يشتد الصراع بين الصين وأمريكا يوماً بعد يوم، لا سيما بعد الزيارة الأخيرة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، حيث رأت فيها بكين تدخلاً في شؤونها الداخلية وكادت الأمور تتجه إلى مواجهة عسكرية مباشرة لولا ضبط النفس والتدخل من بعض الأطراف الدولية. الصين تحدثت عن 4 أخطاء أمريكية واليوم الإثنين، تحدث وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، بأن الولاياتالمتحدة ارتكبت عدة أخطاء حين سمحت لرئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، بزيارة تايوان. وأوضح وزير الخارجية الصيني أن هناك ثلاثة أخطاء رئيسية وقعت بها الولاياتالمتحدة بملف تايوان أولها "التدخل الأمريكي الجسيم في الشؤون الداخلية للصين"، حسب وصفه. ونقلت وسائل إعلام عن وانغ يي قوله: "متجاهلة تحذيرات وتنبيهات بكين المتكررة، واصلت واشنطن تنظم زيارة بيلوسي لتايوان. وكان ذلك انتهاكاً صارخاً لسيادة الصين وسلامة أراضيها". ورأى وزير الخارجية الصيني أن الخطأ الثاني، يتمثل في دعم استقلال تايوان، موضحاً أنه لا يجب على أي دولة في العالم أن تدعم "القوى الانفصالية"، في حين أن الولاياتالمتحدة قامت بفعل مماثل ضد الصين. أما الخطأ الثالث، بحسب وانغ يي فهو رغبة الولاياتالمتحدة في تقويض السلام في المنطقة من خلال زيادة وجودها العسكري هناك.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، وو تشيان في منشور على الإنترنت "الجانب الأميركي هو الذي سبب الوضع المتوتر الحالي في مضيق تايوان بمبادرة منه، ويتعين عليه تحمل المسؤولية الكاملة والعواقب الوخيمة". إجراءات الصين ضد تايوان ورداً على زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان قبل أيام، اتخذت سلطات الصين عدة إجراءات "عقابية" ضد الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي والساعية إلى الاستقلال. واتخذت بكين أربع قرارات ضد واشنطن، بعد إطلاق مناورات عسكرية تحاكي حرباً ضد تايوان ووقف تعاملات تجارية معها.
وأول الإجراءات ضد واشنطن كانت وقف جدولة مكالمات خط الاتصال بين القادة العسكريين على مستوى مناطق القيادة القتالية للقوات المسلحة الصينيةوالأمريكية. وثانيها إلغاء اجتماعات العمل لممثلي وزارتي الدفاع في الصينوالولاياتالمتحدة، وإلغاء الاجتماعات في إطار المشاورات الصينيةالأمريكية بشأن الأمن العسكري في البحر إلى جانب تعليق التعاون الثنائي مع الولاياتالمتحدة بشأن إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم. كما علقت بكين التعاون في مجال المساعدة القانونية في القضايا الجنائية، ومكافحة الجريمة العابرة للحدود الوطنية، ومكافحة المخدرات، وتغير المناخ. تهديد تايوان مستمر وأعلن الجيش الصيني، اليوم الاثنين، عن تدريبات عسكرية جديدة براً وبحراً حول تايوان بعد يوم من الموعد المقرر لانتهاء أكبر مناوراته على الإطلاق هناك. وقالت قيادة المنطقة الشرقية إنها ستجري تدريبات مشتركة تركز على عمليات التصدي للغواصات والهجمات البحرية، مما يؤكد مخاوف بعض المحللين الأمنيين والدبلوماسيين من أن بكين ستستمر في الضغط على دفاعات تايوان. من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية اليوم الاثنين إن تايوان جزء من الصين، وإن بكين تجري تدريبات عسكرية عادية في مياهها بطريقة مفتوحة وشفافة ومهنية. وقالت وزارة الدفاع التايوانية إن سفنا وطائرات ومسيرات عسكرية صينية قامت بمحاكاة هجمات على الجزيرة وقواتها البحرية، موضحة أنها أرسلت طائرات وسفنا للرد "بشكل مناسب". وتعتزم تايوان إجراء مناورات عسكرية تستخدم خلالها الذخيرة الحية في الجزء الجنوبي من الجزيرة "لاختبار الجاهزية القتالية" بحسب وسائل إعلام محلية. يذكر أنّ الصين لا تعترف باستقلال تايوان وتعتبرها جزء من الأراضي الصينية ولا تسمح بفتح قضيتها، وتهدد باستعادة السيطرة عليها بالقوة إذا لزم الأمر.