سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الثأر جاني مستتر..ضحاياه ظاهرون..ينتهك الحق في الحياة..وينتهك حقوق الإحياء متى يأمن الطلاب في شبوه على حياتهم ومستقبلهم..المرأة..منتهكة حقوقها..وأولها حقها في التعليم
الثأر شبح يمشي على رجلين .يعيش على الدماء...يكمن في النزاعات..تتعدد ضحاياه ..تتلون..في شبوه ..اوجد له موطن ..يتجول بين أرجاء مملكته السوداء..المضاءة بدماء الأبرياء..لا احد يجروء على الاقتراب منه..هدم لذات البشر..فرق جماعاتهم..عجز الجميع أمامه.. ..أصحاب الحكمة..والشجاعة ..والنخوة..عجزوا ..وهم يشاهدون خيرة رجالهم يسقطون صرعى..وأطفالهم ييتمون..ونساءهم ترمل..وامهاتم ثكالى.. مدرسة عاليها على سافلها بعد تفجيرها بالديناميت بدلاً من مقاومته..والبحث عن علاج ناجع له..تخلوا عن دورهم ..وارتدوا(لامته)..وامتطوا صهوته..وساروا يطلبون(ثأراً).. لا تتوقف ضحاياه عند حدود(القتل) تتعداها ..لتدمر الحياة بكل مقوماتها..فلا امن ولا أمان ولا تعليم ولا صحة.....الخ..يتوقف الزمن عند مفاهيم وقيم ترتبط بالدماء.. قال تعالى ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة اومعروف أو إصلاح بين الناس).. وإيمانا بدورها في المجتمع واسهاماً منها في واجب الأمر بالمعروف والإصلاح بين الناس..فقد أعلنت جمعية الإخاء للتنمية والسلم الأهلي بمحافظة شبوه عن البدء في حملة توعية بمخاطر النزاعات على التعليم..باعتبار التعليم المفتاح السحري القادر على فك مغاليق الثأر التي توقف عندها الجميع حيارى تملكهم العجز واليأس.. حيث والتعليم بات اليوم أكثر ضرراً بسبب شبح الثأر الذي جثم على صدر المحافظة منذ أكثر من عقد من الزمان، وتمكن من فرض نفسه حاكماً.. لا تقتصر إضرار الثأر والنزاعات على مرحلة معينة من التعليم..بل تمتد لتشمل مراحل التعليم المختلفة (الابتدائية – والثانوية- والجامعية).. ففي مناطق النزاع لا يستطيع الطلاب الذهاب إلى مقاعد الدرس..لا يقتصر الأمر عليهم بل إن المدرسين كذلك يعجزون.. بهدف حماية أنفسهم من خطر يترصد بهم في رصاصة طائشة.. الأمر يختلف إذا كان الطلاب والمدرسين ينتمون لأطراف النزاع أو كليهما فأن دورهما يتطور لينتقل إلى مربع حمل السلاح والاستعداد للمواجهة.. هناك معلومات تؤكد وجود مدارس أغلقت أبوابها بسبب وقوعها بين منطقتي نزاع وأصبحت مهجورة ، لم يعد يذهب إليها احد خوفاً من الثأر الذي يتربص بالجميع في الطرقات وعند أبواب المدارس،كحال مدرستي النقوب والجهوة بمديرية نصاب. ، الأمر الذي عكس نفسه على التنمية وأدى إلى تشييد أكثر من مدرسة في إطار مساحة لا تتجاوز كيلو متر مربع..كحال قريتي الجشم والكريبية في العاصمة عتق..والتي شيدت فيهما مدرستين بسبب نزاعات وثأر الأمر الذي أدى إلى إغلاق مدرسة تقع بين القريتين.. ..كما إن هناك مدرسه تعرضت للتفجير بالديناميت بسبب النزاع على الأرض وهي مدرسة سينتان للتعليم الأساسي حيث بلغ عدد طلابها 276 طالب ،150 طالبة..وهناك مدارس يتم عرقلة العمل فيها بسبب النزاع على الأرض كما حصل مع مدرسة (الجرشة) التي أوقفت عملية البناء بعد إن وضعت الأساسات.. كما إن طلاب مدرسة الكوم لسفل بمديرية مرخة السفلى يدرس طلابها في (عشش) بسبب نزاع بين الأهالي على موقع بناء المدرسة حيث يريد كل طرف إن تبنى المدرسة بالقرب منه.. أضرار النزاع تمتد أيضا للتعليم الثانوي..ونظراً لوجود الثانويات في مراكز المديريات فأنها تشكل عبئاً على المصابين بداء(الثأر) حيث لا يتمكنون من الذهاب إلى المراكز خوفاً من وقوعهم صيداً لمتربص يريد إن يأخذ بثاره. معلومات مصدرها مكتب التربية والتعليم بالمحافظة تؤكد إن النزاعات والثارات تشكل كابوساً مزعجاً للعملية التعليمية بالمحافظة حيث تعرقل كثير من الطلاب عن مواصلة تعليمهم وتحدث انقطاعات للبعض أثناء العام الدراسي..كما أنها تحدث إرباكا لخطط المكتب وتفرض نفسها امرأ واقع..وذكرت تلك المعلومات انه في اغلب الأعوام واثناء امتحانات المرحلتين الأساسية والثانوية يضطر مكتب التربية والتعليم بالمحافظة إلى نقل بعض المراكز الامتحانية من بعض المناطق بسبب تجدد النزاعات حرصاً منه على سلامة الأرواح وعدم تعرقل الامتحانات.. نقل المراكز الامتحانية بسبب معارك الثأر إلى مناطق أخرى تتسبب في رفع حالة الاستعداد لدى أطراف النزاع والذين يضطرون لتوفير حماية قبلية لابناءهم حتى يتمكنوا من أداء الامتحان..مما يؤدي إلى زيادة أفراد القبائل المدججين بالسلاح بجانب المركزالامتحاني ، الأمر الذي يخلق حالة من الرعب والخوف. أبناء القبائل المتنازعة وهم في قاعة الامتحان يفقدون التركيز وينشغلوا بإخوانهم الذين جاءوا لحمايتهم خوفاً عليهم.. من ماسي الثأر وقصصه الواقعية بنجاحه.يوم إعلان النتائج النهائية للطلاب ..عاد احدهم وبيده شهادته فرحاً بنجاحه ..تملأه السعادة ..يسابق الزمن..يريد إدخال السرور إلى قلبي والديه..وبينما هو يركض يتأمل درجاته العالية تزين شهادته..سمع لعلعة الرصاص تملا سماء قريته..لقد نشب نزاع بين أهله وآخرين..توقف ..تأمل شهادته..ونظر بعين دامعة صوب منزله ..سارع للاختباء خلف حجر كبيرة ضانا أنها ستنجيه.. لمحه شخص يفيض نزاعاً وثاراً .. باغته برصاصات غدر سكنت جسده الطاهر..ليفارق الحياة متمسكاً بشهادته ودرجاته العالية .. من القصص الواقعية الأخرى..إن طلاب مدرسة الهجر بمديرية مرخه ..كانوا عرضة لخطر نزاع بين قبيلتين تستخدم فيه الأسلحة الخفيفة والثقيلة..وذلك لوقوع المدرسة بين القبيلتين..وقد كان النزاع يشتد أواره اثناء فترة الدراسة..الأمر الذي جعل مدير المدرسة يوزع الطلاب والمدرسين على مجموعتين لتتجه كل مجموعه لطرف من المتنازعين يطالبونهم بوقف النزاع اثنا الدراسة ..وقد استجابة القبيلتين للمناشدة.. أضرار النزاعات على التعليم طالت حتى التعليم الجامعي..فالمحافظة توجد بها كليتين تتبعان جامعة عدن (كلية التربية وكلية النفط والمعادن)..وهناك معلومات تؤكد إن بعض طلاب كلية النفط والمعادن ممن تعيش قبائلهم نزاعات مع قبائل أخرى لم يتمكنوا من إكمال دراستهم وتوقفوا بسبب الثأر ، كذلك حدث اثناء الامتحانات إن تم وضع طلاب من أصحاب النزاعات في غرفه خاصة لأداء امتحاناتهم تحت حراسات أمنية.. ومن قصص الثأر مع الأكاديميين أن احد أعضاء هيئة التدريس بكلية النفط والمعادن قد لقي مصرعه بسبب النزاعات وهو (د. احمد بافياض).. وفي كلية التربية تتذكر العمادة وهيئة التدريس إن الدكتور / صالح البدوي العميد السابق للكلية قد غادر أبوابها وغادر المحافظة على خلفية نزاعات قبلية ليحط رحاله في ثغر اليمن الباسم(عدن).. الطلاب القادمين من المديريات إلى العاصمة عتق حيث تقع الكليتين وبالذات من أولئك الذين لدي قبائلهم نزاعات تجد القلق مسيطر عليهم والخوف يحفهم ..فثقافة(الطارف غريم) تجعل الجميع عرضة للانتقام.. كثير من أبناء المحافظة يدرسون في كليات ومعاهد في المحافظات الأخرى..إلا أنهم يجدون الثأر يتنقل بين صفحات مراجعهم العلمية ويتوقعون بين لحظة وأخرى إن يتركوا محاضراتهم ويتجهون لحمل الأسلحة بدلاً عن الأقلام مضطرين لأمر فرضته الظروف القبلية والأعراف الفاسدة.. تعليم الفتاة في شبوه مازال يسير ببطء ففي اغلب مديريات ومناطق المحافظة نجد إن الصف السادس هو المسموح للفتاة الوصول إليه..حتى المديريات والمناطق التي يسمح فيها للفتاة بالحصول على شهادة الثانوية العامة نجد التوقف عن التعليم بعد هذه المرحلة بات امراً ضرورياً تفرضه عادات وتقاليد معينة وثقافة دينية..ما يؤكد ذلك التواجد الضئيل للفتاة الشبوانية في التعليم الجامعي والذي لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.. ذلك ليس بسبب النزاعات وإنما نتاج لثقافة سائدة تحتاج (لنضال) واسع من قبل المهتمين بتعليم الفتاة.. إزاء ما يتعرض له التعليم من مخاطر وأضرار ناجمة عن تفاقم حدة النزاعات فأننا في جمعية الإخاء للتنمية والسلم الأهلي بالمحافظة نجد أنفسنا ملزمين بواجب التوعية في هذا المجال..ونناشد كل الخيرين في المحافظة مسئولين ومشائخ واعيان ووجهاء ومفكرين ومثقفين وساسة ورجال دين وكل من يعنيه أمر هذه المحافظة ومستقبل أجيالها بضرورة تكاتف الجهود والعمل على وقف النزاعات والثأرات والتي لم نجن منها إلا الخراب والدمار والخوف..وتعطيلها لعملية التنمية في شتى مجالات الحياة..إضافة إلى أخذها لخيرة رجالنا وشبابنا.. إن مبادرتنا هذه الرامية في بداياتها للتوعية نعلق عليها أمال عريضة بأنها ستنتقل بجهود الخيرين والمخلصين إلى مربع أخر أكثر أهمية وهو (تهجير التعليم) بحيث تصبح مؤسساته والطرق المؤدية إليها وكل المنتسبين إليها من طلاب ومدرسين واساتذه مساحات بيضاء يمنع تنفيذ رغبات الانتقام فيها.. إننا في جمعية الإخاء للتنمية والسلم الأهلي نناشد عقول وضمائر أبناء المحافظة بمختلف انتماءاتهم السياسية والقبلية ومشاربهم الفكرية بأن يوحدوا جهودهم ويشمروا عن سواعدهم لبناء محافظتهم وذلك لن يتأتى إلا بالعلم والتعلم والذي يتطلب العمل لوقف النزاعات.. يكفينا ثأر .. يكفينا نزاع..يكفينا شقاق..إن الدماء التي أريقت بسبب الثأر تكفي ..وشبوه لم تعد تحتمل قطرة دم واحده .. هذه دعوتنا في الجمعية انطلاقاً من الواجب الملقى على عواتقنا والشعور بالمسئولية وانطلاقاً من قوله تعالى:(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن).. تتملكنا الثقة من تعاون الجميع لما فيه خير الأجيال ولضمان مستقبل مشرق لهم..ليحل القلم مكان البندقية...والكلمة بديلة للرصاصة.. والتعاون محل النزاع..