كشف تحقيق صحفي عن تصاعد خطير لظاهرة المخدرات في اليمن ، \" التي لازالت منطقة عبور وليست استهلاك\" – بحسب المسئولين الرسميين. وأشار إلى أن أجهزة الأمن ضبطت ما يقارب من 14 مليون قرص مخدر خلال الأربع سنوات الأخيرة كانت معدة لتوزيعها في دول الجوار، في حين لم تضبط سوى ما يقارب 500 كيلو جرام معدة للاستهلاك المحلي. وكشف التحقيق عن تزايد حالات الادمان على علاجات تصنف تحت ما يعرف\" المؤثرات العقلية\" وسط اليمنيين رغم أن القانون لم يفرق بينها وبين المخدرات. ونقل عن رئيس النيابة الجزائية المتخصصة القاضي سعيد العاقل تأكيده أن المخدرات في اليمن أصبحت \" ظاهرة وما يتم ضبطه اقل من حجم المشكلة\". التحقيق الذي نفذته إدارة التحقيقات الصحفية في وكالة الأنباء اليمنية ( سبأ) تضمن احصائيات وأرقام ، وصفها ب\" المخيفة\"، واعتبرها أحد القاضي العاقل أنها تمثل \" حرب شاملة على اليمن\". وبحسب إحصائيات الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ففي عام 2004م كانت عدد القضايا المضبوطة التي تتعلق بالمخدرات 42 قضية وقفزت في عام 2008م إلى 113 قضية ، أما عدد المتهمين فكان في 2004م 75 متهما بينهم 3 من جنسيات أخرى ، وقفز في العام 2008م إلى 252 متهما بينهم 72 من جنسيات أخرى.. ما يعني أن القضايا المتعلقة بالمخدرات وعدد المرتبطين بها ارتفعت خلال الأربعة الأعوام الأخيرة بنسبة تصل إلى 30%. فقد ضبطت أجهزة الأمن اليمنية في العام 2008 وحده 13 مليون ونصف من المخدرات وما يقارب مليون حبة مخدر بين عامي 2006م و2007م ، وبالنسبة للحشيش المخدر تقول الاحصائيات أنه في عام 2006 بلغت الكمية المضبوط 6 طن ، وشهد عام 2004م إتلاف 1500 غرسه حشيش.. في حين كانت الكمية المضبوطة من الحشيش المخدر في عام 2008م ما يقارب 27 طنا ، وضبط 3 غرسات فقط.. وهذا يثبت ارتفاعا في كميات المخدرات من الحبوب والحشيش المستورد – حسب التحقيق. وأكد مدير عام مكافحة المخدرات العميد خالد الرضي أن معظم الكميات التي ضبطت \" كانت متجهة إلى دول الجوار وأن اليمن منطقة عبور فقط حاليا\". من جهته حذر العقيد مطهر علي ناجي مدير السجن المركزي بصنعاء من خطورة سجناء المخدرات \" بالذات الأجانب\". وقال رئيس مصلحة السجون اليمنية العميد علي ناصر لخشع أن التعامل مع سجناء المخدرات تحتاج إلى كادر مدرب ومؤهل. وتشير إحصائيات الادارة العامة للسجون أن الموقوفين حاليا على ذمة حيازة أو استخدام المخدرات أو الحشيش يصل عددهم إلى 350 شخصا .. منهم 305 سجينا في تهمة حيازة مخدرات وحشيش بينهم 100 أجنبي، وهناك 41 سجينا منهم 3 أجانب لتعاطيهم مخدرات أو حشييش. ويأتي السجن المركزي بصنعاء في مقدمة السجون المستضيفة لهؤلاء النوع من المساجين حيث يصل عددهم إلى 140 سجين بينهم 61 تاجرا يمنيا و67 تاجرا أجنبيا و12 فقط متعاطيا. وأكدت مديرة البرنامج الوطني للصحة النفسية بوزارة الصحة الدكتورة ضياء فضل أن ضحايا المخدرات من الفقراء والأغنياء ، داعية إلى سرعة \" إنشاء مراكز متخصصة لمعالجة المدمنين\". وأشارت إلى علاج الإدمان يكلف أكثر من 15 ألف دولار( 3 مليون ريال) ، وأن المدمن يحتاج 6 أشهر للعلاج. من جهتها قالت خبيرة الادمان يمنى الأسودي أن \" المدمن أصلا مريض ولكن في اليمن كثير منهم يرفضون الاعتراف إلا في حالات متأخرة من الإدمان\". وتطرق الدكتور – مصعب الصوفي – نائب مدير عام مكافحة المخدرات إلى جرائم المخدرات من بينها السرقة والقتل والعمل في الدعارة.
