شنَّ الكاتب المصري فهمي هويدي هجومًا حادًّا على الإعلام المصري؛ لتعميته على جولة مثمرة لرئيس الحكومة هشام قنديل في السويس، حقق خلالها إنجازات وصفها بالرائعة التي تستحق الإشادة، متهماً الإعلام بمحاولة مسخها وإطفاء بهجتها. وانتقد هويدي خلال مقالة له في صحيفة الشروق موقف الصحف المصرية من الزيارة، حيث أبرزت صحيفتان في عناوين صفحتيهما الأوليين أن النشطاء قد استقبلوا قنديل في السويس بالملابس الداخلية، وركزت بقية الصحف على كلام رئيس الوزراء عن التعديل الوزاري وصندوق النقد الدولي، أما الجانب المضيء في الجولة فلم يكن محل اهتمام منها. وأبرز الكاتب الشهير خلال مقالته إنجازات هشام قنديل التي حققها في زيارته يوم السبت الماضي، كان على رأسها افتتاح أحد المشروعات الكبرى بخليج السويس، وهو مصنع للفيبرجلاس أقامه الصينيون هو الأول من نوعه في العالم العربي والثالث في العالم، من حيث الحجم والطاقة الإنتاجية، ويفترض البدء في إنتاج المرحلة الأولى منه في أغسطس القادم. وذكر هويدي أن تكلفة المرحلة 220 مليون دولار، وستوفر 1300 فرصة عمل 80٪ منها لأبناء السويس. وأشار إلى أن المشروع كان متفقًا عليه منذ عام 1997، وظل متعثرًا طول الوقت، إلا أنه لم يتحرك ويتحول إلى واقع إلا بعد زيارة الرئيس محمد مرسي لبكين في شهر أغسطس من العام الماضي، وهذا الإنجاز الذي تمَّ شجَّع الدكتور قنديل على الاتفاق مع شركة «تيدا» الصينية على تولي تطوير وتجهيز منطقة أخرى مساحتها ستة كيلو مترات مربعة لجذب استثمارات قدرت بملياري دولار؛ تستوعب 16 ألف فرصة عمل مباشرة، و40 ألف عمالة غير مباشرة، وينتظر أن تحقق مبيعات تتراوح بين 10 و12 مليار دولار خلال عشر سنوات. وتابع الكاتب المصري: "إضافة إلى هذا وذلك، افتتح الدكتور هشام قنديل مركزًا كبيرًا لخدمة الشباك الواحد للمستثمرين، أقامته الصين بتكلفة وصلت إلى 20 مليون جنيه، لكي ينجز المستثمر كل معاملاته من مكان واحد، بحيث لا يتوه في دوامة الإجراءات البيروقراطية". وأضاف أن "عملية تنشيط وتفعيل المنطقة الصناعية بالسويس تشكل أحد أضلاع حلم التنمية الذي يستهدف تحويل محور القناة إلى ورشة عمل كبرى تحدث نقلة بعيدة في الاقتصاد المصري. وللمحور ضلعان آخران يتمثلان في منطقة وادي التكنولوجيا وشرق التفريعة الذي يقام شرق بورسعيد، والثلاثة يستثمرون ويخدمون الممر المائي للقناة الذي ستعبره 20٪ من تجارة العالم. في حين لا تتوفر على ضفتيه أية خدمات، بحيث أن أية سفينة مارة فيه تحتاج إلى إصلاحات أو إلى تموين فإنها يجب أن تتجه إلى دبي لتستوفي احتياجاتها، وطوال السنوات الماضية لم تكن مصر تفعل شيئًا سوى تحصيل رسوم المرور التي تبلغ 5 مليارات دولار سنويًّا، في حين أن توفير الخدمات وتنفيذ بعض المشروعات الصناعية على جانبي القناة يضاعف ذلك الرقم عشرين مرة على الأقل خلال عشر سنوات". كما تحدث هويدي عن إنجاز آخر لقنديل تمثل في النجاح الذي حققه محصول القمح هذا العام؛ حين حقق رقمًا غير مسبوق في إنتاجه يقدر بنمو 9.5 مليون طن مع التحفظ الشديد، بزيادة 25٪ عن إنتاجية العام الماضي، هذه الكمية تلبي 70٪ من احتياجات السوق المحلية، في حين أن المنتج من القمح في السنوات السابقة كان لا يلبي أكثر من 40 أو 50٪ من حاجة السوق. وأشار إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل تغيير السياسات التي اتبعتها وزارة الزراعة؛ بحيث رفعت أسعار شراء القمح من الفلاحين كما فتحت فترة توريده، الأمر الذي شجع المزارعين على التنافس في إنتاجه، ومعلوم أن مافيا النظام السابق كانت تحارب التوسع في زراعة القمح وتشجيع الاستمرار في استيراده من الخارج لما يحققه من ذلك لها من مزايا وعمولات. وعقب الكاتب السياسي على موقف الإعلام المصري من تلك لزيارة وغضه الطرف عما حوته من إنجازات بقوله: "لا تفسير عندي لهذه المفارقة المحزنة سوى أن الإعلام في مصر ابتلى بعد الثورة بالنشطاء الذين أسقطوا المهنة من حسابهم وانخرطوا في السياسة من باب المعارضة. وليتها كانت معارضة متوازنة تنحاز إلى الوطن وتميز بين الخطأ والصواب، لأنها تحولت إلى معارضة طفولية أو مراهقة لم تعد ترى الواقع إلا من خلال النظارات السوداء التي ثبتتها فوق الأعين، لكي لا تشاهد إلا كل ما هو بائس وكئيب ومحبط".