يجوب شوارع العاصمة اليمنية صنعاء عشرات السعوديين الباحثين عن زوجات يمنيات بعد أن فشلوا في إيجاد زوجات سعوديات، و ذلك بسبب ارتفاع المهور وتكاليف وتجهيزات الزواج في السعودية. ويقول حمد الحمد أحد الشباب السعوديين إنه قدم إلى اليمن من أجل الزواج، وذلك بعد أن أخذ موافقة من الجهات الرسمية في البلدين للزواج من اليمن، وذلك لقرب العادات والتقاليد بين البلدين ولقلة تكاليف الزواج في اليمن التي تقدر ما بين 5 آلاف إلى 10 آلاف ريال سعودي، وهذا المبلغ لا يمكن أن يزوج أحداً في السعودية. و بين الحمد أنه موظف ولا يتجاوز راتبه 2000 ريال، وأن مرتبه لا يكفي لمهر عروس في السعودية، مما جعله يلجأ للزواج من يمنية، حيث إن تكلفة الزواج يسيرة. وكشفت إحصائية أعدتها السفارة السعودية في اليمن أن أعداد السعوديين المتزوجين من يمنيات ازدادت بشكل كبير في السنوات الخمس الماضية، حيث يبلغ حوالي 400 سعودي، وسجل عام 2005 أعلى نسبة حيث تم زواج 455 سعودياً، ومع بداية عام 2006 وحتى شهر أبريل الماضي بلغت طلبات الزواج أكثر من 150 طلباً نفذ منها 80 طلب زواج. وأوضح مصدر مسؤول في السفارة أن هذه الزيجات رسمية، وتصحبها تأشيرات لاستقدام الزوجات إلى السعودية، وأن طلبات الزواج تأتي من جميع مناطق المملكة، ومن مختلف الأعمار، وأن غالبية الطلبات من المنطقة الجنوبية، وأكد المصدر أن هناك العديد من الزيجات تتم بطريقة غير رسمية ولا تبلغ فيها السفارة، وهذه الزيجات لا تتدخل فيها السفارة، لأنه لم يتم تسجيلها لديها. وأشارت مصادر يمنية إلى أن كثرة مشاكل الزواج متعدد الجنسيات جعلت الحكومة اليمنية تصدر قانوناً خاصاً لتنظيمه، ومنذ عام 2000 لا يسمح القانون ليمني أو يمنية الاقتران بأجنبي إلا بعد الحصول على موافقة من وزارة الداخلية في اليمن، وموافقة السلطات في بلد الطرف الآخر، وذلك بعد أن انتشرت ظاهرة الزواج السياحي التي تهدد الكثير من الفتيات اليمنيات، وتقضي على مستقبلهن، وهذا النوع من الزيجات عادة ما يجمع بين أثرياء خليجيين وفتيات يمنيات غالبيتهن من الفئة العمرية 20 - 24 عاماً بنسبة 38%، تليها الفئة العمرية من 15 -19 عاماً بنسبة 35%، وجاءت في المرتبة الثالثة الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين(25- 29) عاماً، كما أن غالبية فتيات الزواج السياحي من الملتحقات بالتعليم الثانوي بنسبة 30%، ثم التعليم الابتدائي بنسبة 22.5%، وثالثاً الفتيات من حملة الشهادة الإعدادية بنسبة 17.5%، تلتها الجامعيات بنسبة 12.5%، ثم من يجدن القراءة بنسبة 7.5%، فيما تساوت نسبة الفتيات اللواتي يحملن شهادات الدبلوم مع مثيلاتهن الأميات بنسبة 5%، وأن 70% من هؤلاء الفتيات تم طلاقهن و30% من الحالات سافر فيها الزوج ولم يعد. وفي آخر إحصائية رسمية أعلنتها وزارة الداخلية في صنعاء حصل 169 مواطناً يمنياً على موافقة للزواج من أجنبية خلال العام الماضي، مقابل 657 امرأة يمنية حصلت على الإذن بالزواج من أجنبي، وأن الزيجات اليمنية الخليجية هي الأسرع تزايداً في السنتين الأخيرتين، رغم أنها كانت الأقل، إن لم تكن معدومة عند صدور القانون. ورغم أن التوصيف القانوني لم يفرق بين جنسية عربية وأخرى إلا أن المسؤولين يؤكدون أن 80 % من العرب المتزوجين من يمنيات هم خليجيون، ويحتل السعوديون رأس القائمة.