استطاع القطاع السياحي في اليمن ان يواكب التطورات والتحولات الايجابية التي شهدتها مختلف القطاعات الخدمية والإنتاجية في اليمن خلال ال17عاما الماضية منذ ميلاد الجمهورية اليمنية في 22 مايو 1990م , وحققت السياحة اليمنية قفزات نوعية رغم ما شابها من عراقيل الدمج والفصل بين الثقافة والسياحة , ويمكن القول ان هناك رؤية منهجية لتطوير القطاع السياحي في اليمن سواء من حيث التنمية وتوسيع رقعة البنية التحتية للسياحة أو من حيث الترويج والتعريف بالمنتج السياحي اليمني وطيفه الواسع والمتنوع , وكان للمشاريع السياحية نصيبا كبيرا في حركة الاستثمار والتنمية التي شهدتها اليمن في مختلف المدن اليمنية , ويمكن القول إن المشاريع التي نراها اليوم وما سنراها غدا في المجال السياحي هي نتائج لمسيرة عمل متواصل لتأسيس قاعدة صلبة للقطاع السياحي بما يمكنه من استيعاب الخطط التنموية مستقبلا وبشكل متكامل مع بقية القطاعات , ويمكن ملاحظة تطور القطاع السياحي من خلال قراءة الارتفاع المضطرد في عدد السواح الوافدين إلى اليمن خلال السنوات الأخيرة حيث ارتفع عدد السواح إلى382ألف و332سائح خلال العام 2006م بعد ان كان العدد154 الف و667سائح في العام 2003م وارتفع العدد في عام 2004م إلى 273ألف و 732سائح , فيما بلغ عددهم 336ألف و 70سائحا خلال العام 2005م , كما ارتفع الإنفاق السياحي من 139مليون دولار في عام 2003م إلى 213مليون دولار عام 2004م إلى 262مليون دولار عام 2005م ثم ارتفع إلى 309مليون دولار عام 2006م الأمر ذاته شهدناه من خلال الأرقام وذلك بارتفاع عدد الليالي السياحية من عام إلى آخر حيث بلغت 928الفاً وليلتين سياحيتين عام 2003م وارتفعت إلى مليون و 642 ألفاً و 392 ليلة سياحية عام 2004م ووصلت إلى 2مليون و 16الفاً و994ليلة سياحية في عام 2005م وارتفعت في عام 2006م لتصل إلى 2مليون و 293الفاًو 992 ليلة سياحية . تنامي النشاط السياحي: وتعكس تلك الأرقام المؤشر المتصاعد لتنامي النشاط السياحي في اليمن خلال السنوات الأخيرة وماشهدته اليمن من حراك وتنمية والمنطلق أساسا مما تملكه اليمن من تنوع سياحي فريد واعتبر وزير السياحة نبيل الفقيه التطور الذي شهدته اليمن بأنه يمثل عاملاً كبيراً في تعزيز السياحة في اليمن وينعكس بشكل ايجابي في توفير الخدمات المثلى لزوار اليمن ،وقال الوزير الفقيه ان التطورات التي شهدتها الساحة اليمنية في مختلف قطاعات التنمية تنعكس بشكل ايجابي على السياحة سواء بشكل مباشر او غير مباشر ،وأضاف ان اليمن شهدت نقلات نوعية وتطورات كبيرة ومتسارعة في مضمار التنمية وأصبح هناك قاعدة كبيرة من البنية التحتية في القطاع السياحي والتي جاءت بفضل توجه القيادة السياسية ممثلة بفخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لاستغلال المزايا السياحية في اليمن والعود بالنفع على المواطنين ،مؤكدا ان اليمن تعتبر إحدى المقاصد السياحة الهامة في منطقة الشرق الاوسط وتوصف بأنها بلد سياحي مضياف وجذاب ومتفرد بثقافته وحضارته وتنوع تضاريسه وامتلاكه لمقومات سياحية مختلفة متنوعة ومتفردة ، كما ان السياحة تكتسب أهمية بالغة عند كثير من دول العالم وتعتبر مورداً هاماً من موارد التنمية ، لقد أصبحت السياحة من القطاعات الأساسية للاقتصاد الوطني. توجه حقيقي: أشار وزير السياحة ان هناك توجهاً حقيقياً للحكومة في زيادة إسهام السياحة في الناتج المحلي ،وان اليمن تسعى الى وضع السياحة ضمن القطاعات الواعدة التي يمكن ان تسهم في دعم الاقتصاد الوطني ، مضيفاً : بالتالي نجد الترجمة العملية لهذا التوجة بدأ فعلياً عند اقرارانشاء وزارة للسياحة ودعم توجهات الاصلاح لهذا القطاع من قبل فخامة الاخ رئيس الجمهورية والحكومة وكل الاطر الرسمية في الدولة وهذا التوجه عزز خطط التنمية والبرامج الانمائية، وكان ان تم اعتماد السياحة كمرتكز اقتصادي ووضع الخطوط العريضة للمصفوفة التنفيذية لبرنامج فخامة الرئيس الهادفة الى تحسين البيئة الجاذبة للسياحة وازالة المعوقات التي تحد من انطلاق السياحة والرفع بمستوى الوعي المجتمعي بأهمية السياحة ، والعمل على خلق علاقة تكاملية فيما بين القطاع الخاص ومؤسسات الدولة. مشروعات استراتيجية: ويشير وزير السياحة إلى أن وزارته تعمل على إنجاز مشروع الخارطة الاستثمارية السياحية للبلاد والأراضي المخصصة للتنمية السياحية .. مشيراً إلى أن هذا يأتي بعد إعلان منطقة دمت منطقة للسياحة العلاجية،بجانب توقيع العديد من مذكرات التفاهم مع شركات استثمارية مختلفة على المستوى العربي والأجنبي للاستثمار في بعض الجزر والمناطق الاستثمارية المحددة ومن بينها الكثير من المشاريع السياحية العملاقة والإستراتيجية التي ستسهم كثيراً في تطوير الواقع السياحي في اليمن . موضحاً ان وزارته ستركز خلال المستقبل القريب والمتوسط على ترجمة البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية ،وقال ان الوزارة ستعمل على تصحيح عدد من الاختلالات في الوضع السياحي وفق اللائحة التنظيمية للنشاط السياحي من خلال تحسين مستوى الإرشاد السياحي وتطوير مهارات المرشدين السياحيين وإعداد دليل الاستثمار السياحي ومركز للمعلومات الخاصة بالمشاريع السياحية بالإضافة الى تحديد فرص الاستثمار والتنسيق مع هيئة الاستثمار لإيجاد ممولين لهذه المشاريع و تنشيط السياحة البيئية بالتعاون والتنسيق مع وزارة المياه والبيئة الى جانب تشجيع القطاع الخاص وإشراكه في رسم السياسات والخطط والبرامج السياحية بالتنسيق مع المجالس المحلية في إعداد الخطط السياحية وفق الأولويات واستكمال إنشاء لجان التنشيط السياحي المقرة من مجلس الوزراء والتسريع بمشروع تسهيل إجراءات منح التأشيرات الالكترونية للراغبين في زياراة اليمن عبر مختلف المنافذ ونحن في إطار الدراسة لادخال نظام التأشيرات الالكترونية . المشاريع السياحية تمثل56% من المشاريع الخدمية : وتقول الهيئة العامة للاستثمار إن المشاريع المنفذة في المجال الخدمي بلغت679 مشروعاً بنسبة 59% و 463 مشروعاً في المجال السياحي بنسبة 56 % مع العلم ان المشاريع الخدمية تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في خدمة السياحة من 5 آلاف و 489 مشروعا رخصت لها الهيئة منذ إنشائها عام 1992 وحتى ديسمبر 2006م . ملامح التوجه المشرق للاستثمار السياحي في اليمن انجلى خلال مؤتمر استكشاف فرص الاستثمار الذي عقد في صنعاء في ابريل الماضي والذي كان للمشاريع السياحية حضور كبير ولافت خلال المؤتمر وأعلن عن تنفيذ ودراسة الكثير من المشاريع الاستثمارية العملاقة في المجال السياحي . ويعزز ذلك التوجهات الحكومية الجادة لتعزيز بيئة الاستثمار وتطوير المجال السياحي ' حيث يؤكد برنامج الحكومة الجديد على إعطاء أولوية للمشاريع والبرامج الاستثمارية كثيفة العمالة في كافة القطاعات الاقتصادية وخاصة الزراعة والصناعة والسياحة التي يترتب عليها خلق فرص عمل وتقليص البطالة. وانطلق برنامج الحكومة في رؤيته للتنمية السياحية من واقع الإمكانيات والمقومات الطبيعية والتاريخية والثقافية المتسمة بالغنى والتنوع، والتي تسمح لليمن بتطوير اقتصاد سياحي مستدام ،اكد البرنامج الحكومي على العمل على استكمال وتقوية البنية المؤسسية والتشريعية للقطاع ورفع كفاءة الإدارة السياحية والاهتمام بالتدريب والتأهيل السياحي وذلك من خلال استكمال تعديلات قانون السياحة، وقانون الترويج السياحي، وبناء وتطوير أنظمة المعلومات السياحية وتنفيذ المسوحات والدراسات السياحية المختلفة ، وتوفير مناخ سياحي آمن يضمن سلامة السياح ويراعي قيم المجتمع و استكمال إقامة البنية التحتية المرتبطة بالسياحة لاجتذاب الاستثمارات المحلية والأجنبية وإعداد خريطة سياحية لليمن ووضع أسس ومعايير للاستثمار السياحي.وإعداد دليل الاستثمار السياحي، وإنشاء مركز معلومات للخدمات الاستثمارية السياحية بالاضافة الى تنويع المنتج السياحي وتطوير أنماط وخدمات سياحية جديدة، وتوسيع أنشطة الترويج السياحي لتحسين صورة اليمن في الأسواق الرئيسية المصدرة للسياح، والاهتمام بالمهرجانات السياحية و تطوير المعاهد السياحية لتوفير الكوادر المؤهلة في مجال الخدمات السياحية وتحسين مستوى الإرشاد السياحي، وكذا إقامة شراكة تنموية مع القطاع الخاص وتوسيع دوره في التنمية السياحية، وتشجيع الصناعات الحرفية والمشغولات التقليدية المرتبطة بالنشاط السياحي وتنظيمها.