سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نكسة \"دوفس\" تخلف اكثر من 200 ضحية من الجيش اليمني محلل عسكري : انتكاسة دوفس تقف خلفها مصالح سياسية وشخصية، وهي كارثة سيدفع ثمنها الجيش اليمني مستقبلا
سقط أكثر من 200 جندي يمني، بين قتيل وجريح وأسير، منذ أمس الأحد حتى الان \"جراء المعركة الطاحنة بين قوات الجيش وعناصر تنظيم القاعدة في منطقة \"دوفس\" بمحافظة ابينجنوب اليمن. وقالت مصادر طبية متفرقة تعمل في مستشفي باصهيب وعبود العسكريين بمحافظة عدن فى تصريحات لوكالة أنباء ((شينخوا)) مساء اليوم إن عدد القتلى في صفوف الجنود ارتفع إلى 85 جنديا وان أكثرمن 60 جريحا سقطوا في المعارك التي تدور في منطقة دوفس في محافظة ابين منذ يوم أمس الأحد\". وأكدت المصادر الطبية ان عددا من الجنود الذين يتم استقبال جثثهم تم قتلهم \"ذبحا\" من قبل عناصر القاعدة.. وان حالة عدد من المصابين \"خطرة للغاية\". وفي سياق متصل يواجه الموت حاليا أكثر من 60 جنديا يمنيا،تم أسرهم في أيدي القاعدة جراء المعارك، حسب مسئول محلي. وأوضح المصدر لوكالة ((شينخوا)) أن عدد الأسرى من الجنود في أيدي القاعدة بلغ منذ أمس وحتى مساء اليوم أكثر من 60 جنديا، وأنهم يحتجزونهم جميعا خلف أسوار إحدى الشركات في مدينة جعار. وأكد المصدر ان عناصر التنظيم عرضت على الجنود اليوم (الاثنين)، عدة شروط منها، إعلان التوبة، ومبايعة الأمير على السمع والطاعة، والانخراط في صفوف من أسموهم (المجاهدين)، او الخيار الآخر وهو قتلهم \"ذبحا\". وكانت مصادر عسكرية كشفت ل((شينخوا)) في وقت سابق اليوم، إن \"عناصر القاعدة باغتت قوات الجيش فجر الأحد من عدة اتجاهات، وتسلل العشرات منهم إلى معسكر اللواء 39 مدرع، وقاموا بذبح الجنود وهم نيام\".. مشيرة إلى ان عددا من جثث الجنود والجرحى لا تزال ملقاة في مناطق المعارك، ولم تتمكن القوات من انتشالها بسبب شدة المعارك. وتشير أصابع الاتهام ان مصالح سياسية وشخصية تقف وراء هذه لنكسة التي تعرض لها الجيش اليمني. وقال المحلل العسكري اليمني حامد أبو البدرين، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن انتكاسة دوفس تقف خلفها مصالح سياسية وشخصية، وهي كارثة سيدفع ثمنها الجيش اليمني مستقبلا. وأضاف \"أن الانتكاسة الكبيرة التي مني بها الجيش اليمني في دوفس قد لا تكون الاخيره في ظل وجود خلافات بين القيادات العسكرية المنقسمة في البلاد، مالم تبدأ القيادة السياسية حالا بإعادة هيكلة الجيش وحل الانقسام القائم\". وتابع \"هناك تغليب للمصلحة الشخصية والذاتية على المصالح الوطنية، وهناك خلافات وتصفية حسابات تقف خلف هذه الكارثة التي تعرض ويتعرض لها الجنود في دوفس\". وأوضح أبو البدرين أن الهجوم المباغت على قوات الجيش والاستيلاء على العتاد العسكري وقتل واسر إعداد كبيره من الجنود لم يأتي من محض الصدفة بل من المؤكد، سبق له إعداد وترتيب وتنسيق وقد لا استبعد او أبالغ ان قلت ان هذا التنسيق قد يكون مع من فقدوا مصالحهم او مراكزهم في هذه المنطقة العسكرية الهامة\". وأشار المحلل العسكري اليمني أنه ومن بعد القرارات الجمهورية الأخيرة والتي نصت على نقل واستلام مهام عسكريه جديدة لعدد من القادة العسكريين، جاءت هذه العملية. واعتبر أبو البدرين أن العملية النوعية لمقاتلي القاعدة أكسبتهم معنويات عاليه وخاصة بالنظر إلى حجم الخسائر في صفوف القوات الحكومية وبالنظر أيضا إلى حجم العتاد العسكري الذي تم الاستيلاء عليه، وبالمقابل سيكون لهذا الحدث تأثير سلبي على معنويات مقاتلي الجيش والذي قد يؤدي الي تسليم او استسلام او رفض او تمرد او هروب لبعض الوحدات في خط التماس. وكان صدر قرار جمهوري الخميس الماضي بتعيين اللواء مهدي مقولة نائبا لرئيس هيئة الأركان العامة للقوى البشرية، كما صدر قرار جمهوري بتعيين اللواء سالم علي قطن قائدا للمنطقة الجنوبية واللواء (31) مدرع. وكان اللواء مهدي مقولة هو أحد أهم الرموز والقيادات العسكرية المعروفة بولائها المطلق للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الأمر الذي اعتبره مراقبون عسكريون بمثابة \" قرار إقالة بحقه وخطوة جريئة للرئيس اليمني الجديد عبدربه منصور هادي\". هذا ويسود الشارع اليمني اليوم سخطا واستياء شديدين جراء العملية التي أزهقت فيها أرواح عشرات الجنود من القوات المسلحة وبشكل جماعي، وطالب أهالي الضحايا بالتحقيق في المجزرة التي ارتكبت بحق أبنائهم. وقال بيان صادر عن أهالي الضحايا، تناولته وسائل إعلام محلية يمنية، إن أهالي الضحايا طالبوا من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بالتحقيق في أسباب المجازر التي ارتكبت بحق أبنائهم المرابطين في دوفس والعمل على إطلاق سراح الأسرى الذين سقطوا في أيدي تنظيم القاعدة. كما طالب البيان، من الرئيس هادي سرعة إقالة وزيري الدفاع والداخلية، مؤكدين بأنهم لن يسكتوا تجاه ما حدث، مالم تقدم الأطراف المسئولة والمتورطة إلى المحاكمة العادلة. وفي السياق ذاته، قال الصحفي اليمني القريب من الأحداث في مدينة عدن، باسم الشعبي، ما حدث في \"دوفس\" جريمة وعبث حقيقي بارواح الناس، وهي معركة قذرة تقف خلفها قوى داخلية. وأوضح الشعبي لوكالة ((شينخوا)) ما حدث هي معركة قذرة، متورطة فيها قوى داخلية هدفها الابتزاز وإبقاء الوضع تحت سيطرتها. وتابع \"على شباب الثورة أن يضغطوا باتجاه إجبار الرئيس هادي بعمل حلول لهذه المهازل لأنها تستنزف من قدرة البلد وإمكاناته في التوجه نحو المستقبل، مشيرا إلى أنه لن يكون لليمن اي مستقبل مشرق في ظل هذه الممارسات القذرة من قبل بعض القوى الداخلية التي ترى مصلحتها مقدمة على مصلحة الوطن\". إلى ذلك أكد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عزم بلاده على مواجهة الإرهاب بكل قوة ومهما كان الأمر وأكد هادي لدى استقباله اليوم وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المملكة المتحدة أليستر بيرت، بقوله: إننا عازمون على مواجهة الإرهاب بكل قوة ومهما كان الأمر وسنواصل ملاحقته حتى أخر مخبأ. واستعرض هادي، طبيعة المواجهات التي جرت مع التنظيم الإرهابي والتي احتدمت بصورة اكبر خلال العام الماضي 2011 وأوال العام 2012 عندما استغل هذا التنظيم الأوضاع المتأزمة في اليمن ودفع بقيادات وعناصر من مختلف الدول العربية والإسلامية إلى بعض المناطق في اليمن وخصوصا محافظة أبين بهدف إعلان إمارة إسلامية هناك وتمت مواجهته بكل قوة من قبل الجيش واللجان الشعبية والمواطنون الشرفاء ومني بخسارة فادحة، (حسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ). وأكد الرئيس اليمني إن المواجهة القوية ستستمر حتى دحر أخر إرهابي سواء من محافظة أبين أو غيرها مشيرا إلى المشكلات الاقتصادية التي تعتبر من ابرز أسباب انخراط البعض من المغرر بهم في تنظيم القاعدة. وتشهد محافظة ابين مواجهات منذ سيطرة عناصر تنظيم القاعدة على معظم مدن ومناطق المحافظة في مايو 2011.