يعاني اليمنيون من استمرار الانطفاءات المتكررة للكهرباء في معظم المدن اليمنية، حيث تستمر لساعات طويلة دونما حلول واقعية وجدتها الحكومة للتخفيف منها. وبين الحين والآخر، يُخيم الظلام الدامس على المدن اليمنية، ويحدث هذا منذ ثلاثة أعوام جراء الاعتداءات التي تتعرض لها خطوط نقل الطاقة الكهربائية في صنعاءومارب، وغالباً ما تستمر لأيام قبل إصلاح الأضرار، إضافة إلى انخفاض القدرة التوليدية للمحطات وفي مقدمتها "محطة مارب الغازية".
واعتاد اليمنيون على الانطفاءات اليومية من 4 إلى 6 ساعات يومياً خلال السنوات الماضية، إلا ان وتيرة الانطفاءات ارتفعت خلال الشهرين الماضيين لتصل إلى نحو 12 ساعة في اليوم.
وتتجاهل وزارة الكهرباء التوضيح للمواطنين عبر بلاغات صحفية تنشرها في وسائل الإعلام الحكومية، للتعريف بحقيقة ما يجري، لكن وسائل إعلام اكتفت بنشر تصريحات لمصادر داخل الوزارة تحدثوا عن السبب الرئيسي خلف الانطفاءات.
وقالت مصادر في تصريحات لوسائل الاعلام ان أزمة نقص مادة الديزل في البلاد، أوقفت محطات كهربائية في العاصمة صنعاء، وتسببت في زيادة ساعات الانقطاعات الكهربائية.
وأضافت ان أزمة مادة الديزل أوقفت العمل بنسبة كبيرة في محطات توليد الكهرباء ، إثر توقف شحن الكمية المخصصة من المادة للمحطتين.
وذكرت مصادر أخرى أن الوزارة اتفقت مع شركة النفط ووزارة النفط على توفير الكميات الكاملة للديزل، وأنها بالفعل وصلت إلى المحطات، لكن استمرار الانطفاءات يناقض تلك التصريحات.
وتعمل كثير من المحطات بالديزل، وانشئت في الماضي لتزويد المدن اليمنية بالكهرباء، قبل إنشاء محطة مارب التي تعمل بالغاز.
وحاول المصدر أونلاين التواصل مع وزير الكهرباء ومسؤولين داخل الوزارة لكنهم لا يجيبون على الهاتف.
وتكتفي وزارة الكهرباء بالتوقيع بين الحين والآخر على مذكرات تفاهم مع عدد من الدول والشركات الخارجية على توليد طاقة كهربائية بواسطة الغاز والفحم والطاقة الشمسية، فيما انتهت تلك المذكرات بتوقيعات بحبر على ورق.
وسبق لوزارة الكهرباء ان أعلنت عن بدء العمل بإنشاء في محطة معبر الغازية، لكنها سرعان ما تراجعت عن الإعلان وقالت ان هناك صعوبات لانشائها.
ووقعت اليمن مع الصين اتفاقية على انشاء محطات توليد الكهرباء بالفحم، كما وقعت قبل أيام على اتفاقية مع شركة هندية لبناء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية تعمل بالطاقة الشمسية تبلغ قدرتها 60 ميغاوات.
وتعقد وزارة الكهرباء مؤتمرات صحفية بين الحين والآخر للتعريف بالانجازات التي قامت بها من خلال توقيع مذكرات تفاهم مع دول وشركات خارجية، وتتحدث عن الصعوبات التي تواجهها، دون تقديم حلول على الواقع.
وورثت وزارة الكهرباء شبكة متهالكة ومحطات توليد تعمل كثير منها متجاوزة عمرها الافتراضي، عدا محطة مارب الغازية التي تتعرض لهجمات متكررة تُخرجها عن الخدمة.
وتخسر اليمن ملايين الدولارات جراء الاعتداءات على خطوط نقل الكهرباء، وكذا في تشغيل المحطات الكهربائية بمادة الديزل.