حظيت عملية إفراج قيادة محافظة مأرب والجيش الوطني والمقاومة الشعبية عن 6 من الأسرى الحوثيين الأطفال والتي أعلن عنها محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة خلال حفل أقيم يوم الثلاثاء الماضي بصالة المجمع الحكومي باهتمام وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي ، وتنوعت ردود فعل المتابعين بين مؤيد لتسليم الأطفال الذين تم أسرهم وهم يقاتلون مع قوات الحوثي وصالح بجبهات محافظة مأرب إلى أسرهم دون مقابل أو تبادل وبين معارض للعمليةبرمتها ، ومنتقد لما رافقها من دفع المحافظ العرادة مبلغ مائة ألف ريال لكل أسير من المفرج عنهم ومبلغ خمسمائة ألف ريال لأحد الأسرى بعد معرفة أنه يتيم الأبوين . ففي حين غردت الدكتورة أفراح الزوبة نائب أمين عام مؤتمر الحوار بحسابها على تويتر بوصف محافظ مأرب سلطان العرادة بقيل من أقيال اليمن تعبيرا عن اعجابها بموقفه ؛ اعتبر الزميل محمد القاضي مراسل قناة الجزيرة مباشر أن الشيخ سلطان العرادة محافظ مأرب جسد مبدأ أخلاقي كبير بمبادرته ورعايته لعملية الإفراج عن الأسرى الأطفال وكرمه معهم، لافتا إلى أنه العمل بذلك يدافع عن الأخلاق والمبادئ اليمنية والإسلامية والإنسانية التي تعمل ميليشيات الحوثي جاهدة على طمسها ومحاربتها كونها تتناقض مع فكرة وجودها . وفي تغريدة للزميل الصحفي محمد سعيد الشرعبي قال فيها أن " محافظ مأرب قامة وطنية وشخص شجاع يستحق كل الود والتقدير والاحترام، ويعبر عن الإرادة السبئية العتيدة " ، ووصف الإعلامي وليد الراجحي سلطان العرادة بالمحافظ الإنسان ، مشيرا في بوست إلى أنه كل يوم تكشف عن مدى عظمة هذه القامة المأربية ,التي تجسد عظمة سبأ وحمير ، واخلاق اليمني الأصيل ، وأضاف قائلا: "يقبل رأس اسير ويفرج عنه ويمنحه مبلغ من المال .. اتعبت من بعدك يا سلطان الأخلاق والكرم والشهامة !! " أما الشيخ غالب كعلان مدير مديرية مدغل فقد أوضح أن " خطوة المحافظ العرادة وقيامه بإطلاق وتكريم الأسرى الأطفال وجعل اليتيم في التكريم بخمسة من أمثالة تحمل رسالة انسانية قوية و في الاتجاه الصحيح وجاءت في وقتها المناسب ويشكر عليها فهي ستصل للقلوب في الداخل قبل أن تصل للأمم المتحدة عبر الاعلام وكلها خير " ، واعتبرت إحدى المشاركات " تصرف مسؤل من المحافظ وكذلك يبين طبيعة تعامل المقاومة و الشرعية، حيث لا يجب أن يكون تعاملنا مثل تعامل الحوثيين الذي قاتلناهم لأجله. فذلك ترسيخ لقيمنا و أخلاقنا التي لا يجب ان تكون مثل معاملاتهم الدخيله على قيم و اخلاق مجتمعنا اليمني " على حد تعبيرها من جهته كتب الأخ ناجي الحنيشي سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي في مأرب حول العملية النص التالي : " امنح قاتلك وردة وقلم..!! على الرغم من جراحاتنا النازفة دما وصديدا.. ومصابنا الجلل في ابنائنا ورجالنا.. في مالنا وحالنا.. وعلى شظف العيش وآلام جرحانا ومعاناتهم.. وانين الثكالى والارامل وبكاء اليتامى ..على الرغم من كل ذلك، ننتصر بقيمنا واخلاقنا وكرمنا وجودنا وشجاعتنا على القتلة والغزاة... يقتلنا ونمنحه حياة .. يهدينا رصاصة فنهديه وردة.. يرسل علينا قذيفة قاتلة فنبعث له حقيبة دراسية... يا إلهي ما اعظمها من سجايا ومثل وقيم رفيعة ..لا يمتلكها الا النادرون في هذا العالم المحشو باروت.. والمفخخ بوسائل الموت والارهاب.. هنا فقط تنتصر القيم ..وهنا كذلك يهزم القتلة ... هنا نزرع الف وألف سنبلة للعيش على انقاض الالاف القذائف والصواريخ.. سلمت مأرب الأبية والشهمة..وسلم سلطانها وربان سفينة الاخلاق والكرم والجود." وفي تعليق للصحفي أحمد ربيع حول الفعالية التي شهدت جدلا بمواقع التواصل الاجتماعي قال أن هناك أحداث هامة تتطلبها المرحلة يجب تناولها بدلا من استماتة البعض لساعات طويلة من أجل تصوير الإفراج عن الأسرى الحوثيين الأطفال كعمل سلبي..لافتا إلى أن هناك خروقات للعدو في كل الجبهات يجب التركيز عليها وصناعة رأي عام يتواكب مع المسار العام . وأضاف أن أي حدث لايخلو من جوانب سلبية وايجابية وطالما وفعالية اليوم تمت وانجزت فإن الواجب أن ننظر إلى الجانب الإيجابي واثراء الفعالية بمواد قوية تظهر الصورة الناصعة المشرقة لنا ولقضيتنا في وقت يتم تصوير أبناء مأرب والجيش والمقاومة بالقتلة وحملة سكاكين ومجاميع من بلاك وتر وغيرها من الأوصاف ، مشددا على أهمية التحرر من مبدأ المقايضة حيث أن الأولى الإشادة بتلك الخطوة والمطالبة برفع معاناة أسر الشهداء والجرحى وكل من له حق أو مظلومية وكل شيىء على حده بدون خلط ، مختتما تعليقه بالإشارة إلى أن وجهات النظر محل أخذ ورد لكن على كل صاحب رأي أن يحرص على ألايحول عمل اراده فاعلوه ايجابي للجيش والمقاومة بالإصرار على تحويله إلى منكر كبير ومعضلة يجب أن يتوقف عندها الكل. من جانبه انتقد الأخ غائب حواس وهو من أبناء صعدة المناهضين للحوثيين بشدة قيام محافظ مأرب سلطان العرادة بالإفراج عن الأسرى الحوثيين الأطفال ومنحهم مبالغ مالية وقال في مطلع منشوره : " لو كان للحكمة من يستقبلها لاكتفيت بقول المتنبي : و وضعُ الندى في مَوضعِ السيف بالعُلا * مُضِرٌّ كوضعِ السيفِ في موضعِ الندى وأردف قائلا: "قيادة المحافظة والجيش في مأرب يمنحون أُسَر أسرى حوثيين من صغار السِنّ 100 ألف لكل أسير ! مع كل الود والتقدير .. بعض الحركات مالها طعم ! وأضاف :"يا أخي لن نقول تفقدوا بهذي الملايين أسر الشهداء والجرحى والمختطفين في المحافطات الشقيقة !ولن نقول أن الأُسَرَ التي صبرت للفقر والبؤس ومنعت أطفالها عن الإلتحاق بمعسكرات الحوثي كانت أولى ببعض الإلتفات طالما وهذه السيولة متوفرة لديكم !..لكن نقول كان أولى بهذه المكرمات الجيش الذي تعوّد معكم على مواصلة شهور متتالية بدون مرتبات ، الجيش الذي لولم يكن صموده عن عقيدة ومبدأ لقال أفراده في نفوسهم ليتني كنت أسيراً حوثيا !" . وتابع حواس : "مائة ألف مبلغ مغرٍ يا عم سلطان ، و في الحقيقة أنه مبلغ تشجيعي لأن الأطفال الذين تم الإمساك بهم كانوا يقاتلون مقابل عشرين ألف وذاكرة زوامل ما بالك بمائة ألف !..الآن تجد أسرتين متجاورتين في صنعاء إحداهما أرسلت ابنها لقتل اليمنيين والثانية منعها ضميرها ودينها وموقفها الوطني أن ترسل أولادها لقتل إخوانهم ، فما هو موقف الأسرتين الليلة بعد المبالغ التشجيعية التي تكرمتم بمنحها لأُسَرِ المقاتلين ! و من الذي يضمن لك أن أغلب هؤلاء لن يخرجوا من الفرضة على نقيل يسلح باتجاه تعزّ أو لن يعودوا للفرضة نفسها مجدّداً ، أم تظنون أنهم حين كانوا يهزون رؤوسهم لتوعياتكم قد اقتنعوا تمام الإقتناع بمخرجات الحوار وبالدولة الإتحادية 6 في واحد ؟؟ !" واختتم منشوره بالقول: " يا أخي عليكم حركااات ! " أما القيادي السلفي الحسن السليماني - نجل مدير دار الحديث بمأرب - اعتبر في تعليقه على الفعالية أن " تصرّفُ #أبطال_المقاومة، وقيادة السلطة المحلية في #مأرب ممثلةً بسعادة الأخ المحافظ -وفقه الله- مع الأسرى القُصّر (الأطفال) جميل ونبيل، يَعكس نُبل الأخلاق الكريمة، والفِطر المستقيمة التي يتحلّى بها أهل السنة في التعامل بالعدل مع المخالف حتى وإن أشهر السلاح في وجوههم، وأنهم يَعفون إذا قدروا، ولا يتكبّرون إن انتصروا..بخلاف صنيع المليشيات الإرهابية التي زجّت بالقُصّر في أتونٍ مُستعر تحقيقا لمآربهم ومصالحهم الطائفية السلالية، بل قتلتهم بدم بارد في أماكن شتى، وأعدمت أعدادا من الأسرى، وفعلت منكرات وجرائم كبرى .. إلخ " وقال :" نُسجّل شكرنا للمقاومة على هذا الموقف الذي سيكون له أثر نافع، وصدى طيب -بإذن الله- في أوساطٍ كثيرة داخلية وخارجية، آملين منهم في الوقت نفسه أن يُولوا الجوانب الهامة الأخرى، ومن أهمها: جانب الجرحى والشهداء عناية فائقة؛ فلولا الله ثم دماؤهم الطاهرة التي سكبت دفاعا عن الأرض والعرض لكانت البلاد والعباد في حال يرثى له." كما ورد في نص التعليق . يمكن القول أن ما قام به محافظ مأرب سلطان العرادة نيابة عن قيادة محافظة مأرب والجيش الوطني والمقاومة الشعبية من إعلان إطلاق سراح 6 من الأسرى الحوثيين الأطفال تعد أبرز الأحداث والفعاليات الإنسانية بمطلع رمضان الجاري وحاول بعض نشطاء التواصل الاجتماعي تخليدها بالتعبير عن تأييدهم لها من خلال هاشتاق #شكرا_سلطان_الانسانية غير أن مرور عام على اختطاف ميليشيات الحوثي والمخلوع لعشرة صحفيين قاموا بإخفائهم قسريا بعد اضرابهم عن الطعام الشهر الماضي خطفت الأضواء والإهتمام من تلك المبادرة الإنسانية التي أرادت إيصال رسالة هدفها الرئيسي في البيت الشعري الذي ركز على الفرق والمقارنة بين الملك بالعدل والدم : ملكنا فكان العدلُ منا سجيةً ولما ملكتم سال بالدمِ أبْطَحُ فرق واضح : " حمّلوا الأطفال ذخيرة(موت) وحملهم حقيبة(حياة) ." بحسب أحد المغردين .