لم يجد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حرجاً من الإعلان عن استعداده شخصياً للتوقيع على المبادرة الخليجية عوضاً عن نائبه عبدربه منصور هادي، الذي سبق وأن فوضه بالتوقيع عليها بقرار جمهوري أصدره قبل أكثر من شهر، في وقت طالبت فيه المعارضة روسيا باتخاذ موقف إيجابي من قرار يتوقع صدوره من قبل مجلس الأمن الدولي نهاية الأسبوع الجاري أو الأسبوع المقبل، يلزم فيه صالح بالتوقيع على المبادرة، في حين رفضت فيه الأممالمتحدة منح الرئيس صالح الضمانة القانونية لتجنب المساءلة عن الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها قواته ضد المتظاهرين المطالبين بتنحيه عن السلطة . وقال صالح في كلمة ألقاها، أمس، في اجتماع للجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم: “نحن على استعداد أن نوقع على المبادرة الخليجية، يا أنا، يا نائب الرئيس بموجب القرار (المبادرة الخليجية)، حاضر أنا أوقع، لكن قدم لي ضمانات لتنفيذ المبادرة الخليجية، نشتي (نريد) ضمانات خليجية أولاً وأوروبية ثانياً وأمريكية ثالثاً، هذه ثلاث ضمانات لا بد أن ترافق المبادرة الخليجية” . ورحب صالح بقرار مجلس الأمن حتى قبل أن يصدر ويعرف فحواه : “نحن نرحب بالقرار، لكن ماذا بعد رحيل النظام؟ ماذا بعد التوقيع على المبادرة الخليجية، هم (المعارضة) سيجتثون هذا النظام من جذوره ( . . .)، كان الهدف هو الرئيس وأقرباءه وأولاده، بعد ذلك كشفوا عن خفاياهم أنهم سيجتثون النظام” . وتساءل صالح عن مطالبة معارضيه بالرحيل، وقال: “حاضر سأرحل، لكن سأرحل مع أكثر من أربعة مليون وأربعمئة مصوت، هو مش رحيل شخص لأنني لم أنصب نفسي في الرئاسة وفي الكرسي بدبابة، لكن نصبني في هذا المكان أربعة مليون مواطن يمني، إذاً هؤلاء يرحلون؟” . واتهم صالح مناوئيه بأنهم يريدون تحويل صنعاء إلى “جنوبية” و “شمالية”، كما حدث عند تقسيم العاصمة اللبنانية بيروت إلى “شرقية وغربية”، واتهم معارضيه بسرقة ثورة الشباب، ولأول مرة يعترف بأنها ثورة وليست تقليداً، وقال مخاطباً شباب ساحات التغيير : “لقد سرقوا اللصوص ثورتكم وتجمعاتكم وطموحاتكم ومتطلباتكم، نحن كنا نتفهمكم، لكن الآن يقودوكم في الشوارع كدروع بشرية” . واعترف صالح أنه رئيس شبه أمي: “دراستي كانت متواضعة ولكني تثقفت وترعرعت وتعلمت وفهمت وسايرت وسمعت من كل القيادات الوطنية السياسية اقتصادياً وقانونياً وثقافياً وعلى كل المستويات، وتربيت خلال ثلاثة وثلاثين سنة” . وعلى الرغم من أن صالح لم يتعرض لقضية الانتخابات الرئاسية المبكرة من طرف واحد، إلا أنه قال إنه يزكي نائبه لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة متى تم التوصل إلى اتفاق لتوقيع المبادرة الخليجية، وأقرت اللجنة الدائمة تشكيل حكومة بديلة للحكومة الحالية لحين التوصل إلى اتفاق، وأقرت أن تبقى منعقدة لمتابعة التطورات المقبلة، في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي المقبل . من جانبها طالبت المعارضة روسيا الاتحادية بضرورة اتخاذ قرار إيجابي في مجلس الأمن الدولي، وعقد وفد برئاسة محمد سالم باسندوة، رئيس المجلس الوطني في موسكو مباحثات مع القيادة الروسية للضغط عليها لاتخاذ قرار إيجابي في مجلس الأمن الدولي . إلى ذلك قال مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان إن أي اتفاق لنقل السلطة في اليمن يجب ألا يتضمن عفواً عن الرئيس علي عبدالله صالح والقوات الأمنية للرئيس صالح المتهمة بقتل المتظاهرين السلميين إلى حد كبير وغيرها من الجرائم . * الخليج