مرت نحو ثلاثة اعوام، واليمن تعيش انقطاعات متكررة، ومستمرة للتيار الكهربائي، بسبب الاعتداءات المتواصلة على خطوط نقل الطاقة من محطة مأرب الغازية، وعانت العاصمة صنعاء وسكانها الأمر ذاته دون ان تقدم وزارة الكهرباء اي حلول جذرية لمواجهة هذه الانطفاءات. وكان مسؤول في غرفة عمليات وزارة الكهرباء أوضح بداية نيسان (أبريل) الماضي أنه تم تسجيل 22 اعتداءً على الكهرباء منذ بداية العام الجاري مقدرا خسائر تلك الاعتداءات ب 52 بليون ريال يمني (242 مليون دولار أميركي). ويعتبر التحدي الأمني هو أحد أبرز التحديات الذي يواجه اليمن، حيث شهد أعمال عنف وتفجيرات وعمليات اغتيالات بشكل شبه يومي، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى في صفوف الجيش والأمن وسياسيين ورجال قبائل، إضافة إلى مواطنين ونشطاء تم استهدافهم من عناصر محسوبة على تنظيم القاعدة ومسلحين مجهولين. وبعد ان كانت المؤسسة العامة للكهرباء حذّرت في وقت سابق من "انهيار" المنظومة الكهربائية في ظل الاعتداءات المتكررة على خطوط الكهرباء، اعلنت أمانة العاصمة عن حل ربما سيحد من ظاهرة الانطفاءات المتكررة على العاصمة صنعاء. وأكد أمين العاصمة عبدالقادر هلال أن العاصمة صنعاء ستشهد في المدى القريب تغيير شبكة توليد الكهرباء لما من شأنه تخفيف المعاناة و تعزيز القدرة التوليدية وتجاوز حالة الانطفاءات المتواصلة والاختلالات التي تشهدها الشبكة. وقال هلال في تصريح صحفي: إنه تم الاتفاق مع وزارة الكهرباء والطاقة على إنشاء شبكة خاصة بالتوليد الكهربائي لأمانة العاصمة بعيدا عن محطة مأرب الغازية، للحد من الانقطاعات الكهربائية المتكررة، التي أدت إلى شلل في الحياة وتوقف العديد من الخدمات كالمصانع والمخابز وبعض وسائل النقل. وأشار إلى أن إنشاء شبكة كهربائية لأمانة العاصمة مهم جدا لتلافي ضعف الشبكات التي يعاني منها المواطنون التي تتسبب في إحداث خسائر وإتلاف الكثير من المعدات والأجهزة الكهربائية نتيجة الاختلالات التي تشهدها الشبكة والانطفاءات المتكررة. يذكر أن الاعتداءات المتواصلة على محطة مارب الغازية التي تؤدي إلى الانقطاعات الكهربائية المستمرة قد أثارت استياء شعبيا كبيرا في مختلف محافظات الجمهورية خاصة المناطق شديدة الحرارة وكذا تعرض الاقتصاد الوطني لخسائر فادحة .