ساعات قليلة تفصل الجماهير المدريدية عن تحقيق حلم طال انتظاره، 12 عاماً هي المدة التي احتاجها الفريق الملكي للوصول إلى نهائي دوري الأبطال. ويبقى السؤال هل ينجح الفريق في الخطوة الأخيرة الليلة أمام أتلتيكو مدريد، الفريق المنتعش بفوزه بالدوري الاسباني وبموسم استثنائي وصل فيه إلى النهائي مخالفاً كل التوقعات بعدما تخطى عملاق انجلترا تشلسي وقبله المرعب الكتلوني برشلونة، لكن ما هو الفرق بين الريال وبرشلونة وما الذي يختلف به فريق العاصمة الأكبر عن العملاق الكتلوني. لا شك بأن برشلونة أحد أفضل الفرق في العالم من النواحي المهارية والتحكم بالكرة والتمرير الأرضي السلس ما يمكنه من الاستحواذ على الكرة أمام أي فريق كان، لكن أتلتيكو واجه ذلك الأسلوب بطريقتين من ابتكار سيميوني، الأولى هي التكتل الدفاعي في الخلف مع تضييق المساحات بين الصفوف عرضياً إضافة إلى اللعب ب4 لاعبين في خط الوسط الدفاعي ما جعل من مهمة الاختراق بالتمريرات الأرضية شبح مستحيل حيث توجب على ميسي ورفاقه تجاوز خط دفاع أول ومن بعده ثانٍ. الطريق الثانية هي الضغط العالي على الدفاع والوسط الدفاعي لبرشلونة، ما بدوره أجبر لاعبي البرسا على التشتيت وعدم بناء الهجمة كما يحب، ومع ضعف البرسا في الكرات الهوائية والالتحامات الجسدية نجح الأتلتيكو بتعطيل جميع مفاتيح لعب خصمه. أتلتيكو اعتمد في الشوط الأول على أسلوب التكتل الدفاعي ليضمن قدر المستطاع الحفاظ على نظافة شباكه مع الاعتماد على الهجمات المرتدة إن أتحيت، واستغل توفير طاقاته البدنية في الشوط الثاني ليتحول إلى الأسلوب المرهق جداً وهو الضغط العالي عند مناطق الخصم. الريال يختلف كثيراً عن برشلونة، فالأخير يتميز جداً بالهجمات الأرضية والمهارات كما تحدثنا، لكنه يفتقد لجوانب أخرى عديدة يمتلكها الريال، وهي الهجمات المرتدة السريعة والتسديد من خارج منطقة الجزاء والكرات الثابتة والرأسيات والقوة البدنية. وكما ذكرنا فإن الهجوم بالتمرير الأرضي والدخول من العمق أو إلى داخل منطقة الجزاء شبه مستحيل في الحالة التي يتبع فيها أتلتيكو الأسلوب الأول وهو التكتكل الدفاعي في الخلف واللعب بخطين دفاع، وهنا يمتلك الريال الحل بالتسديد من بعيد عن طريق رونالدو وبيل وحتى دي ماريا ومودريتش، إضافة إلى الحل الآخر وهو الكرات الثابتة سواءً المباشرة أو غير المباشرة أو الركنيات باعتبار أن الريال يمتلك لاعبين مثل رونالدو وبيل للكرات الثابتة وراموس وبيبي ورونالدو أيضاً للرأسيات. وأما في حال اختار أتلتيكو مدريد اللعب بالضغط العالي، فإنه سيجازف بذلك أمام مرتدات الريال السريعة جداً والتي يراها المحللون بأنها الأسرع والأفضل في العالم حالياً، كما يمكن للريال التخلص من ذلك الضغط عن طريق ارسال الكرات الطولية العالية والاعتماد على القوة البدنية والالتحامات الهوائية التي يجيدها الريال بقدر أتلتيكو. وأخيراً كما يمتلك الريال لإيجابيات فإنه أيضاً يمتلك سلبيات، أهمها هي عدم امتلاك المهارة والقدرة على الاحتفاظ بالكرة بقدر برشلونة. قدرة برشلونة على الاستحواذ حرمت أتلتيكو من لعب الكرة واضطرته إلى الاعتماد بشكل كامل على المرتدات وقللت من حصوله على كرات ثابتة أو ركنيات، أما في حالة ريال مدريد فإن لأتلتيكو فرصة أكبر لشن الهجمات المنظمة والحصول على الكرات الثابتة والركنيات باعتبار أن لديه فرصة أكبر للاحتفاظ بالكرة أكثر من مباراته أمام برشلونة.