في آخر لحظة تراجع العراقي محمد ياسين الحميدي عن عملية خطف طائرة تابعة للخطوط الملكية الاردنية كانت قادمة من العاصمة اليمنية صنعاء، في رحلتها الاعتيادية الى عمان. وقام الشاب العراقي باعطاء رسالة الى المضيفة لتوصيلها الى كابتن الطائرة يقول فيها انه مكلف بخطف الطائرة وقتل الطيار وانه لا يريد القيام بهذا العمل لانه يحب الاردن ولا يريد القيام بأي عمل من شأنه إيذاء هذا البلد، بل يريد تسليم نفسه للجهات المختصة. وأعلن مدير عام سلطة الطيران المدني الاردني جهاد إرشيد ان الطائرة من طراز «ايرباص 310» هبطت في مطار الملكة علياء الدولي بسلام من دون اي مشاكل وتم تسليم الشخص الى الجهات الامنية المختصة. واضاف إرشيد ان ركاب الطائرة لم يشعروا بأي امر غير طبيعي على الاطلاق واستمرت عملية تقديم الخدمات لهم بشكل اعتيادي. وأوضح إرشيد انه تبين في التحقيق الاولي ان القنابل التي قال المكلف بخطف الطائرة الاردنية انه يحملها هي مزيفة وليست حقيقية. وذكرت مصادر سلطة الطيران ان الحميدي كان اخفى قنابل بدائية جدا مصنوعة من بطاريات وملفوفة بورق الصحف لاستخدامها في محاولة الاختطاف التي «كلف بها من جهات خارجية معادية». وأكد إرشيد ان الشخص الذي حاول اختطاف الطائرة الاردنية يدعى محمد ياسين الحميدي وانه عراقي الجنسية سلم نفسه للسلطات الامنية الاردنية. وأعرب الخاطف في الورقة التي سلمها للحرس عن اعتزازه بمواقف الاردن وانه خضع لضغوط شديدة من اجل خطف الطائرة، موضحا ان بحوزته عددا من القنابل. واضاف انه يريد التحدث الى الصحافة العالمية لفضح المجموعة التي تستغل الظروف الصعبة للعراقيين لتدفعهم للقيام باعمال الخطف. واضاف إرشيد أن الخاطف سلم نفسه دون ان يقوم بأي عمل ضد الطائرة التي وصلت الساعة الثامنة صباحا وسلم نفسه عن طيبة خاطر وانه الآن خاضع للتحقيق لمعرفة ما إذا كانت له علاقة مع الشاب العراقي الذي حاول اختطاف الطائرة القطرية مطلع الشهر الحالي. وأوضح المسؤول الاردني ان طاقم الطائرة تعامل «بكل احترام» مع الراكب العراقي الذي سلم نفسه طواعية لمسؤولي الامن في مطار الملكة علياء بعد هبوط الطائرة. وقال مدير سلطة الطيران المدني ان جميع ركاب الطائرة، غادروا الطائرة سالمين، مشددا على ان ما «حدث لم يكن على الاطلاق محاولة اختطاف حقيقية». واضاف ان السلطات الاردنية المعنية تواصل التحقيق في الحادثة لمعرفة «ملابساتها ودوافعها». وكانت مصادر مقربة من الطيران المدني قد ذكرت في وقت سابق ان الحميدي كتب ايضا في رسالته لقائد الطائرة انه تعرض لضغوط شديدة من اجل اجباره على القيام بمحاولة خطف الطائرة وقتل قائدها. واضافت المصادر ان قائد الطائرة بعد تلقيه الرسالة طلب من الركاب اسدال ستائر جميع نوافذ الطائرة واخبر سلطات مطار الملكة علياء بالامر فطلبت منه الهبوط في مدرج بعيد غير ذلك الذي كان مقررا ان يهبط فيه. وكانت طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية تقوم برحلة بين الدوحة وعمان تعرضت في 15 الشهر الحالي الى محاولة اختطاف فاشلة من عراقي كان يحمل سكينا وهبطت في السعودية، حيث سلمته السلطات الى قطر.