حذر الشيخ د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا مما يقوم به الإسرائيليون نحو مزيد من الحفريات في ساحات المسجد الأقصى، ومن تغيير يحدثونه على الأرض، وسط صمت عربي وإسلامي؛وقال :" من الواضح أن الإسرائيليين انتقلوا من النظريات إلى مرحلة البناء على الأرض وهذا ما يحصل الآن". و يعتقد د. صبري أن ما يجري من سيطرة على العقارات حول المسجد الأقصى، واستمرار الحفريات في باب المغاربة يمهد بالفعل لترجمة نظريات بناء الهيكل واقعا على الأرض، محذرا من خطورة ما يجري. في حين عبر د. أحمد أبو حلبية، مقرر لجنة القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني عن تخوفه من المحاولات المتتالية التي يقوم بها متطرفون يهود بتعليق ما يسمونه الوصايا العشرة على باب المغاربة؛ وقال: إن هذه الخطوة تهدف بالأساس إلى تهويد المدينة المقدسة. مطالباً بضرورة وقوف كافة القوى والفصائل الفلسطينية في خط الدفاع الأول عن المسجد والأمة العربية والإسلامية لوضع حد لمثل هذه المحاولات المتكررة التي يقوم بها اليهود ضد مسري المسلمين وقبلتهم الأولي. أبدى الفلسطينيون مخاوفهم من قيام متطرفين يهود بإلصاق ما يسمونها الوصايا العشر على مدخل باب المغاربة أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى وينظر مسئولو الأوقاف الإسلامية في القدس بخطورة المرحلة القادمة وما يخطط له هؤلاء المتطرفون من خلال محاولتهم تلك التي قد تشكل بداية لتنفيذ نظرية من أربع نظريات وضعوها لبناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى المبارك . حيث صدر مؤخرا في إسرائيل كتاب يعرض بالتفصيل نظريات ممكنة التحقيق لبناء الهيكل ويلقى هذا الكتاب رواجا كبيرا في أوساط المتطرفين اليهود وتقوم إحدى هذه النظريات على بناء عشرة أعمدة بعدد الوصايا العشر بلصق الحائط الغربي للمسجد الأقصى وبارتفاع يساوي ساحة المسجد الأقصى الحالية، وفوق هذه الأعمدة يقام بناء الهيكل، ومن هناك يتجه البناء إلى عامود مقدس يزعمون أنه موجود في ساحة الصخرة المشرفة. وفيما تنادي نظرية ثانية ببناء الهيكل قرب الحائط الغربي للمسجد الأقصى على نحو عمودي بحيث يرتفع بناء هذا الهيكل أعلى كثيرا من المسجد الأقصى على أن يتم ربطه مع ساحة المسجد من الداخل. أما النظرية الثالثة فتنادي ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى برمته بعد إزالته تماما, ولهذه النظرية أتباع ومؤيدون بل هناك تنظيمات يهودية عنيفة تنادي بإزالة المسجد الأقصى كان أخطرها التنظيم اليهودي الذي خطط في مستهل الثمانينيات لتفجير المسجد الأقصى بزعامة( يهودا عتصيوني)، في حين تتبنى جماعات أخرى مثل " أمناء جبل الهيكل "أراء متماثلة مع هذه النظرية، ويلتقي مع أهداف هذه الجماعات جمعيات استيطانية تشرف على تهويد القدس القديمة والسيطرة على عقاراتها. وتقترب هذه النظرية الثالثة كثيرا من واقع ما تقوم به سلطة الآثار الإسرائيلية في باب المغاربة من إزالة لتله باب المغاربة التاريخية،و من توسعة لساحة حائط البراق خاصة "مصلى النساء اليهوديات"، وما سبق ذلك من قيام سلطة الآثار الإسرائيلية من تفكيك كثير من العمارات الإسلامية وأهمها "دار الإمارة الأموية" حيث استخدمت حجارتها الضخمة في بناء حديقة إسمنتية، وتم الاحتفاظ بالكثير من هذه الحجارة في أماكن سرية لاستخدامها مستقبلا في بناء الهيكل حال شرع بذلك، حيث يزعم الادعاء الإسرائيلي بأن حجارة "دار الإمارة" هي من بقايا هيكلهم المدمر. و تجدر الإشارة إلى أن كتاب "أحلام اليقظة" يشمل على نظريتين أخريين لبناء الهيكل، إحداهما تبدو خيالية, ومستحيلة التطبيق يطلق عليها نظرية " الترانسفير العمراني " عبارة عن حفر مقطع التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمق كبير جدا ونقل المسجد كما هو خارج القدس، وإقامة الهيكل مكانه.