يقام في العاصمة الأسبانية مدريد المعرض الدولي السياحي( فيتور) في دورتها السابع والعشرون خلال الفترة من 31 ينا ير حتى 4 فبراير 2007 ويحتل هذا المعرض المرتبة الثانية من حيث التصنيف العالمي وهذه الدورة تشهد مشاركة أكثر من 170countries دولة. ولأول مرة تشارك اليمن بصفة رسمية ممثلة بوزارة السياحة بجنا ح خاص يتم فيه عرض المنتوج اليمني من اجل جذب السوق الأوربي بصفة عامة والأسباني بصفة خاصة وهي بادرة رائعة ستفتح المجال واسعا أمام تطور السياحة في اليمن وتأتي هذه المشاركة بعد ان فتحت أسبانيا سفارتها في صنعاء العام الماضي ووجود سفا رة يمنية في مدريد لتساهم في تعزيز العلا قات بين البلدين في كافة المجالات منها الجانب السياحي للاستفادة من خبراتها في هذا الجانب . السياحة تعتبر أحدى القطاعات الاقتصادية الهامة في عالمنا اليوم باعتبارها تشكل الصناعة التي لا تحتاج الى مواد خام ولكن أساس نجاحها يعتمد على توافر البنية السياحية من فنا دق ومتنزها ت ومراكز أثرية مصانة وتحت حماية دائمة حفاظا على ضياعها او العبث بها, و كل يوم نقرا عبر وسائل الأعلام عن لصوص الآثار والذين يستهدفون طمس وتدمير المعا لم الثرية والتاريخية لهذا البلد وبيعة بحفنة من الدولارات ولابد للهيئة العامة للآثار ان تكثف جهودها وبالتنسيق مع رجا ل الأمن الأبطال و إحباط إي محاولة تستهدف النيل من الآثار اليمنية باعتبارها ملكا للشعب اليمني ومفخرة لماضية المجيد وكذلك لا بد من تأهيل وصيانة المتاحف ورفدها بالعناصر المؤهلة في الصيانة والحماية والإدارة والاستفادة من خبرات الأشقاء والأصدقاء في هذا الجانب . ان السياحة صناعة وا لصناعة إذا اهتم بها القطاع الخاص نجحت وتحت إشراف ودعم الدولة ممثلة بوزارة السياحة ولابد من الحافز المعنوي والمادي وتقديم التسهيلات اللازمة للمستثمرين وبعيدا عن البيروقراطية وكثرة الخطابات السياحية وترجمة ذالك في دعم القطاع الخاص والذي كان له الدور الرائد والفعال في الترويج واستقطاب العديد من السواح من مختلف الجنسيات. السياحة اليمنية تبشر بمستقبل كبير وتخطوا خطوات متسارعة لكي تواكب الدول التي سبقتنا في هذا المجال ولدى اليمن مقوما ت تؤهله لان يحتل مكانة متقدمة في الخارطة السياحية العربية والدولية والمنتوج السياحي اليمني متنوع و جذاب للسواح الأجانب والعرب على السواء من شوا طي جميلة تمتد لأكثر من ألفين وخمسمائة كيلو متر وجزر جذابة ووديا ن خلابة وجبال خضراء وشاهقة وصحاري رملية بلون الذهب تلهم كل من يعبرها. ان الترويج السياحي يعتبر أهم عمود وعنصر مساهم في التعريف وجذب السواح وعلينا ان نركز في هذا الجانب لما يحتله من أهمية استراتيجية حاضرا ومستقبلا وتأتي مشاركة اليمن في معرض مدريد السياحي الدولي بجنا ح خاص لتجسد اهتما م الحكومة والهيئات ذا ت الصلة بهذا القطا ع الهام والذي يحتاج الى مزيد من الاهتمام وجعله من اولويات المسا ر الاقتصادي لليمن وليس بالغريب ان نجد العديد من الدول يمثل هذا القطاع الهام مصدرا رئيسيا للناتج العام لاقتصادياتها ومثال على ذالك اسبانيا التي تشكل السياحة 15 % من الناتج العام للدخل القومي ورافدا اساسيا في استيعاب أعداد كبيرة من الأيادي العاملة تقدر نسبته 12% من إجمالي القوة العاملة الفاعلة وفي العام الماضي 2006 استقبلت أسبانيا 58 مليون سائح وهذا الرقم ليس سهلا ولكن يثبت المدى الذي وصلت إليه السياحة الأسبانية عالميا. ولابد من اليمن ان يخطوا خطوات ثابتة في انعاش هذا القطاع وإنشاء المعاهد السياحية التي تعتبر من اللبنات الأساسية في تأهيل عمالة ماهرة قادرة على مواجهة متطلبا ت هذا القطا ع وبأسلوب علمي مدروس بحيث أصبحت السيا حة فن ومهارة تتطلب قدرات وطاقا ت شبابية قادرة على استيعاب متطلبات عصر التكنولوجيا وسرعة الاتصالات، ولابد من التركيز في الاستفادة من خريجي هذه المعا هد وإحلالها محل العمالة الأجنبية ولا نرى ضرورة من وجود هذه العمالة في مواقع يستطيع تغطيتها العامل اليمني المؤهل وخريجي المعاهد السياحية, وخلال عملي كمرشد سياحي في شركة ا لعالمية للسياحة وجدت صعوبة في مخاطبة بعض موظفي الاستقبال في الفنادق الراقية في صنعاء بسبب عدم إجادة هؤلاء العمال الا جانب للغة العربية وفي نفس الوقت يطلب من العامل اليمني ان يجيد اللغة الانجليزية في وطنه ولا يطلب من العامل الأجنبي ان يجيد اللغة العربية في بلد لغته الرسمية هي العربية, لذا يجب ان يتفهم القطاع الخاص في ضرورة ان يساهم مع الدولة في تأهيل ا لعمالة اليمنية لأنها هي الرافد الأساسي في تطور هذا القطا ع على المدى البعيد وستكون له نتائج ايجابية في حاضر ومستقبل البلد , لان الأوطان تبنى بسواعد اجيالها. لقد زار اليمن 350,000 سائح العام الماضي 2006 وهذا الرقم لا يجسد الواقع والمكانة الخاصة التي تتمتع بها اليمن ولا بد من تصحيح هذا المسار من خلال اتخاذ العديد من المبادرات والاستراتيجيات لجذب السيا ح والبحث عن اسواق جديدة وكذلك تقديم التسهيلات للمستثمرين اليمنيين والعرب والأجانب و ا لغا ء الحواجز التي تعيق مسار ازدهار هذا القطا ع الحيوي,وليس طلبا مستحيلا بان يتم السماح لمواطني الاتحاد الأوربي بزيارة اليمن من دون الحاجة الى تأشيرات دخول وهذا الإجراء ان تم اتخاذه في يوما ما سيسهم في انتعا ش السياحة. كما ان بنا ء الصالة الجديدة لمطار صنعاء الدولي يعتبر اضافة مهمة في هذا الجانب بمثابة عن واجهة لمدى الاهتمام والتطور الذي ستشهده اليمن واي مطار حديث سيسهم في استيعاب اعداد كبيرة من المسا فرين منهم السواح بدرجة اساسية . النهضة بالسياحة تتطلب توافر الجهود والتنسيق السليم بين كل الجهات ذا ت العلاقة المباشرة لكي تسهم في ان يتمتع السائح بإقامة مريحة وان يخرج بانطباع ايجا بي عن اليمن وبدورة ينعكس إيجابا في تدفق السواح كما ان الرقابة على المنشات السياحية يضمن في تقديم خدمات ذا ت جودة عالية تليق بمكانة وسمعة اليمن. والدلائل تبشر بمستقبل مشرق لهذا القطا ع لما يسهم في توفير فرص العمل ومصدر رزق للعديد من المواطنين ابتدأ من الشركة السياحية وانتهاء بالبائع البسيط في سوق الملح أي ان الفائدة هي للجميع وأي عرقلة في هذا القطاع ستنعكس أضراره السلبية على الجميع . اما الجانب الأهم والذي يجب ان ينال اهتمام الجهات المسئولة هو الصيانة والمحافظة على المدن التاريخية والاثرية ولا نترك هذه المدن تفقد مكانتها او ان تنهار وهذا ما نأسف عليه وزبيد نموذج لذلك وضرورة مطالبة اليونيسكو بتقديم الدعم اللازم من اجل ترميم مدينة زبيد ليعود إليها وجهها المشرق كما يجب مطالبة اليونيسكو بإدراج قرية الهجرة من ضمن مدن التراث العالمي لما تتمتع به من مزايا خاصة وروعة جمالها وستكون البداية لإدراج مدن أخرى مستقبلا. واليمن بحد ذاته يعتبر متحفا مفتوحا ومازال يحافظ على تميزه, ونشير هنا الى ما أورده احد القادة العرب في القرن الثامن الميلادي في رسالته الى الوالي العبا سي عندما انبهر بجمال وطقس الا ندلس فقال طقس الاند لس مثل طقس اليمن وروعة اليمن وهذه شهادة تاريخية وحقيقة واقعة الى يومنا هذا. المستقبل واعد لتطور وازدهار السياحة وخاصة وان هذه الفترة تشهد استثمارات كبيرة لإنجاح هذا القطاع ونحن مازلنا في بدايات النهوض ولكن علينا ان ندرك متطلبا ت هذا القطا ع من قوى بشرية مؤهلة علميا وإدارة ناجحة متحررة من القيود البيروقراطية وان ننفتح الى العالم الخارجي عبر حضورنا الفعال في المعا رض السياحية العربية والدولية وقد اتخذ مجلس الترويج السياحي إجراءات هامة إن تم تطبيقها ستساهم في النهوض السياحي وهي إجراءات طبيعية مثل إنشاء مراكز معلومات في المناطق السياحية ،توفير الخدمات الأساسية وتامين النظافة وهي تعكس صورة اليمن امام الزوار وناسف جدا عندما نجد أكوام القمامة تلا حق الزائر في كل موقع سياحي يزوره توفير الخارطة والمنتج السياحي المشاركات في المعا رض السياحية الدولية استضافة إعلاميين وقنوات فضائية للتعريف بالمنتوج السياحي اليمني عربيا ودوليا ولابد من الإشارة أيضا الى المؤتمر السياحي الذي سينعقد في شهر ابريل في عدن باعتباره أول مؤتمر بهذا الحجم والذي سيشارك فيه العديد من الخبرات في السياحة والآثار باعتبار هدا العنصران كل واحد مكمل للأخر ولا يمكن الفصل بينهما وهذه تعتبر بادرة مهمة جدا بان نصل الى هدا المستوى من قناعات بأهمية هذا القطاع وان نجد وعي سياحي لدى الجميع لما تمثله السياحة من أهمية خاصة با عتبا رها إحدى القطاعات المستقبلية لرفد الاقتصاد ا ليمني بالموارد الأساسية للتطور العام في كل المجالات الحيوية ونحو إنعاشه وتنويع مصادره نحو مستقبل باهر ومتجدد لليمن. اسبا ني من اصل يمني [email protected]