وصف الدكتور نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني والامين العام للحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان اليمني، ان جزء مما يجري في دماج وصعدة "لعبة سياسية"، مضيفاً "جرى إنتاج كثير من البؤر في هذا المجتمع لحماية النظام السياسي في مرحلة معينة وجرى توظيف - للأسف - "الفكر الديني" ولا أقول الدين، انا أقول الفكر الديني بمكوناته المختلفة، جرى توظيفه في الصراعات السياسية ولصالح أنظمة سياسية، شعر القائمون على النظام السياسي في مرحلة معينة انه لا أحد يستطيع أن يحمي كرسي النظام إلا بتفجير صراعات على قاعدة الفكر الديني في صيغته المذهبية او في صيغته التي ربما لم نصل اليها في اليمن وهي الصيغ الطائفية ذات البعد السياسي، عندما أخذت المذاهب يجري تفسيرها على قاعدة الحكم والسياسة، أخذت منحى طائفي، مع العلم انه في اليمن يفترض ان لا نتكلم ابداً عن الطائفية". واضاف نعمان في مقابلة مع قناة معين بث الجزء الأول منها الاسبوع الماضي، "الطائفية في اليمن محكومة بقاعدة جذرية، يعني جذرية ما يسمى بالأعراق، في اليمن نحن الحمد لله لا تحكمنا هذه الاعراق، عندما يجري توظيفها على أساس صراعات عرقية، في اليمن غير موجودة، لكن جرى استغلال التنوع المذهبي في اليمن، والتنوع المذهبي طبيعي، لكن يجري توظيف التنوع المذهبي بإستحضار التاريخ والاحقية في الحكم، .. هذه المسألة حسمت يوم 26 سبتمبر نهائياً واتفق الناس على نظام جمهوري واتفقوا الناس فيما بعد على ان الديمقراطية هي الطريق لإنتاج المواطنة المتساوية بين الناس، وان كانت لم تتحقق بسبب طبيعة الأنظمة السائدة وجرى توظيفها من قبل الأنظمة نفسها وليس من قبل حملة المذاهب، حيث جرى إنعاش الفكرة واستحضارها من داخل التاريخ لحماية النظام السياسي، لذلك انا أعتقد انه عندما نتحدث عن الصراع في صعدة او في غيرها، لابد ان يكون النظام السياسي المنتج لهذه المشكلة حاضر في العملية". وحول تمديد جلسات مؤتمر الحوار الوطني اوضح نعمان : ان التفاؤل كبير ان يأتي الناس مستوعبون المسئولية، لكنهم لم يكونوا مستوعبين حقيقة الركام الطويل من المشكلات التاريخية التي انتجتها الأنظمة السابقة، لدينا مشكلات حقيقية بكل معنى الكلمة، ولذلك انا أعتقد أن ما يجري الآن يجب أن لا يرهن او لا يجري رهنه على شهر او شهرين زياده او ناقص، هل نستطيع ان نصل الى دولة انتظرناها طويلاً؟ لا نبخل عليها بشهر او شهرين، ولذلك انا أعتقد انه مؤتمر الحوار في الوقت الحاضر يسير رغم بروز بعض الصعوبات، لكنه يعتبر المؤسسة الحديثة بين كل المؤسسات التي أنتجتها الأنظمة السابقة. وأوضح الدكتور ياسين "أن موارد البلاد يذهب جزء رئيسي منها لطبقة بعينها، وأن هذه الطبقة التي استأثرت بموارد البلاد واقتصادها هي وراء كل مشكلات هذا البلد، منوها إلى أن هذه الطبقة التي استأثرت بالسلطة والثروة "وراء مشكلة انتاج الحروب بصعدة، هي وراء مشكلة تحويل الوحدة في الجنوب الى مجرد هيكل خاوي بلا مضمون، هي وراء افساد الحياة السياسية والاجتماعية، داخل هذا البلد، علينا ان نبحث عن من وراء كل هذه المشكلات". وأضاف أمين عام الاشتراكي أن "السياسة لا تتحرك بمعزل عن المصالح الاقتصادية والاجتماعية، كل هذه الظواهر السياسية التي تنقلنا من حروب صعدة، الى مشاكل الجنوب، الى مشاكل التناقضات المختلفة، العنف، وراءها طبقة اجتماعية استأثرت بثروة البلد وأصبحت تحرك كل هذه التناقضات لحماية هذه المصلحة. وأشار الدكتور ياسين إلى أنه يجري الآن اعادة لملمة تحالف 94م - الوحدوي كما يقال - لإعادة انتاجه من جديد، بدلاً من أن نبحث عن مشروع سياسي لمواجهة الجنوب، الآن نعيد تحالف 94م لمواجهة الوضع في الجنوب باسم أن الوحدة خط أحمر واننا سنقاتل من اجل الوحدة. وقال أمين عام الاشتراكي اذا لم يخرج هذا المؤتمر بقانون فعال للعدالة الانتقالية، فانا اعتقد انه واحدة من الاسباب الرئيسية التي لن تقود او لن تؤدي الى نجاح المؤتمر لأنه انا في تقديري الشخصي موضوع العدالة الانتقالية أكثر أهمية من أي موضوع آخر، ولذلك محاولة تعطيل العدالة الانتقالية في اللحظة الراهنة، هو محاولة لتعطيل بناء الدولة. نص الجزء الأول من المقابلة