قتل ما لا يقل عن 26 شخصا عندما اقتحمت قوات الامن العراقية ساحة اعتصام لسنة مناهضين للحكومة قرب كركوك اليوم الثلاثاء مما اثار معركة بالاسلحة النارية بين قوات الامن ومحتجين تهدد باشعال التوترات الطائفية في البلاد. وهذه ادمى اشتباكات منذ ان بدأ الاف السنة احتجاجات في ديسمبر كانون الاول للمطالبة بانهاء ما يعتبرونه تهميشا لطائفتهم من قبل حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يرأسها شيعة. وقالت وزارة الدفاع العراقية ان القوات لم ترد الا بعد ان تعرضت لاطلاق نار من مسلحين في ساحة الاعتصام في ميدان عام في الحويجة قرب كركوك التي تبعد 170 كيلومترا شمالي العاصمة. وقالت الوزارة في بيان انه عندما بدأت القوات المسلحة في فرض تطبيق القانون باستخدام وحدات قوات مكافحة الشغب قوبلت باطلاق نار كثيف. ولكن زعماء الاحتجاج قالوا انهم كانوا غير مسلحين عندما اطلقت قوات الامن النار خلال المداهمة التي وقعت في الساعات الاولى من صباح يوم الثلاثاء. وقدم المتظاهرون والمسؤولون المحليون روايات متضاربة لعدد الضحايا لكن وزارة الدفاع قالت ان 20 شخصا قتلوا في ساحة الاعتصام كما قتل ثلاثة ضباط. وقالت ثلاث مصادر عسكرية على الاقل ان عدد القتلى بلغ ستة جنود و20 متظاهرا. وقال طالب كان يشارك في المظاهرات "عندما داهمت القوات الخاصة الميدان لم نكن مستعدين ولم تكن معنا اسلحة لقد سحقوا بعضنا بمركباتهم." ومنذ مغادرة اخر جندي امريكي في ديسمبر كانون الاول عام 2011 تواجه الحكومة العراقية ازمة بشأن كيفية تقسيم السلطة فيما بين الشيعة والسنة والاكراد. ويتهم منتقدون المالكي بالاستحواذ على السلطة على حسابهم. ويقول سنة كثيرون انهم تعرضوا للتهميش منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003 واطاح بصدام حسين السني وسمح للاغلبية الشيعية بالفوز بالسلطة من خلال انتخابات. وتفجرت احتجاجات السنة في ديسمبر كانون الاول بعد ان اعتقلت قوات الامن الحراس الشخصيين لوزير المالية العراقي السني في اطار عملية لمكافحة الارهاب رفضها الزعماء السنة بوصفها جزءا من قمع سياسي لخصوم المالكي. وحاول المالكي تخفيف الاحتجاجات بعرض بعض التنازلات بشأن اصلاح قوانين مكافحة الارهاب الصارمة وقانون يستهدف الاعضاء السابقين في حزب البعث المحظور الذي كان يتزعمه صدام وكلاهما يخشى السنة من استخدامه بشكل جائر لاستهدافهم. ولكن زعماء الاحتجاج والساسة السنة منقسمون بعمق على انفسهم بشأن كيفية ادارة العلاقات مع الحكومة مع مطالبة المعتدلين الذين يعملون الى جانب المالكي والزعماء السنة الاكثر تشددا بتنحي الزعيم الشيعي. ويقول مسؤولون امنيون ان جناح القاعدة في العراق يحاول استغلال احباط السنة العراقيين. وصعد تنظيم دولة العراق الاسلامية التابع للقاعدة هجماته هذا العام في محاولة لاثارة مواجهة واسعة النطاق بين السنة والشيعة في العراق.