عجزت الجهود الدولية لإنهاء النزاع اليمني عن تحقيق أي اختراق جوهري بعد 4 أيام من وصول وفد عماني رفيع إلى صنعاء، وذلك جراء التعاطي الحوثي البطيء مع مبادرات السلام المطروحة، فضلا عن إشارات إيرانية تدعو إلى عدم تقديم أي تنازلات. وأكدت مصادر مطلعة على مشاورات السلام، ل"العربي الجديد"، أن التحركات الدولية التي تتصدرها سلطنة عمان في الوقت الراهن "لا تزال في المربع الأول"، في ظل لجوء جماعة الحوثيين إلى مماطلة الوسطاء العمانيين واشتراطهم الحصول على مزيد من الامتيازات التي تمنحهم انتصارا سياسيا. واستبعدت المصادر حدوث أي اختراق جوهري في جدار الأزمة، خصوصا في ظل الانسداد الكبير وعدم تقديم تنازلات حقيقية، حيث تشترط الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أن يكون وقف إطلاق النار هو المقدمة لحل الملف الإنساني، فيما تتمسك جماعة الحوثيين بحل الملف الإنساني في المقام الأول. ورغم أن الوفد العماني التقى بزعيم الحوثين، أمس الإثنين، إلا أنه لا يزال في صنعاء مع عدم وجود أي مؤشرات إيجابية لنتائج الزيارة غير المسبوقة التي بدأت السبت الماضي. ويبدو أن صعوبة المهمة التي يقوم بها وفد المكتب السلطاني قد أجبرت المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث على التوجه إلى طهران في زيارة رسمية من أجل دفع إيران ل"ممارسة الضغوط على حلفائها الحوثيين والقبول بالحل السلمي". ولم يحقق غريفيث الهدف المأمول من زيارته الرسمية الثانية إلى طهران خلال العام الجاري، حيث كرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف طرح الشروط الحوثية للحل، ودعا إلى "ضرورة رفع الحصار وتسهيل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني"، وفقا لبيان صادر عن الخارجية الإيرانية. ويزور وفد عماني رفيع العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين، منذ يوم السبت، وجاءت الزيارة غداة بيان للخارجية الأميركية قالت فيه إن الحوثيين "يتحملون مسؤولية كبيرة عن رفض الانخراط بشكل هادف في وقف إطلاق النار، واتخاذ خطوات لحل النزاع الذي جلب معاناة لا يمكن تصورها للشعب اليمني". وحول الزيارة نقلت "القدس العربي" عن مصدر سياسي لم تسمه، أن الوفد "حمل رسالة عمانية لعبد الملك الحوثي وقيادة الجماعة، تحمل في طياتها وسائل ضغط على جماعة الحوثي"، وتحمل رسائل "تهديد مبطّنة" أمريكية وأممية لإجبار الجماعة على الموافقة والقبول بمضامين مبادرة الأممالمتحدة. ولا تفصح المصادر الرسمية التابعة للحوثيين عن أي معلومات حول تحركات الوفد، سوى ما أعلنه متحدث الميليشيا "عبدالسلام فليته" عن لقاء جمع الوفد يوم الإثنين، بزعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، جرى فيه "نقاش الرسائل المتبادلة المتعلقة بالقضايا الإنسانية والقضايا الأخرى ذات الصلة". وعادت الجهود الدولية بزخم كبير خلال الأسبوعين الأخيرين، بعد سكون استمر منذ فشلت مفاوضات في مسقط توسطت فيها الأممالمتحدة مطلع مايو الماضي، في التوصل إلى أي اتفاق، بسبب تعنت الحوثيين. وبرز الدور العماني في الأسابيع الماضية، بهدف "إنقاذ الموقف" بعد فشل الجهود الإقليمية والدولية في إقناع ميليشيا الحوثي بوقف الحرب الدائرة في البلاد منذ سبع سنوات وتنفيذ تدابير إنسانية، قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث مبادرة الأممالمتحدة التي يتبناها المبعوث الأممي الى اليمن مارتن غريفيث، ويدعمه بقوة المبعوث الأمريكي تيم ليندر كينغ. وتتضمن المبادرة الأممية، وقف شامل لإطلاق النار، وفتح مطار صنعاء، وتسهيل تصدير المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة، والدعوة للعودة للمشاورات حول مستقبل اليمن، وسبق أن رحبت بها الحكومة اليمنية، فيما ترفضها ميليشيا الحوثي، وتتمسك برفع القيود عن المنافذ، مثل مطار صنعاء وميناء الحديدة قبل أي حل. وهو ما ألمح اليه غريفيث لدى مغادرته صنعاء السبت الماضي.