دعا أمين عام الأممالمتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس 9 أبريل/نيسان، الحكومة اليمنية والحوثيين، إلى وقف فوري للأعمال القتالية والدخول في مفاوضات غير مشروطة يرعاها المبعوث الأممي، بعد ساعات من اعلان التحالف العربي وقف شامل لاطلاق النار لمدة اسبوعين. وقال ”غوتيرش“ في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه، ستيفان دوغريك: أدعو "الحكومة اليمنية والحوثيين لمتابعة التزامهما بوقف الأعمال العدائية على الفور". وأضاف: "أدعو الحكومة والحوثيين إلى الانخراط معا وبحسن نية ودون شروط مسبقة، في مفاوضات يقوم لتيسيرها مبعوثي الخاص مارتن غريفيث". وتابع "فقط من خلال الحوار سيتمكن الطرفان من التوصل لآلية للحفاظ على وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وتدابير بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية لتخفيف معاناة الشعب، واستئناف العملية السياسية للتوصل إلى تسوية شاملة من أجل إنهاء الصراع". ورحب أمين عام الأممالمتحدة ب"إعلان المملكة العربية السعودية، باسم تحالف دعم الشرعية، وقف إطلاق نار من جانب واحد في اليمن". وقال إن الإعلان "يمكن أن يساعد في تعزيز الجهود نحو السلام وكذلك استجابة البلاد لوباء كورونا المستجد (كوفيد-19)". اتفاقيات المستقبل بدوره، رحب، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن غريفيث، بإعلان التحالف العربي بقيادة السعودية وقف إطلاق النار؛ لمدة اسبوعين؛ استجابة للنداء الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة. وفي بيان نشره مكتب غريفيت، رحب، بإعلان قيادة القوات المشتركة للتحالف عن وقف إطلاق للنار من جانب واحد يبدأ الخميس، التاسع من نيسان/أبريل لمدة أسبوعين ويشمل جميع العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية في اليمن. وقال بيان صادر عن مكتب غريفيت، إن "إعلان وقف إطلاق النار يأتي لدعم عملية السلام التي تقودها الأممالمتحدة، وبناءً على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في عموم البلاد لتجنب المخاطر الجسيمة للانتشار المحتمل لفيروس كوفيد-19 في اليمن". وثمن ”غريفيت“، دور المملكة العربية السعودية والتحالف العربي لتمييزهم لحساسية المرحلة التي تمر بها اليمن، وتجاوبهم مع الطبيعة الحرجة لهذه المرحلة". وشدد على ضرورة "استغلال جميع الأطراف في اليمن لهذه الفرصة، وأن تتوقف فورًا عن كل الأعمال العدائية بشكل عاجل وتمضي قدمًا نحو تحقيق سلام شامل ومستدام". وأشار إلى أنه لا يزال مستمرًا في وساطته بين الأطراف للوصول لاتفاقات حول وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن، والبدء في تنفيذ إجراءات إنسانية واقتصادية من شأنها تخفيف معاناة اليمنيين بشكل ملموس. ولفت المبعوث الأممي، إلى محاولاته الرامية لاستئناف العملية السياسية لإنهاء الحرب بصورة شاملة. وأعرب عن أمله "أن يخلق إعلان وقف إطلاق النار من جانب التحالف بيئة مواتية لإبرام الأطراف لهذه الاتفاقات في المستقبل القريب". استجابة حكومية ومخاطر محتملة الى ذلك، أعلنت الرئاسة اليمنية الخميس، الاستجابة لدعوة الأممالمتحدة إلى وقف إطلاق النار في البلاد، لمكافحة فيروس كورونا. جاء ذلك خلال اجتماع "عبر الإنترنت"، بين علي محسن صالح نائب الرئيس، والمبعوث الأممي مارتن غريفيث، وفق وكالة "سبأ" الرسمية. وقال صالح، إن "توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي، تقضي بالاستجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار اعتبارا من الخميس". وأعرب عن "تقديره لمواقف دول التحالف بقيادة السعودية، التي أعلنت دعمها وتأييدها لقرار الشرعية في الاستجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، بما من شأنه تهيئة الظروف المناسبة لعقد وإنجاح جهود المبعوث الأممي لليمن". ودعا “محسن“، المجتمع الدولي والجهات الداعمة، إلى الإسهام في "دعم اليمن أسوة ببقية الدول الأخرى بما يمكنها الاستعداد لأي مخاطر صحية محتملة". والأربعاء، أعلن التحالف العربي وقف لإطلاق النار في اليمن من جانب واحد لمدة أسبوعين "قابلة للتمديد"، لمواجهة مخاطر انتشار كورونا. قال المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي إن قرار إعلان وقف إطلاق النار جاء دعما للحكومة اليمنية في قبولها دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا. واعتبر المالكي أن الخطوة تهدف أيضا إلى تهيئة الظروف الملائمة لتنفيذ دعوة المبعوث الأممي لعقد اجتماع بين الحكومة اليمنية والحوثيين وفريق عسكري من التحالف لبحث مقترحاته بشأن خطوات وآليات تنفيذ وقف إطلاق النار في اليمن. هدنة السّقْط وانقاذ الحوثي ويأتي اعلان وقف اطلاق النار، الذي ترعاه الأممالمتحدة بالتزامن مع عمليات عسكرية عدة أطلقتها قوات الجيش الوطني في لحجوالبيضاءوالجوف، لتحرير تلك المحافظات من مليشيا الحوثي، وتحقيق تلك العمليات لانتصارات كبيرة. وقال مراقبون يمنيون ل”مأرب برس“، ان هذه التحركات الاممية لاعلان وقف اطلاق النار، الهدف منها انقاذ مليشيا الحوثي من الهزائم الموجعة التي تلقاها خلال الأيام الماضية، والحفاظ على مكتسباتها التي حققتها قبل نحو شهر في الجوف ونهم، وهذه هي مهمة المبعوث الأممي، التي يهرول لانجازها مع كل هزيمة يتلقاها الحوثيون. السياسي اليمني، ووزير الثقافة السابق، خالد الرويشان، قال ان ”هدنة الدقيقة الواحدة، ملهاةٌ في فصلٍ من الكوميديا السوداء“، مشيرا الى ان التحالف أعلن وقفاً لإطلاق النار لمدة أسبوعين، وبعد الإعلان مباشرة رد الحوثيون بصاروخ سقط في قلب مدينة مأرب وسط مدنيين! وأضاف ”الرويشان“ في تدوينة على ”فيسبوك“: ”فور سقوط الصاروخ رد التحالف بأن على الحوثي أن يثبت حسن نيته!.. هكذا! التحالف يتمنى ويعتب ويرجو الحوثيين مثل عاشقٍ خائب!“. ونوه الى خمس وقائع كانت متزامنة قُبيل ومع إعلان ”الهدنة السّقْط ذات الدقيقة الواحدة“، حيث كانت المعارك مشتعلة في الجوف، وكانت مندلعة في مأرب ونهم، ثم وعلى غير توقع انفجرت المعارك ضاريةً في البيضاء، وبدا أن الجيش الوطني حقق انتصارات لم يحققها منذ سنتين.. “. وتابع: ”في هذه الأثناء وبما يشبه الرد على معارك الجوفومأرب قامت مجموعة من الانتقالي بمحاولة اغتيال محافظ سقطرى وبالهجوم المباشر عليه في منزله ..وبكل جرأة!، وإثر ذلك يتم اختطاف مدير ميناء سقطرى! وفي نفس التوقيت وفي يافع يتم نهب أسلحة وعتاد للشرعية كانت في طريقها لآل حميقان الأبطال في البيضاء“. واختتم تدوينته بالقول: ”تلك كانت أجواء هدنة الدقيقة الواحدة! الهدنة السّقْط التي ماتت قبل أن تفتح عينيها.. “.
