اعترفت جدة بريطانية في العقد الخامس من عمرها بإخفائها ولادة أربعة من أطفالها، واحتفاظها بجثث ثلاثة منهم في خزانة ثيابها لمدة 20 عاماً. فقد دفنت برناديت كويرك (55 عاماً) مولوداً، من مواليدها، وجميعهن إناث، على نحو غير قانوني في مقبرة، ولفّت الثلاثة الآخرين بالجرائد الأقمشة البالية واحتفظت بهم في سلة بلاستيكية صغيرة مع معطر للهواء، واُكتشفت بقاياهم في تموز/يوليو الماضي على يد جوان لي، ابنة كويرك، والتي اتصلت بالشرطة وأبلغتهم بما اكتشفت. واعترفت كويرك، وهي من سانت هيلينز في ميرسيسايد، بأربع تهم تتعلق بإخفاء الولادة أطفالها الأربعة، وذلك عندما مثلت في محكمة التاج ليفربول، وسيُحكم عليها في 11 تشرين الأول/أكتوبر بعد إعداد التقارير السابقة للحكم، وقالت الجدة أنجبت المواليد بين العامين 1985 و1995، حين انتهى زواجها وأدمنت على شرب الكحول، لكنها لم تستطع أن تكون أكثر تحديداً، وكانت اثنتان من المواليد في السلة توأماً والأربعة فتيات، غير أن كويرك قالت إنّها تتذكّر ثلاثةً منهن فقط. وأكّد كبير المحققين نيل بيكلي من شرطة ميرسيسايد أنّ كويرك عاشت نمط حياة فوضوّي بعد فشل زيجتها في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وأقامت عدداً من العلاقات الجنسية، ولم يكن ثمّة تفسير اليوم لاحتفاظها ببقايا المواليد مع تنقلها من منزل إلى آخر مرات عدة في تلك الأثناء. واكتشفت ابنة كويرك بقايا ثلاثة مواليد في منزل أمّها في هارلو كلوز، وكانت لي تعرف بالفعل أن ثمّة مولوداً دُفن في مقبرة سانت هيلينز في أواخر التسعينيات، وطلبت من أحد أصدقاءها الاتصال بالشرطة، وفتّش المسؤولون المنزل واعتقلوا لي وأمها، وهي مساعدة سابقة في دار مسنين، وأطلقوا إخباراً عن وقوع القتل، وأُطلق سراح لي في النهاية بلا تهم. وقد أخبرت الجدة المحققين أنها أنجبت المواليد في منزلها القديم في براندريث كلوز في سانت هيلينز، وولدوا جميعاً أمواتاً، ولم تتوصل اختبارات الطبيب الشرعي إلى إثبات العكس، ولم يكن من الممكن اتهام مدمنة الكحول المتزوجة مرتين إلا بتهمة إخفاء الولادة، وقالت الشرطة إن الأدلةً غير كافية لاتهام أيّ شخص آخر بالتخلص من البقايا. وقال إيان موريس محامي كويرك أمس "أساس الصفقة أنّها أخفت خبر الميلاد ولم تسجّل ميلاد أي منهم، ولم تطعن في ملخص الادعاء، وتودّ فقط أن توضّح أن الأطفال كانوا أمواتاً حين أنجبتهم كما تثبت الأدلة الطبية"، وأضاف حين سأله قاضي ليفربول الأول هنري غلوب كيو سي عن معلومات أكثر تحديداً "إنها تكافح كي تتذكّر، فهي لا تستطيع تحديد عام ولادة أيٍّ منهم، وتصف تلك الفترة من حياتها بالفوضوية والخروج عن السيطرة، وقد دفنت عدداً من الذكريات في درك ذهنها، وهي محتارة في تفسير أشياء كثيرة كانت تحدث في حياتها في تلك المرحلة". وأكّد موريس أنه على الرغم من أنّ كويرك لا تستطيع تذكّر المولودة الرابعة، فإنها لم تملك سوى الدفع بالذنب بسبب الأدلة القوية على أنّها الأم، وقال إنّ صحة موكلته العقلية لا تشوبها شائبة، رغم أنها عند اعتقالها العام الماضي كانت تُعالج من الاكتئاب في مستشفى ويستون، وكانت على وشك الطرد من بيتها. وأكد خبير شرعي في أصول الإنسان للمحقّقين أن المواليد ولدوا مصابين بتشوهات هيكلية وقصور النمو الجنيني، وأثبت العلماء أنّ المواليد جميعهم ولدوا كاملي العدّة، لكنهم لم يستطيعوا تحديد سبب ولادتهم أمواتاً. وتسبّب التحقيق وعجز كويرك عن تذكّر التفاصيل في سلسلة من المشكلات للمحقّقين، وعلق بيكلي "جمعنا أجزاء اللغز بمحادثة من يعرفونها، كان تحقيقاً قاسياً جداً ولا أملك خبرةً في هذا الأمر تحديداً، وقد صعّبه مرور الوقت وحالة المواليد". يذكر أنه لكويرك ثلاثة أبناء بالغين تعاملوا مع مكتب الخدمات الاجتماعية تعاملاً محدوداً للغاية أثناء أعوام أمهم الفوضوية، وتواجه كويرك مدةً محتملةً في السجن، فقد أجّل القاضي غلوب جلسة سماع التقارير لوجود خلفية، قال إنّ عليه أن يفهمها، وقال "أنتِ دفعت بالذنب في أربع جرائم بالغة الخطورة، ويجب أن أُبقي كلّ الخيارات مفتوحة، ومنها احتمال صدور حكم وصائي عقاباً على هذه الأمور"، وبينما تنتظر كويرك صدور الحكم، ينوي أقاربها منح المواليد الأربعة دفناً لائقاً.