أقيم اليوم في بيت الثقافة بصنعاء، وبتنظيم من الهيئة العامة للكتاب حفل توقيع كتاب، "سياسة الإصلاحات الأمريكية في المنطقة العربية.. بين القيم والمصالح" للدكتور عبد الغني نصر الشميري". وفي مستهل الحفل أشاد رئيس الهيئة العامة للكتاب عبد الباري طاهر، بمحتوى الكتاب وبأهمية الموضوع، لكونه يتصل بالإصلاحات السياسية، قضية العصر، التي تعيشها الأمة العربية وما تزال تعيشها وربما إلى فترة زمنية طويلة. وشدد رئيس الهيئة العامة للكتاب، على ضرورة التأكيد بأهمية الكتاب، وبالكلمة التي تشكل البداية، والأبحاث والدراسات العلمية التي تعالج قضايا الأمة وتستشرف حاضرها ومستقبلها. وتحدث مؤلف الكتاب الدكتور عبدالغني الشميري، بكلمة ضمنها رؤيته والإطار المعرفي الذي حكم محتوى كتابه" سياسية الإصلاحات الأمريكية في المنطقة العربية.. بين القيم والمصالح.. وقال: إن السمة التي تهيمن على الموجة الإصلاحية التي تسود منطقتنا هي ثوريةٌ بامتياز، وأداتها المؤثرة شبابية تتقد حماساً، وتنبجس من روح الشباب الذين يعيشون الحلم بربيع ديمقراطي طال انتظار بدره وهلاله، يعزفون سيمفونية التغيير، ويتجشمون مخاطر المواجهات، ويقدمون أرواحهم قرابين على درب الحرية وربيع الأمل وتخضبوا بدمائهم لاستقباله العسير". وأضاف: "إلى قبل الموجة الإصلاحية التي حملها الربيع العربي، كان هناك مشروع جاء من خارج الحدود، من الغرب، يتغيّا الإصلاح الديمقراطي في منطقتنا، لكنه مشروع مثقل بالمصالح، وبالأولويات الاستراتيجية لصاحب المشروع وهو الغرب بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأكد الدكتور الشميري أنه حرص في كتابه على الالتزام بالموضوعية، وبمقتضيات المنهجية العلمية، التي تحكم كل باحث في أي حقل من حقول العلم والمعرفة.. وقال:" لم أكن أحتفظ بأية أحكام مسبقة أو تصور ذهني منغلق تجاه سياسة الإصلاحات الأمريكية، وما إذا كانت تصب فقط في خانة المصالح، دون أن يمنعني ذلك من إجراء نظرة فاحصة مكنتني من إدراك الأبعاد الانتهازية لبعض المضامين والأهداف والغايات التي حملها مشروع الإصلاح الديمقراطي الغربي في منطقتنا، حتى وإن تدثرت بلبوس الديمقراطية، وبقيم الحرية". ولفت المؤلف إلى أوضاع المنطقة العربية الثقافية ومؤسساتها الاجتماعية .. مبينا في هذا الصدد إنها تحتاج إلى إصلاح وتصويب لإخراجها من رتابة الجمود وآفة الاجترار القاتل للإبداع . وأشار الى أن المنطقة العربية بحاجة إلى التسلح بما يمكن تسميته بحاسة الوعي التاريخي الثاقب والباحث عن العبرة والاتعاظ، موضحا ان ذلك استدعى ان يخوض في هذا الكتاب بمصداقية وشفافية وجرأة في التشخيص والتحليل لتلمس مكامن الخلل وسبل الإجابة عليها بدلاً من الركون إلى القراءات الانطباعية التي جُبل عليها العقل العربي إلى حد كبير. ورأى الشميري أن الشواهد السياسية الأمريكية تجاه حراك الربيع الثوري المتقد في المنطقة بينت جنوح هذه السياسة ورغبتها الطاغية في تعظيم المصالح حتى لو كانت على حساب التضحية بالقيم والمثل الديمقراطية التي تسوق بها سياساتها.. لكنه أكد أنه تتبع بحرص بالغ في كتابه التطور الإصلاحي والإرهاصات الفكرية والسياسية التي رافقت تجربة الإصلاحات الطويلة لكي تكون الاستنتاجات علمية وموضوعية. وأوضح المؤلف أنه تناول تلك الإصلاحات في المنطقة بأبعادها المختلفة التي تتوزع بين القيم والمصالح وسعى إلى تفكيك الغموض الاصطلاحي للمفاهيم الجديدة التي تضمنها مشاريع الإصلاح الديمقراطي الآتية من واشنطن.