اتفق زعماء حلف شمال الأطلسي "ناتو" بالإجماع يوم السبت على تعيين رئيس الوزراء الدنماركي أندرس فو راسموسن في منصب الأمين العام المقبل للحلف بعد أن تخلت تركيا عن اعتراضاتها . وقال الأمين العام الحالي للحلف الهولندي ياب دي هوب شيفر في مؤتمر صحافي مشترك مع راسموسن: "تعلمون أنه كانت هناك مناقشات خلال الساعات الست والثلاثين المنصرمة, ولكن حقيقة أننا نقف هنا جنبًا لجنب تعني أنه جرى التوصل لحل فيما يتعلق بنقاط القلق التي أثارتها تركيا وكلنا متفقون والقرار بالإجماع". وفقًا لرويترز . وقد عارضت تركيا في بادئ الأمر ترشيح راسموسن لرئاسة الحلف بسبب موقفه المخزي من مسألة الرسوم الكارتونية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم والتي نشرتها الصحف الدنماركية وأثارت غضب العالم الإسلامي في العام 2006م. إلا أن إسطنبول تراجعت عن موقفها ذلك وأعلنت موافقتها على ترشيحه . وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان في مقابلة مع قناة إن تي في التركية إنه اتصل براسموسن يوم 27 مارس وأعرب له عن انزعاج الأتراك من موقفه خلال أزمة الرسوم الكاريكاتورية . كما أعرب أردوجان عن انزعاج الحكومة التركية من سماح الدنمارك لقناة روج الكردية المقربة من حزب العمال الكردستاني بالبث من أراضيها . وقال أردوجان : إن عدة دول إسلامية قد اتصلت بحكومته طالبة منها التوسط لمنع تعيين راسموسن للدور الذي لعبه في أزمة الرسوم . وكان راسموسن قد دافع عن هذه الرسوم تحت شعار حرية التعبير، وتساءل أردوجان : "كيف يستطيع من عجزوا عن المساهمة في السلام أن يساهموا فيه مستقبلاً؟! لدينا شكوك ". وسيحل راسموسن محل الدبلوماسي الهولندي في الأول من أغسطس 2009م . وتخشى تركيا أن يكون لتولي راسموسن هذا المنصب تداعيات على علاقات الحلف من الدول الإسلامية خاصة على ضوء المهام المتزايدة للحلف في أفغانستان.