كنت اتحدث مع صديقي الصحفي الاسباني خاييمي مارتين عن اهمية عولمة المعرفة في عالمنا اليوم والذي يشهد تحولات تقنية سريعة وخاصة في مجال الاتصالات وفي كل يوم نتفاجاء باختراع جديد بحيث تحول عالمنا الكبير الى قرية صغيرة الحجم والسكان وتحقق هذا بفضل الانترنيت الوسيلة الفعالة التي غيرت وبصورة جذرية مفاهيمنا لعلوم الاتصالات واصبحت الوسيلة الهامة في التواصل بين البشرية من الشرق الى الغرب ومن الجنوب الى الشمال كما انها اصبحت في متناول العديد من البشر وكلنا نتذكر عندما كنا نتبادل الرسا ئل عبر البريد العادي والفترات الزمية الطويلة التي كانت تمر حتى يستلم الطرف الاخر هذة الرسائل المكتوبة اما اذا كانت محتوى هذة الرسائل خبر اعلامي فانها تصل مجمدة وبعض الاحيان ميتة وغير صالحة للنشر اما الان فان الخبر الاعلامي يتجدد في كل ثا نية عبر الصحافة الالكترونية او المدونات والتي تشهد انتشار واسع باعتبارها وسيلة في متناول الكثير من البشر وهي عبارة عن منبر مفتوح ولكن يظل سؤلنا الدائم هل فعلا هذه الوسائل في عالم الاتصالات في متناول اغلبية شعوب العالم الجواب وبكل سهولة لا وبسبب العوامل التالية العامل الاول تكلفة استخدام خدمة الانترنيت في دول العالم الثالث مرتفعة جدا ولاتتناسب مع دخل الفرد العامل الثاني انانية العالم المتقدم والذي يسعى دوما الى اخضاع الشعوب الضعيفة والسيطرة على مقدراتة الاقتصادية ومصادرة نتاجاتة الفكرية والاد بية و يعكس انا نية العالم المتقدم في عدم جد يتة في تسهيل ايصال هذة الخدمة الى هذة الشعوب عبر تقديمة للمساعدات التقنية في البنى التحتية او من خلال الاستتمار وتاهيل الكوادر لهذة الدول المحتاجة العامل الثالث سياسة الحجب التي تمارسة بعض الدول حتى لايتمكن مواطنيها من امتلاك الثقافة اللكترونية ومعرفة ما يدور في الداخل والخارج في ظل استراتيجية مرسومة تصب في خانة الممنوعات وكلنا ندرك اهميةالانترنيت في عالمنا اليوم وفي نفس الوقت ندرك ايجابياتة وسلبياتة ولكن اذا استخدمنا هذة الوسيلة بصورة جيد ة لها مردودها الايجابي وذ و فائدة كبيرة واذا ركزنا في جانبها السلبي تعمقنا في الجهل والرذيلة الحديث عن عولمة المعرفة في هذا الوقت بالذات يعتبر مصطلح جديد تحاول فية الدول المتقدمة تجنبة لانها لا تصب في خانة مصالحها الاستراتيجية الانية اما عولمة التجارة فهو مصطلحها المفضل من اجل اغراق اسواق العالم الثالث بمنتجاتها وفي نفس الوقت تحمي اسوقها من منتجات هذة الدول الحديث عن عولمة الديمقراطية يعني بالنسبة للعالم المتقدم هو السكوت عن دكتاتورية وجرائم اسرائيل ضد اخواننا الفلسطينيين وكذلك حصارها الدائم على قطاع غزة الحديث عن عولمة الفقر فهو ما نشهدة اليوم بحيث يموت العديد من البشر لعدم تكنهم من الحصول على قطعة خبز او قطرة ماء وفي نفس الوقت نجد التناقض في مبادى الدول المتحضرة بحيث تجد الكلاب والقطط حماية واسعة وعبر قوانين تسنها هذة الدول اذا لم يبقى لعولمة العدالة حيز في اجند تها ناهيك عن عولمة المعرفة باعتبارها المنارة التي ترشدنا جميعا نحو امتلاك الوعي الثقافي وهذا يعني التحرر الكامل وما علينا الا ان ننتظر لنرى عالم يعم فية كل معاني العولمة عولمة المعرفة والعدالة والسلام اسبانيا [email protected]