هزت انفجارات عدة مدن سورية اليوم الاحد قبل ان تفتح مراكز الاقتراع ابوابها امام الناخبين للادلاء بأصواتهم في استفتاء على دستور جديد سيبقي الرئيس بشار الاسد في السلطة حتى عام 2028. وابلغ نشطاء في مجال الدفاع عن حقوق الانسان عن وقوع انفجارات في حمص وحماة ودير الزور ودرعا ومدن اصغر تعد من مراكز الانتفاضة المندلعة منذ قرابة عام ضد حكم اسرة الاسد الذي مضى عليه اربعة عقود. وقال التلفزيون السوري ان التصويت بدأ بشأن الاستفتاء على الدستور الذي يقول الاسد انه سيؤدي الى اجراء انتخابات برلمانية متعددة الاحزاب خلال ثلاثة اشهر لكن معارضيه يرون انه مزحة سخيفة بالنظر الى العنف الذي يجتاح البلاد. وقال الناشط عمر من منطقة بابا عمرو التي يسيطر عليها المعارضون في حمص انه لن يدلي احد بصوته وان هذا دستور اعد وفقا لاهواء بشار في الوقت الذي يتعرض فيه الناس للقصف والقتل. واضاف ان اكثر من 40 شخصا قتلوا يوم السبت ثم يريدون من الناس ان يدلوا بأصواتهم في استفتاء. وذكرت الشبكة السورية لحقوق الانسان ان قوات الامن قتلت 100 شخص على الاقل في سوريا يوم السبت بينهم ست نساء وعشرة اطفال. وتقول الحكومة السورية المدعومة من روسيا والصين وايران والتي لم تردعها الضغوط الغربية والعربية عن وقف المذبحة انها تقاتل "مجموعات ارهابية مسلحة" مدعومة من الخارج. وتسبب هجوم القوات السورية على حمص في ايجاد اوضاع مروعة للمدنيين والمعارضين. فقد اظهر تسجيل مصور على موقع يوتيوب طبيبا في مستشفى مؤقت في بابا عمرو يدعى محمد المحمد وهو يحمل صبيا عمره 15 عاما اصيب بشظية في رقبته وهو يبصق دما. وقال الطبيب الذي عالج ايضا صحفيين غربيين اصيبوا في المدينة انه حتى ساعة متأخرة من الليل مازالت بابا عمرو تقصف واضاف "لا نستطيع ان نفعل شيئا لهذا الصبي." وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر انها ما زالت عاجزة عن اجلاء مدنيين من حي بابا عمرو المحاصر. واضافت اللجنة ان مفاوضاتها مع السلطات السورية وجماعات المعارضة في حمص "لم تسفر عن نتائج ملموسة." وقال المرصد إن تسعة سوريين قتلوا الأحد إثر إطلاق نار كثيف وقذائف في حيي الحميدية وبستان الديوان في حمص، كما قتل ثلاثة مواطنين آخرين في إطلاق نار وقذائف على أحياء أخرى. وأضاف المرصد " قتل أربعة من القوات النظامية بينهم ضابط اثر اشتباكات في حي الحميدية بين القوات النظامية ومجموعة منشقة". وفي درعا ، قتل ثلاثة من عناصر الأمن في استهداف سيارتهم خلال اشتباكات بين القوات النظامية السورية ومجموعات منشقة في المدينة. كما قتل جنديان في مدينة داعل في درعا في اشتباكات مستمرة منذ الصباح. وقتل ثلاثة أشخاص آخرون برصاص القوات السورية في مناطق مختلفة في محافظة درعا، في ظل اشتباكات عنيفة بين قوات النظام ومجموعات منشقة. 16 سنة قادمة متاحة لبشار ورغم العنف في المحافظات في انحاء سوريا مضى الاستفتاء قدما في مناطق اهدأ. وسيحذف الدستور الجديد في حالة اقراره مادة تجعل من حزب البعث الحاكم قائد الدولة والمجتمع وسيسمح بالتعددية السياسية وسيقصر الفترات الرئاسية على فترتي ولاية مدة كل منها سبع سنوات. لكن هذه القيود لن تطبق بأثر رجعي وهو ما يعني الان ان الاسد الموجود في السلطة بالفعل منذ 11 عاما قد يخدم لفترتين تاليتين بعد انتهاء ولايته الحالية في 2014. واصطف عشرات الاشخاص للادلاء باصواتهم في مركزين للاقتراع زارهما صحفي من رويترز في دمشق. وقال بسام حداد مدير احد مراكز الاقتراع في العاصمة دمشق "التصويت منذ البداية فاق التوقعات. يمكننا القول انه تجاوزها بنسبة 200 في المئة." وقال ناخب اخر يدعى ماجد الياس "هذا واجب وطني وسواء وافقت ام لا يتعين علي ان اتي وادلي بصوتي ...انا اوافق على مسودة الدستور وان كنت اعترض على بعض بنودها. على كل سوري ان يركب موجة الاصلاح لتحقيق ما يريد." ويدعو النشطاء المعارضون للاسد الى مقاطعة استفتاء يرونه عديم الجدوى. وقالوا انهم سيحاولون تنظيم احتجاجات قرب مراكز الاقتراع في دمشق والضواحي التي طردت القوات النشطاء منها الشهر الماضي. وقال البعض ان قوات الامن اوقفت اشخاصا غامروا بالخروج لشراء طعام في حمص وصادرت بطاقات هوياتهم الصادرة من وزارة الداخلية وابلغت ان بامكانهم استرداد هذه البطاقات في مراكز اقتراع معينة اليوم الاحد. وقال الناشط محمد الحمصي انهم يريدون اجبار الناس على التصويت فيما وصفه بالاستفتاء المزيف بأي طريقة كانت. وهذا هو ثالث استفتاء تجريه سوريا منذ آلت لبشار السلطة عن والده الراحل قبل 12 عاما. فقد نصبه الاستفتاء الاول رئيسا عام 2000 بنسبة موافقة رسمية بلغت 97.29 في المئة اما الثاني فقد جدد فترة رئاسته سبع سنوات في وقت لاحق بنسبة موافقة بلغت 97.62 في المئة.