دعت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، الحكومة الهندية للانتصار لمبادئ المهاتما غاندي، من خلال مساندة النضالات السلمية غير العنيفة التي تشهدها دول الربيع العربي، ودعم الجهود الدولية للضغط على نظام بشار الأسد للاستجابة لدعوات الجامعة العربية بالحوار والاستجابة لمطالب شعبه المشروعة في التغيير. جاء ذلك خلال محاضرة ألقتها كرمان في نيودلهي أمس بمناسبة الاحتفال بذكرى المناضل الهندي جاجيفان رام، والد ميرا كومار رئيسة البرلمان الهندي، الذي حضرته رئيسة البرلمان، وعدد من الوزراء وأعضاء البرلمان الهندي وشخصيات حزبية وحقوقية، حيث قالت كرمان بأن المهاتما غاندي هو ملهم النضال السلمي وصاحب الماركة المسجلة لاختراع برامج النضال غير العنيف من أجل التغيير والإصلاح, لافتة إلى أن شباب الربيع العربي استلهموا من روحه ونضاله وهم يفجرون ثورتهم السلمية التي أذهلت العالم. وأشادت كرمان بالدور النضالي لرام من أجل المساواة والحرية ومكافحة التميز بين الهنود, مثمنة الانجازات التي حققها لصالح فئة المنبوذين، والتي تمثل ثلث سكان الدولة الهندية، والذين بفضل نضالات والد ميراكومار شغلوا مناصب عليا في الدولة لأول مرة في تاريخ الهند, مشيرة إلى أن ما حققه من انتصارات في مكافحة التميز تجعله في مصاف العظماء التاريخيين على المستوى الإنساني وليس التاريخ الهندي فقط. وأضافت كرمان: «بأننا لا نستلهم من الهند، التي تعتبر أكبر ديمقراطيات العالم وأعرقها وأعمقها تعايشا وأشدها تنوعا وتعددا، نضال مؤسسها غير العنيف المهاتما غندي بل نستلهم أيضا تنوعها وتعددها المتعايش والمتعاون والمتشارك والمتكامل». وأكدت كرمان بأن الإرهاب والاستبداد وجهان لعملة واحدة وأن هناك مصالح استراتيجية وصفات مشتركة تجمع الدكتاتور بالإرهابي فكل مستبد إرهابي وكل إرهابي مستبد وكلاهما يغذي الآخر ويوظفه لخدمة أهدافه وضرب خصومه، حيث يستمد الارهابي شرعيته من وجود المستبد، في حين يستمد الدكتاتور مبررات بقاءه من وجود الارهابي. وأشارت كرمان إلى أن ثورات الربيع العربي الحاضرة والقادمة أتت وستأتي استجابة لحاجة الشباب العربي الملحة لدولة المواطنة المتساوية التي يجد فيها حريته وكرامته وحقوقه المتساوية دون تمييز. وأوضحت كرمان بأن دول الربيع العربي يجمعها قاسم مشترك هو أن كرامة المواطن فيها غائبة وحريته معدومة وحقوقه مغتصبة من قبل حكام ومستبدين أحالوا الوطن خلال عقود من حكمهم إلى مجرد مزرعة أو متجر خاص بالرئيس وعائلته. وتابعت كرمان: «إن ثوراتنا السلمية التي أشعلناها بشجاعة أسطورية والتزام أخلاقي في كل بلدان الربيع العربي أتت استجابة لحاجات داخلية ملحة وليست نتيجة لإملاءات خارجية، ولم تأت نتيجة لإرادات ومؤامرات إقليمية ودولية كما يدعي بقايا النظام وشبكات محسوبياتهم وأنصارهم الدوليون المتوجسون من الربيع العربي القابل للاستنساخ والمحاكاة والتصدير إلى كل أصقاع العالم الذي يعاني شبابه من الاقصاء والظلم والحرمان». وقالت كرمان: «ما يميز ثورات الربيع العربي عن الثورات التحررية التي شهدتها المنطقة قبل عقود هي أن الشباب يعلمون مراحل ثورتهم، إنهم يعلمون ما يريدون.. يعلمون أن ثوراتهم لا تنتهي بإسقاط الدكتاتور بل تبدأ بإسقاطه». وقالت كرمان: «إن من حق أي تيار يمين او يساري إسلامي أو علماني أن يصل إلى السلطة وأن يتولاها في أي انتخابات تقام بعد الدكتاتور». وأضافت كرمان: «إن صعود الإسلاميين إلى الحكم هو الوسيلة الوحيدة لتجريب الشعوب لهم واختبارهم»، مطالبة بتقييمهم على أساس نجاحهم في إدارة البلاد برشد يفضي إلى تحقيق الحياة الكريمة وليس بناء على الموقف الديني والحق الإلهي، وأشارت إلى أن علينا أن نساندهم أو نسحب الثقة منهم بناء على نجاحهم في الحكم وليس بناء على جلسات الدعوة وحلقات الإرشاد والوعظ الديني. من جهتها أشادت رئيسة مجلس البرلمان ورئيسة منظمة مكافحة السيدة ميرا كومار في كلمتها التي ألقتها بالاحتفال بذكرى والدها بالدور النضالي الذي قامت به كرمان. وقالت: «فهمت اليوم لماذا منحت هذه الجائزة فأنت شجاعة وموهوبة وأنت تستحقين بجدارة جائزة نوبل للسلام».