على خطى والده أسطورة نادي روما وأحد أبرز نجوم كرة القدم الإيطالية، "فرانشيسكو توتي" يسير نجله الطفل الصغير "كريستيان" الذي يدافع عن ألوان ذئاب العاصمة ضمن فريق 14 عاما. ويقدم "كريستيان" أداء مميزة قاده إلى التتويج بجائزة هداف دوري الناشئين، الموسم الماضي، بعدما أنهاه وهو في صدارة الهدافين برصيد 8 أهداف، سجلهم في 5 مباريات فقط، ولكن روما حصل على المركز الرابع في البطولة. وبدأ "كريستيان" ممارسة كرة القدم بنادي روما وهو في سن ال9، وهو يشبه والده كثيرا في أسلوب اللعب عندما يمتلك الكرة، وخاض أول ديربي له أمام لاتسيو، العدو اللدود وهو يحمل شارة القيادة كأصغر قائد للفريق، فاز بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، حيث أحرز "نجل توتي" الهدف الثالث. كما اعتاد "كريستيان" الظهور في مباريات الفريق الأول لنادي روما، ضمن مجموعة الأطفال جامعي الكرات حول أرضية الملعب. ومؤخرا نال "كريستيان" احترام جماهير كرة القدم بمختلف دول العالم، عندما انتشر مقطع فيديو له وهو يرفض التسجيل في مرمى فريق حارسه مصاب، وذلك خلال مشاركته في أحد البطولات تحت 14 عاما في القارة الأوروبية. وفي بطولة كأس مدريد لكرة القدم، وهي بطولة تضم أفضل الفرق الأوروبية لمرحلة تحت 14 عاما، وأثناء مواجهة فريق "ترو نورث سوكر"، سنحت ل"كريستيان" فرصة التسجيل، بعدما اصطدم بالحارس والذي بقى في أرضية الملعب دون حركة عقب السقوط على رأسه. ورفض "توتي الصغير" أن يسجل الهدف مفضلا إعادة الكرة للخصم وعدم التسجيل حيث ذهب للحارس للاطمئنان عليه والاعتذار له. وقال "كريستيان" عقب نهاية المباراة: "بالنسبة لي الأهم أنه بخير، ليس تسجيل الهدف". وأردف: "لقد رد علي بأن شيئا لم يحدث وأنا سعيد لما قمت به والتأكد من سلامته، لقد أخبرني المدير الفني أنه سعيد بتصرفي، وأنني قمت بعمل جيد". وأشادت وسائل الإعلام الإيطالية بموقف نجل"توتي" وحرصه على سلامة منافسه كما أشادت بتحدثه للغة الإنجليزية أفضل من والده. وأفادت صحيفة "آس" الأسبانية، أن القطبين برشلونة وريال مدريد يتنافسان على التعاقد مع "كريستيان"، بعدما لفت الأنظار بأدائه وروحه الرياضية العالية. وتساءلت الصحيفة حول مدى رغبة "كريستيان" في تحقيق ما لم يحققه والده باللعب لأفضل ناديين في العالم، برشلونة وريال مدريد، أم يسير على خطاه ويظل وافي لنادي روما إلى الأبد. وفي إحدى الحوارات الصحيفة ل"توتي" علق على مستوى نجله "كريستيان"، قائلا: "إنه جيد ويتحسن باستمرار، أصبح أفضل مما كان من قبل، لكنه لا يزال صغيرا، وفي بعض الأوقات أرى نفسي فيه، إنه الآن أكثر رغبة وعاطفة وبدأ يحب كرة القدم". وأضاف: "كريستيان يذهب للتدريبات ويلعب بشكل أكثر انتظاما في الآونة الأخيرة، ومن الواضح أنه يحب ذلك، بالطبع هذا أمر جيد، لكنه ليس جيدا كما كان والده عندما كان صغيرا". وفي رده على سؤال بخصوص ما إذا كان يريد من نجله أن يسير على خطاه، أو يخوض في مجال غير كرة القدم، قال "توتي": "من ناحية أريد ذلك، ومن ناحية أخرى لا، أقول نعم إذا كانت لديه رغبة حقيقية، فعليه أن يفعل ما يريد، ومن ناحية أخرى أقول لا بسبب لقبه". وختم "توتي" تصريحاته قائلا: "كريستيان يشارك بالفعل في بطولات مع أصدقائه، في ساباوديا وغيرها من البطولات، وفي إحدى المرات سجل 15 هدفا وحصل على جائزة أفضل لاعب". تجدر الإشارة إلى أن الأب "توتي" بدأ مسيرته الكروية ضمن صفوف روما وتدرج في فرقه السنية حتى وصل إلى الفريق الأول عام 1993، وفي سن ال17 عاما، وظل معه حتى اعتزل عام 2017، ورفض التخلي عنه والانتقال إلى أي ناد أخر، رغم تلقيه أكثر من عرض مغري أبرزها من ريال مدريدوبرشلونة ومانشستر يونايتد.
