أهدى عدد من أوائل الثانوية العامة في البلاد تفوقهم العلمي إلى ضحايا اعتصام ميدان رابعة العدوية بمصر الذين سقطوا خلال فض الجيش المصري له في 14 أغسطس الجاري. وحرص أولئك الأوائل - عقب إعلان وزارة التربية نتائج الثانوية العامة وتصدّر أسمائهم قائمة الناجحين- على إهداء تفوقهم ل"شهداء رابعة العدوية" وهم يرفعون "شعار رابعة" صفحات بعض الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت. واكتسب "شعار رابعة" الذي يتشكل برفع أصابع اليد عدا الإبهام، والذي رفع في ميدان "رابعة العدوية" وسط العاصمة المصرية القاهرة، من قبل مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي احتجاجاً على "الانقلاب العسكري" الذي شهدته البلاد في 3 يوليو الماضي، شهرة واسعة وسرعة انتشار غطّت مساحة واسعة من دول العالم. وتنتمي أسماء التي درست الثانوية في مدرسة زيد الموشكي بتعز إلى أسرة متفوقة علمياً وتنوي دراسة هندسة الكمبيوتر إن حصلت على منحة حكومية مناسبة. وحول موقفها مما يجري في مصر ودافعها لإهداء تفوقها لضحايا رابعة عبًرت أسماء بالقول إنها "تشعر بإحساس مليء بالحرقة إزاء المجازر التي وقعت في رابعة التي أصبحت معلما للحرية والكرامة والثورة "، على حد تعبيرها. ووجهت الطالبة المتفوقة رسالة للمتظاهرين المؤيدين لعودة الرئيس المعزول حثتهم فيها على الصمود قائلة "إنكم ستنالون ما تريدون والنصر حليفكم في النهاية ". من جانبها قالت زميلتها في نفس المدرسة الطالبة سارة عبد الودود السامعي الحاصلة على المرتبة السادسة في القسم العلمي بالثانوية العامة على مستوى الجمهورية إنها كانت واثقة أنها ستكون من ضمن قائمة العشرة الأوائل وهي تأمل الالتحاق بإحدى كليات الطب من أجل أن تتخرج طبيبة أسنان تخدم بلدها. واعتبرت سارة تفوقها الدراسي جزءاً لا يتجزأ من "كفاح أمتها نحو التقدم والنهضة"، على حد قولها. وحول موقفها مما جرى في ميدان رابعة بمصر عبرت سارة عن حزنها إزاء "سفك الدماء فيه"، وقالت إن ميدان رابعة أصبح "رمزاً لكرامة أمة تتشبث بالحياة في مواجهة آلة الموت وقوى الظلام والتخلف العربي"، حسب تعبيرها. وأهدت سارة تفوقها إلى شهداء ثورة البلاد التي أطاحت بحكم صالح وكذلك لشهداء رابعة العدوية وثورة 25 يناير 2011 في مصر وشهداء الربيع العربي بشكل عام. وشهدت كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا احتجاجات شعبية أطاحت بقادة الدول الأربعة الأولى، فيما تحولت الثورة في سوريا إلى نزاع مسلح راح ضحيته أكثر من 100 ألف قتيل، بحسب تقديرات صدرت مؤخراً عن الأممالمتحدة. بالتوازي مع هذا أهدى الطالب عمر عبد اللطيف الحائز على المركز الرابع في الثانوية العامة على مستوى الجمهوريه تفوقه إلى "أسر ضحايا الانقلاب العسكري في مصرعلى حد قوله. كما أهداه نجاحه أيضاً إلى "الرئيس الشرعي والمنتخب لمصر محمد مرسي، كما رفع يديه بالدعاء على ما أسماهم "أعداء مصر ومن يسعون لإبقائها في قيعان الخراب والفساد والتخلف.