتهي العملية التي تجري في مكان بعيد من المياه الدولية ، وهي أيضاً تترقب بحذر وتحاول التأكد من أن الشيخ رائد صلاح قد قتل بالفعل ، لكنها على ما يبدوا لم تستطع أن تخبئ فرحتها فور سماع الخبر حتى أعلنت عنه في البداية وسربت أجزاء منه للصحافة ووسائل الإعلام ثم تراجعت ، قبل أن تفاجئ ، عندما نزل الشيخ رائد صلاح من السفينة في ميناء أسدود ونظر إليه الجنود وهم في حالة ذهول وتعجب مما يحدث ، فالرجل الذي ينتظروا أن ينزلوه على حمالة الموتى يترجل على قدميه وينزل معافاة بإذن الله ، وتساءل الجنود وقيادتهم عما يحدث وكيف لأمر كهذا يحصل ، ليكتشفوا أن شخصاً تركياً شبيهاً للشيخ رائد صلاح قد قتل وان القاتل اخطأ في الهدف أو أن القدرة الإلهية تدخلت وهي كذلك مشيئة الله . هذا ما حدث بالفعل وهي ليست رواية أو قصة من التاريخ أو سيناريو لأحد الأفلام ، أنها قصة رواها الشيخ رائد صلاح في المحكمة صباح هذا اليوم وعشناها وتابعنا تسلسل الأحداث فيها ، فمن منا لم يسمع نبأ استشهاده فور أن اقتحمت القوات الإسرائيلية السفينة وكان أسرع خبر تناقلته وسائل الإعلام على لسان الجيش الذي تحكم بوسائل الاتصال وقطع وسائل الاتصال وفرض تعتيماً على الأخبار لتقتصر على ما يصدر عنه خاصة خلال الساعات الأولى للعملية التي انتهت بنجاة الشيخ رائد صلاح وموت الشبيه أو الذي اعتقد القاتل انه هو .