تحولت ساحة التغيير من ساحة للثورة، إلى ساحة للصراع والعراك والإقصاء.. فبعد أن كان جميع الشباب في الساحة يهتفون برحيل صالح، أصبحت هتافاتهم اليوم متنوعة، فبعضهم يهتف «ارحلوا من المنصة» وآخرون يردون عليهم «ارحلوا من الساحة». كان الجميع ينشدون دولة مدنية حديثة، أما اليوم فهناك من ينشد دولة حوثية وهناك من ينشد دولة إصلاحية، وهناك غالبية تائهة بين هذا وذاك، وقلة لا زالت تحلم بدولة مدنية حديثة، لكنها لا تدري كيف السبيل إليها. الشباب المستقلون يهتفون بأن الثورة ثورتهم، وبأنها سرقت منهم، وشباب الإصلاح يرون بأن المستقلين يحاولون أن يسرقوا منهم الثورة لصالح أعداء الثورة. شباب الإصلاح متهمون بأنهم عبارة عن مليشيات متطرفة، والحوثيون متهمون بأنهم مليشيات متمردة وعميلة، والشباب المستقلون متهمون بأنهم مجاميع مندسة في الساحة، وكأن كل من الساحة إما متطرف أو عميل أو مندس. هل هذه هي الثورة التي ضحى من أجلها المئات من الشهداء بدمائهم، وهل هؤلاء هم الثوار الذي عاهدوا شهداء الثورة على الوفاء لدمائهم..؟! إذا كانت هذه هي الثورة، فدعونا نهتف برحيل الشعب اليمني العميل والمتطرف والمندس والمخرب، والغبي الذي لا يفقه معنى التعايش..