نشر ناشطون ووسائل إعلام روسية، اليوم الأحد، فيديوهات لما قيل إنه "موكب بوتين يعود للكرملين"، بوقتٍ متأخر من مساء أمس، لتثير عودة الرئيس الروسي "المفاجِئة" إلى مبنى الكرملين بهذا التوقيت، الشكوك حول اتخاذ قرارات مهمّة، فيما حاول لاحقاً المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف الطمأنة حول الأمر. بشكل مفاجئ.. بوتين يعود للكرملين منتصف الليل وأظهرت فيديوهات متداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتناقلتها وسائل إعلام، موكب بوتين يعود للكرملين عند الساعة 11 ليلاً من مساء أمس، وظهر في الفيديو السيارات في الموكب تسير بسرعة في شوارع شبه خالية من المارّة.
بينما علّق ديمتري بيسكوف على الأمر لوسائل إعلام قائلاً: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يقم بعقد أي اجتماعات طارئة الليلة الماضية في الكرملين. وقال بيسكوف رداً على سؤال حول ما إذا كانت عودة بوتين ليلاً إلى الكرملين مرتبطة بأي اجتماع طارئ: "لا. ليس الأمر كما يشاع. كل شيء على ما يرام". إلا أنّ عودة بوتين التي وصفت ب"النادرة" ربطها محللون باتخاذ قرارات مهمّة بالبلاد، لا سيما أن روسيا تعيش حالة حرب تخوضها في أوكرانيا، وسط تغييرات وقرارات اعتمدها الرئيس الروسي مؤخراً بينها إقالة ضبّاط كبار في الجيش، وأخرى تتعلق بتزويد بيلاروسيا بصواريخ يمكن أن تحمل رؤوس نووية، وثالثة حول رفع إنتاج الصواريخ الباليستية من طراز "الشيطان 2". بوتين أجرى تغييرات بالجيش وكشفت معلومات ذكرتها وزارة الدفاع البريطانية، أمس، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجرى تغيرات كبيرة في القيادة العليا للجيش الروسي منذ مطلع يونيو الجاري، لافتةً إلى أنّه "من المرجح أنّ موسكو أطاحت بعدّة جنرالات من أدوار قيادية في عمليات رئيسية بأوكرانيا". وجاء في سلسلة تغريدات على صفحة وزارة الدفاع البريطانية في "تويتر"، أنّ التغييرات التي أجرتها روسيا في قيادة الجيش شملت قائد القوات المحمولة جوّاً الجنرال أندريه سيرديوكوف، وقائد القوات الجنوبية الجنرال ألكسندر دفورنيكوف. ورغم أنّ دفورنيكوف تولّى مهمّة قيادة القوات الروسية في حربها على أوكرانيا، منذ أبريل الماضي فقط، إلا أنّ المعلومات البريطانية توضح بأنّ تراجع وتيرة التقدم الروسي والخسائر الكبيرة التي تلقتها القوات الروسية تسببت بالإطاحة به. مواجهة نووية مع الغرب وكان بوتين اتخذ قرارات مهمّة أمس السبت، بينها عزمه تقديم صواريخ يمكن أن تحمل رؤوس نووية إلى بيلاروسيا، وسط حديث المخابرات الأوكرانية بأن موسكو تسعى لدفع مينسك للانخراط بالحرب الأوكرانية، و"المواجهة" مع الغرب. ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية، عن بوتين خلال اجتماعه مع نظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أنّ موسكو ستدعم بيلاروسيا بأنظمة صواريخ إسكندر-إم المزودة بقدرات نووية في الأشهر المقبلة. وأوضح الرئيس الروسي أيضاً أنّ روسيا ستساعد بيلاروسيا على تحديث أسطولها من الطائرات المقاتلة من طراز سوخوى -25. وربط خبراء الدعم الروسي لبيلاروسيا أيضاً مع إثارة قضية مقاطعة كالينينغراد الروسية، بعد قطع الإمدادات عنها من قبل ليتوانيا، وإعادة طرحها كقضية صراع جديدة بين روسيا والغرب، حيث تهدد روسيا بوضع قواعد نووية بالجيب الروسي المتواجد بقلب القارة الأوروبية. وكان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، اعتبر أنّ عزل ليتوانيا لمقاطعة كالينينغراد الروسية بمثابة "إعلان حرب"، طالباً دعم موسكو بوجه تحليق طائرات حلف الناتو قرب حدود بلاده. تحركات روسية وأوكرانيا تتخلى عن الناتو وصباح اليوم أجرى وزير الدفاع الروسي، و"يد بوتين اليمنى"، سيرغي شويغو زيارة إلى الوحدات القتالية الروسية في الأراضي الأوكرانية. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنّ شويغو استمع إلى تقارير المسؤولين والقادة العسكريين بشأن الوضع الحالي والإجراءات التي تتخذها القوات المسلحة الروسية في مناطق العمليات الرئيسية في أوكرانيا. وأضافت الوزارة أنّ شويغو قلّد ميداليات لبعض الجنود الذين أظهروا "بطولة وتفانياً" في أداء المهام القتالية خلال العملية العسكرية الروسية، وهي ميدالية النجمة الذهبية "بطل الاتحاد الروسي" ووسام الشجاعة. وبالمقابل أكدت الرئاسة الأوكرانية، وفق ما نقلت صحيفة فاينانشيال تايمز، عن نائب الرئيس الأوكراني، إيجور جوكوفا، أنها تخلت عن فكرة الانضمام إلى الناتو. وأوضح إيجور أن أوكرانيا ستحافظ على شركاتها مع حلف شمال الأطلسي الناتو، وذلك قبل أسبوع من عقد اجتماع لأعضاء الحلف ومناقشة الملف الأوكراني.
يذكر أنّ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والتي تصفها موسكو "بالخاصة" مستمرة منذ 24 فبراير، وتحاول القوات الروسية السيطرة على جنوب وشرق أوكرانيا في إقليم دونباس ودعم الانفصاليين بالإقليم الأوكراني المجاور لروسيا.
