مقتل "أربعة عمّال يمنيين" بقصف على حقل للغاز في كردستان العراق    مركبة مرسيدس بنز ذاتية القيادة من المستوى 3    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    اليوم السبت : سيئون مع شبام والوحدة مع البرق في الدور الثاني للبطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت    مقاتلو المغرب على موعد مع التاريخ في "صالات الرياض الخضراء"    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    جماعة الحوثي توجه تحذيرات للبنوك الخاصة بصنعاء من الأقدام على هذه الخطوة !    تقرير مروع يكشف عن عدد ضحايا " القات" في اليمن سنويا ويطلق تحذيرا !    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    مقتل وإصابة أربعة جنود في اشتباكات مع مسلحين خلال مداهمة مخزن أسلحة شرقي اليمن    حادث مروع .. ارتطام دراجة نارية وسيارة ''هليوكس'' مسرعة بشاحنة ومقتل وإصابة كافة الركاب    كان يرتدي ملابس الإحرام.. حادث مروري مروع ينهي حياة شاب يمني في مكة خلال ذهابه لأداء العمرة    قتلوه برصاصة في الرأس.. العثور على جثة منتفخة في مجرى السيول بحضرموت والقبض على عدد من المتورطين في الجريمة    بعد القبض على الجناة.. الرواية الحوثية بشأن مقتل طفل في أحد فنادق إب    مأرب تقيم عزاءً في رحيل الشيخ الزنداني وكبار القيادات والمشايخ في مقدمة المعزين    السلفيون في وفاة الشيخ الزنداني    تعرف على آخر تحديث لأسعار صرف العملات في اليمن    أمطار غزيرة على صنعاء في الأثناء    عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية على وسط وجنوب قطاع غزة    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    رفض قاطع لقرارات حيدان بإعادة الصراع إلى شبوة    قوات دفاع شبوة تحبط عملية تهريب كمية من الاسلحة    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    قذارة الميراث الذي خلفه الزنداني هي هذه التعليقات التكفيرية (توثيق)    ما الذي كان يفعله "عبدالمجيد الزنداني" في آخر أيّامه    لا يجوز الذهاب إلى الحج في هذه الحالة.. بيان لهيئة كبار العلماء بالسعودية    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    توني كروس: انشيلوتي دائما ما يكذب علينا    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جولة جديدة بخطة متعددة المسارات.. ماذا يحمل "غروندبرغ" في جعبته هذه المرة في سبيل اختراق جدار الأزمة اليمنية؟ وهل سينجح؟ (تقرير)
نشر في مأرب برس يوم 04 - 03 - 2022

التحق المبعوث الأمريكي الخاص لليمن تيم ليندركينغ، الاسبوع المنصرم، بالمبعوث الأممي هانس غوندبورغ، إلى المنطقة للبحث في إحياء عملية السلام في ضوء المقترحات التي سيقدمها مبعوث الأمم المتحدة بعد ستة شهور من اللقاءات مع عدد من الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.
المبعوث الأممي التقى فور وصوله الرياض بمسؤولين سعوديين والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، حيث أكد الأخير حرصه الدائم نحو السلام وخياراته ومرجعياته التي لا مناص منها لتحقيق سلام شامل وعادل ومستدام.
وخلال اللقاء ناقش الرئيس هادي مع المبعوث الأممي آفاق الحل السلمي وصولاً إلى سلام دائم وعادل في اليمن، وأشاد المبعوث الأممي بالدعم الذي حظي به من الرئيس اليمني، وقال إن جولاته وجهوده خلال الفترة الأخيرة ولقاءاته مع مختلف الأطراف اليمنية وغيرها هدفها إيجاد أرضية مشتركة واستراتيجية مستدامة في البحث في مختلف القضايا والتطورات المتسارعة لبلورة أفكار ومسار يمكنّ الأطراف اليمنية من خلاله التحاور وإيجاد الحلول التي تنبثق من اليمنيين أنفسهم، ونستند في ذلك إلى المشاورات السابقة والمرجعيات والقرارات الأممية ذات الصلة.
وقال "سنعمل لإيجاد أفضل السبل للمضي قدماً في تحقيق السلام وتقييم الجهود السابقة وتحديد ما نجح منها وما لم ينجح والاستماع إلى الجميع لتحقيق تطلعات الشعب اليمني التواق إلى الأمن والسلام والاستقرار"، وأكد العمل وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة من خلال مشاورات تفضي إلى تحقيق السلام العادل الذي يستحقه الشعب اليمني.
وأكد إنه بحث مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، إطلاق مشاورات منظَّمة لإنهاء الحرب في البلاد، وأطلع الرئيس هادي على آخر مستجدات جهوده، والخطوات القادمة الرامية إلى إطلاق مشاورات منظَّمة ثنائية مع مختلف المعنيين اليمنيين بغية إثراء إطار عمل يهدف إلى إنهاء الحرب ويرسي أسس لبناء السلام في البلاد.
كما التقى المبعوث الأممي أيضاً بمسؤولين سعوديين رفيعي المستوى وسفراء الدول الخمسة دائمة العضوية في مجلس الأمن(لدى اليمن).
أرضية مشتركة
ووصف لقاءاته بالجانب السعودية والرئيس هادي بالمشجعة لحق به مبعوث اخر يحمل شارة التكليف من الولايات المتحدة الأمريكية المبعوثان تفردا كلا منهما بلقاءاته واجتمعا بإلقاء واحد جمعهما مع الرئيس هادي تعرضا فيه لعملية السلام وضرورة التمسك بالشرعية ومؤتمر المانحين والدعم الخليجي للاستجابة الإنسانية وهو المؤتمر المزعم عقدة في جنيف الشهر الجاري.
المبعوث الأممي هانس جروندبرج، قال إن جولاته وجهوده خلال الفترة المنصرمة مع مختلف الأطراف اليمنية وغيرها تمضي في اتجاه إيجاد أرضية مشتركة واستراتيجية مستدامة في البحث في مختلف القضايا والتطورات المتسارعة لبلورة أفكار ومسار يمكنّ الأطراف اليمنية من خلاله التحاور وإيجاد الحلول التي تنبثق من اليمنيين أنفسهم، مشيرا إلى استناده في ذلك إلى المشاورات السابقة والمرجعيات والقرارات الأممية ذات الصلة.
وقال المبعوث، "سنعمل لإيجاد أفضل السبل للمضي قدمًا، في تحقيق السلام وتقييم الجهود السابقة وتحديد ما نجح منها وما لم ينجح والاستماع إلى الجميع لتحقيق تطلعات الشعب اليمني التواق إلى الأمن والسلام والاستقرار".
وأكد المبعوث الأممي على العمل وفقًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة من خلال مشاورات تفضي إلى تحقيق السلام العادل الذي يستحقه الشعب اليمني وفق ما نشرته وكالة سبأ الشرعية.
العاصمة العمانية مسقط هي المسرح الثاني من تحركات المبعوثان ألأممي والأمريكي لجمع الفرقاء على طاولة المفاوضات والظروف الدولية وتعنت المليشيات الحوثية وتنصلها الدائم لقرارات ومخرجات السلام وخرقها للمواثيق واعتداءاتها على المنطقة عوامل ستقوض جهود السلام.
وتحولت مسقط إلى عاصمة للحراك السياسي فيما يتعلق بالأزمة اليمنية، فقد استضافت عدة لقاءات بين الحوثيين والمبعوثين الأمريكي والأممي إلى اليمن، كما زارها دبلوماسيون من السعودية والكويت واليمن في إطار محاولات حل الأزمة.
مبادرة متعددة المسارات
وفي احاطته الأخيرة لمجلس الأمن، أبلغ هانس غروندبرغ، مجلس الأمن الدولي، اعتزامه طرح "خطة تسوية سياسية شاملة" علي أطراف الصراع اليمني. وقال ان "من الممكن إنهاء الحرب، وأنا أقوم حاليا بتطوير إطار عمل، وخطة نحو تسوية سياسية شاملة".
وتابع "بما في ذلك إنشاء عملية متعددة المسارات حيث يمكن معالجة مصالح الأطراف المتحاربة في سياق أجندة يمنية أوسع".
وأضاف غروندبرغ "سأشرع في إجراء سلسلة من المشاورات مع الأطراف المتحاربة، والسياسية، والخبراء الأمنيين، والاقتصاديين؛ بهدف اطلاعهم على إطار العمل المقترح والعمل على تدقيقه".
وتابع "سوف تستكشف المشاورات أولويات اليمنيين الفورية والطويلة المدى وتطلعاتهم ورؤيتهم لإنهاء الصراع، وأعتقد أن هذه فرصة للأطراف اليمنية لرسم طريق سلمي محتمل للمضي قدمًا".
وزاد "وبالتوازي مع ذلك، أواصل استكشاف خيارات خفض التصعيد، وانخرط مع الأطراف بشأن حلول وسط ممكنة يتفق عليها الطرفان..و حتى الآن ، ظلت الدعوات إلى ضبط النفس دون إجابة".
تشكيك في النجاح
أوساط سياسية شككت في إمكانية تحقيق المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أي اختراق في جدار الأزمة اليمنية خلال جولته الحالية والتي ستشمل عددا من دول المنطقة من بينها المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
وتقول الأوساط إن مشروع غروندبرغ هو إعادة إنتاج لمحددات سبق وأن وضعها المبعوث السابق مارتن غريفيث في بداية عمله في اليمن والقائمة على فكرة تجزئة الملفات وترحيل الحلول النهائية.
مصادر ديبلوماسية مطلعة قالت أن "جولة غروندبرغ ستتركز حول قضايا عامة من بينها خفض مستوى التصعيد العسكري، وخصوصا ما يتعلق بعمليات التحالف العربي الجوية واستخدام الحوثيين للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ضد الرياض وأبوظبي واستئناف مباحثات تبادل الأسرى، إضافة إلى الخوض في ملفات تتعلق بالعمل الإنساني والهدنة الاقتصادية وتطبيع الأوضاع الخدمية في المدن اليمنية".
ووفقا للمصادر، لا توجد أي أوراق جديدة يراهن عليها المبعوث الأممي في تحقيق أي تقدم في خطة السلام الأممية التي تقدم بها سلفه غريفيث، حيث ترتكز الزيارة على وعود حوثية بإبداء مرونة سياسية في التعاطي مع الجهود الأممية بحسب ما نقله وسطاء عمانيون وقطريون للبيت الأبيض، على خلفية التصعيد الأخير في المنطقة وتكثيف التحالف العربي بقيادة السعودية لعملياته في اليمن، وعودة الحديث في واشنطن عن إمكانية إعادة الحوثيين إلى قائمة المنظمات الإرهابية.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن إشارة المبعوث إلى عمله على تطوير إطار عمل لخطته المتعلقة بإيجاد تسوية سياسية شاملة، و"تأسيس عملية متعددة المسارات، يمكن من خلالها التعامل مع مصالح الأطراف المتصارعة ضمن سياق أجندة يمنية أوسع في ثلاثة مسارات للشؤون السياسية والأمنية والاقتصادية"، بمثابة عودة للمربع الأول في جهود الأمم المتحدة في اليمن والعمل وفقا للمحددات الأممية التي وضعها المبعوث السابق غريفيث.
مراقبون يمنيون قالو، إن مهمة المبعوث الأممي إلى اليمن تصطدم بعقبات كبيرة في مقدمتها تصلب الحوثيين وتردد الإدارة الأميركية في فرض المزيد من العقوبات عليهم خشية أن تدفعهم مثل هذه العقوبات نحو المزيد من التصلب والعزلة، وهو ما يعني تعقيد المهمة الأممية، معتبرين أن مهمة المبعوث ستكون شبه مستحيلة، خاصة وأنها تأتي متزامنة مع محاولة الحوثيين استعادة ما خسروه من أراض في الفترة الماضية.
مهمة صعبة
ومنذ بدء مهامه رسميا، مطلع سبتمبر/ أيلول 2021، يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، تحركاته الدبلوماسية وسط مصاعب كبيرة جراء استمرار القتال في جبهات متعددة.
وعلى الرغم من نشاط المبعوث الأممي الذي عقد محادثات متعددة خلال الأشهر الماضية، فإنه لم يستطع حتى اليوم زيارة العاصمة صنعاء للتشاور مع قيادة الحوثيين.
واستطاع غروندبرغ عقد محادثات متعددة مع الحكومة اليمنية، بينها زيارتان للعاصمة الموقتة عدن، جنوبي البلاد.
كما زار غروندبرغ مدينة تعز جنوب غربي اليمن، التي يفرض عليها الحوثيون حصارا منذ سبع سنوات، كأول مبعوث أممي يزور المدينة منذ بدء الحرب.
ومؤخرا، زار المبعوث الأممي سلطنة عمان وفرنسا والكويت، وعقد فيها محادثات من أجل الدفع بمسار السلام باليمن.
وأبلغ المبعوث الأممي مجلس الأمن الدولي، أخيراً، بأن "إطلاق عملية سياسية في اليمن "مهمة معقدة" في ظل اتساع الفجوة بين أطراف الصراع، والأزمة الاقتصادية وتسارع العمليات العسكرية.
وقال غروندبرغ، منتصف ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إنه "لمس إحباطا بسبب فشل محاولات الأمم المتحدة السابقة لحل الأزمة".
وعلى الرغم من شعوره بالإحباط، واصل المبعوث الأممي جولاته الإقليمية والدولية من أجل الحصول على دعم يساعد في حل أزمة اليمن، غير أن الواقع الميداني يستمر في التصعيد، فيما يبدو التوصل إلى حل سياسي قريب بعيد المنال.
حراك دبلوماسي أمريكي
وزارة الخزانة الأمريكية أن ليندركينج عاد إلى المنطقة لحض الأطراف على وقف الأعمال العدائية والمشاركة الكاملة في عملية سلام شاملة بقيادة الأمم المتحدة واتخاذ إجراءات سريعة للتخفيف من الأزمة الإنسانية في اليمن.
وبخصوص التحضير لعقد مؤتمر المانحين في 16 الجاري في سويسرا والسويد قالت الخارجية الأمريكية، إنه بالنظر إلى مؤتمر المانحين رفيع المستوى القادم لليمن الذي تستضيفه الأمم المتحدة وسويسرا والسويد سيناقش المبعوث الخاص الجهود المشتركة مع المانحين الخليجيين لتحسين تمويل الاستجابة الإنسانية لشعب اليمن هذا العام، وحضت المانحين على تقديم الدعم بسخاء.
وفي مطلع فبراير/ شباط العام الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في خطاب متلفز، أنه قرر وقف دعم بلاده للأعمال العدائية في اليمن، بما في ذلك صفقات بيع الأسلحة ذات الصلة.
وأعلن بايدن كذلك تعيين الدبلوماسي تيم ليندر كينغ مبعوثا أمريكيا إلى اليمن، في خطوة تعد الأولى من نوعها، مشددا على ضرورة وضع حد للحرب هناك.
بعدها، قام المبعوث الأمريكي بجولات متعددة في الشرق الأوسط، كلها رمت إلى البحث في سبل حل أزمة اليمن.
وأكثر من مرة، حمّل ليندر كينغ الحوثيين مسؤولية التصعيد العسكري، مطالبا الجماعة بضرورة وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات.
وفي مطلع مايو/ أيار الماضي، اتهم ليندر كينغ الحوثيين بأنهم يحتجزون اليمن كرهينة، مشددا على أن الاتفاق العادل عبر الحوار هو في الأخير من سينقذ الشعب اليمني، فيما سبق للحوثيين اتهام المبعوث الأمريكي بأنه منحاز للتحالف العربي، وهو ما ينفيه.
وفي الشهر ذاته، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الحوثيين "فوتوا فرصة كبرى" لإظهار التزامهم بالسلام، برفضهم لقاء المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث في مسقط.
وحملت الوزارة، في بيان، جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران مسؤوليه تفاقم المعاناة الإنسانية في البلاد، من خلال مواصلة هجومها على محافظة مأرب.
وحتى الأيام الأخيرة واصل المبعوث الأمريكي تحركاته من أجل البحث في سبل حل أزمة اليمن، لكن من دون جدوى.
انخراط نرويجي
وتنخرط مملكة النرويج في جهود الوساطة التي يقودها المجتمع الدولي لحل الأزمة اليمنية، ووقف الحرب التي تكمل عامها الثامن في 26 مارس/آذار الجاري، وذلك من خلال تعيين مبعوث خاص، أسوة بعدد من الدول الفاعلة في الملف اليمني.
وبدأت المبعوثة الخاصة لمملكة النرويج لدى اليمن كريستي ترومسدال، الخميس، أول زيارة إلى مدينة عدن، للقاء الحكومة المعترف بها دوليا، بعد أسابيع من زيارة قامت بها إلى طهران للقاء مسؤولين إيرانيين، أكدت خلالها أن الأزمة اليمنية ستكون على رأس أولويات مجلس الأمن الدولي التي باتت النرويج عضوا غير دائم فيه.
وعقدت المبعوثة النرويجية مباحثات مع رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، لمناقشة التحديات التي تواجه اليمن في مختلف المستويات، وعلى رأس ذلك عملية السلام والتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر الاستجابة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، وفقا لوكالة "سبأ" الرسمية.
وحسب الوكالة، فقد رحّب عبد الملك بتعيين النرويج مبعوثة خاصة لها إلى اليمن، وأكد دعم الحكومة وتقديم كل التسهيلات لإنجاح عملها، والدور المعول عليه للنرويج من خلال عضويتها في مجلس الأمن لدعم جهود الحكومة في تخفيف معاناة الشعب اليمني.
وأشار عبد الملك إلى أن " استمرار الإجماع الدولي حول الأزمة في اليمن، والذي تجدد في قرار مجلس الأمن رقم 2624 الصادر مؤخرا، بوصف وتصنيف ميليشيا الحوثي " جماعة إرهابية"، وإدراجها ككيان على قائمة العقوبات لحظر السلاح، عامل أساسي لتحقيق السلام".

مسلسل الفشل الاممي
وفي اغسطس المنصرم، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السويدي هانز غروندبرغ رابع مبعوث له إلى اليمن الممزق بالحرب، ضمن مساعيه لإعادة أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات ووقف أكبر أزمة إنسانية يشهدها العالم.
وجاء تعيين غروندبرغ، خلفًا للبريطاني مارتن غريفيث، ليكون الشخصية الرابعة التي تتولى تلك المهمة، إذ سبقهما المغربي جمال بن عمر، والموريتاني إسماعيل ولد الشيخ. وبحسب مكتب المبعوث الخاص إلى اليمن فإن غروندبرغ يمتلك خبرة أكثر من 15 عامًا من العمل في مجال حلّ النزاعات والتفاوض والوساطة، مع تركيز خاص على الشرق الأوسط.
وكان يفترض أن أي مبعوث عليه أن يسعى ويعمل على تنفيذ المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة بالشأن اليمني، وأهمها: القرار الدولي 2216، الذي فرض عقوبات دولية على المخلوع صالح وقيادات في مليشيا الحوثي، ونص على انسحاب المليشيا من المدن التي احتلتها بما فيها العاصمة صنعاء، وتسليم مؤسسات الدولة التي استولوا عليها، والأسلحة الثقيلة التي نهبوها من مستودعات الجيش اليمني، بالتواطؤ مع الرئيس المخلوع صالح.
وتشابهت مسيرات ثلاثة مبعوثين توالوا على مهمة تحقيق السلام، حيث شاع مع كل تغيير إحباط لدى اليمنيين، خصوصاً حينما تتكسر تلك الجهود غالباً بتعنت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، وسط اتهامات للأمم المتحدة بمحاباة الجماعة المتمردة.
حتى تعيين مبعوث أممي رابع، يبدوا ان قد يكون لا معنى له إذا لم يصاحبه إرادة سياسية إقليمية ودولية لإنهاء الصراع وغياب أدوات جديدة داعمة له للتعامل مع الحقائق على الأرض.
وحتى الآن عجزت الجهود الدولية لإنهاء النزاع اليمني عن تحقيق أي اختراق جوهري، وذلك من جراء التعاطي الحوثي البطيء مع مبادرات السلام المطروحة، فضلاً عن إشارات إيرانية تدعو إلى عدم تقديم أي تنازلات.
وتشترط الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً أن يكون وقف إطلاق النار هو المقدمة لحل الملف الإنساني، فيما تتمسك جماعة الحوثيين بحل الملف الإنساني في المقام الأول.
وبحسب مراقبون فان زيادة احتمالات النجاح لغروندبرغ يمكن أن تكون من خلال تمرير قرار أكثر تحديثًا لقرار مجلس الأمن رقم 2216 بما يعكس الحقائق الحالية والجهات المؤثرة على الأرض، إضافة إلى توسيع دائرة التفاوض لتشمل المجموعات التي تم تجاهلها أو تهميشها في جهود الوساطة الأممية السابقة. مؤكدين أن إطار عمل الأمم المتحدة يحتاج إعادة تصور لإحداث فرق، إذ يفتقر حاليًّا إلى المعرفة المحلية، خصوصًا أن المبعوثين السابقين قصروا جهودهم على التنقل الدبلوماسي بين العواصم والعمل مع أشخاص محددين.
ويرى المراقبون انه اذا استمر مبعوث الأمم المتحدة على النهج وأدوات الوساطة الحالية، فلا فرق بين الأمس واليوم وغدًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.