هاجم ثمانية انتحاريين الأحد مبنى قائمقامية بلدة راوة في محافظة الانبار غرب العراق ومركز الشرطة فيها، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مسؤولين محليين وخمسة اشخاص آخرين بينهم ثلاثة من الشرطة. وفي هجوم آخر الأحد، قتل ستة مدنيين واصيب سبعة اشخاص بجروح في هجوم بسيارة مفخخة وعبوة ناسفة استهدف موكب قائد شرطة الركة على بعد نحو 25 كلم جنوب سامراء (110 كلم شمال بغداد)، وفقا لمصادر أمنية وطبية. كما قتل شخص في هجوم نفذه مسلحون مجهولون على الطريق الرئيسي في منطقة المدائن (25 كلم جنوب بغداد) واصيب ستة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة على الطريق الرئيسي في الغزالية في غرب بغداد. ومنذ بداية شهر تشرين الاول/ اكتوبر الحالي، قتل في العراق اكثر من 440 شخصا في اعمال العنف المتفرقة، واكثر من 5150 منذ بداية العام 2013، بحسب حصيلة اعدتها فرانس برس استنادا الى مصادر امنية وطبية. ويشهد العراق منذ نيسان/ ابريل الماضي تصاعدا في اعمال القتل اليومي، وذلك في هجمات تحمل طابعا طائفيا متزايدا في بلاد عاشت نزاعا طائفيا داميا بين السنة والشيعة بين 2006 و2008. وفي تفاصيل هجوم راوة، قال الضابط برتبة نقيب محمد احمد الراوي لوكالة فرانس برس ان ثلاثة انتحاريين يرتدون احزمة ناسفة اضافة الى انتحاري رابع يقود سيارة مفخخة هاجموا مبنى قائمقامية راوة (270 كلم شمال غرب بغداد). واضاف ان انتحاريين اثنين يرتديان حزامين ناسفين وانتحاريا ثالثا يقود سيارة مفخخة هاجموا في وقت متزامن مبنى الشرطة القريب، بينما هاجم انتحاري ثامن يقود سيارة مفخخة حاجزا رئيسيا للجيش في مكان قريب. واوضح سهيب الراوي، عضو المجلس المحلي لراوة التي تبعد 75 كلم عن الحدود السورية، ان الهجوم وقع اثناء اجتماع المجلس المحلي، وان “الوضع لا يزال مربكا، والطائرات العسكرية تحوم فوق البلدة”. وقتل ثلاثة مسؤولين محليين كانوا يشاركون في الاجتماع، اضافة الى ثلاثة من عناصر الشرطة وطفل ومدني في هذه الهجمات، بينما اصيب قائمقام راوة عثمان تمير و27 اخرين، بحسب ما افاد النقيب الذي اشار ايضا الى سقوط عدد اخر غير محدد من الضحايا عند حاجز الجيش. وذكر النقيب الراوي أن حظرا للتجول فرض على منطقة راوة وعنه القريبة. واكد الطبيب وائل فوزي حصيلة ضحايا هذا الهجوم الذي وقع بعيد بدء الدوام الرسمي صباحا، عقب انتهاء عطلة عيد الاضحى. وفي ايلول/ سبتمبر الماضي، قتل سبعة من عناصر الشرطة العراقية ومدني في هجومين بالاسلحة الرشاشة وقذائف الهاون شنهما مسلحون مجهولون واستهدفا مركزين للشرطة في راوة وعنه. في هذا الوقت، اعلنت قيادة عمليات بغداد على لسان مدير اعلامها العقيد قاسم عطية “ضبط 74 صاعق تفجير وكمية كبيرة من عتاد البي كي سي، في منطقة الطارمية شمال بغداد”. ويعيش العراق منذ اجتياحه في العام 2003 على وقع اعمال قتل يومية، حصدت أرواح عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين. وكانت دراسة اعدها جامعيون في الولاياتالمتحدة وكندا بالتعاون مع وزارة الصحة العراقية ونشرت قبل نحو اسبوع، اشارت الى ان حوالى نصف مليون مدني عراقي قتلوا بين عامي 2003 و2011. وقد عادت إلى العراق مؤخرا اسماء تنظيمات مسلحة سنية وشيعية غابت عن مسامع العراقيين منذ الانسحاب الأمريكي نهاية العام 2011، وعلى راسها تنظيم “دولة العراق الاسلامية”، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، الذي غير اسمه إلى “الدولة الاسلامية في العراق والشام”. وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال في وقت سابق من الشهر الحالي ان “ما يتعرض له العراق هو مؤامرة كبيرة تهدف إلى خلق الفتنة والطائفية بين ابناء المجتمع الواحد”.