رفض فريق برشلونة الهدية التي قدمها لها نظيره مالاجا الذي تعادل مع أتلتيكو مدريد ، وسقط الفريق الكاتالوني في فخ التعادل السلبي مع مضيفه إلتش مساء اليوم الأحد ضمن منافسات الجولة السابعة والثلاثين "قبل الأخيرة" للدوري الأسباني لكرة القدم. واحتفظ البارسا بترتيبه الحالي المركز الثاني في الليجا بعد أن رفع رصيده إلى 86 نقطة ويظل فارق الثلاث نقاط بينه وبين أتلتيكو المتصدر كما ارتفع رصيد إلتش إلى 40 نقطة بالمركز الرابع عشر ليضمن رسمياً البقاء بالليجا. وأصبح الاحتفاظ بلقب الليجا يعني لبرشلونة الخروج بالانتصار من مواجهته المرتقبة أمام أتلتيكو في ملعب "كامب نو" بالجولة الأخيرة للدوري بعد أن رفض الفريق الكتالوني فرصة التساوي مع أتلتيكو واعتلاء الصدارة بفارق الأهداف قبل الجولة الأخيرة الحاسمة. بدأ برشلونة المباراة بخطة هجومية وضغط مكثف خاصة عن طريق الثنائي بيدرو وسانشيز الذين بذلا مجهوداً كبيراً في اختراق الجبهتين اليمنى واليسرى في صفوف إلتش. وتواصل الضغط الكتالوني من مختلف الجهات بتسديدة قوية من فابريجاس وأيضاً فرصة مؤكدة من إنييستا إلى جانب هجمة خطيرة أهدرها ميسي. الضغط المكثف من برشلونة لم يمنع الظهور الهجومي من جانب إلتش الذي اتسم بالتنظيم التكتيكي الجيد من جانب المدرب فران إسكريبا. الشوط الأول بشكل إجمالي كان التفوق كتالوني والفرص التي سنحت لبرشلونة كانت كفيلة بإنهاء المباراة منذ هذا الشوط ولكن الرعونة والتسرع في استغلال كل هذه الفرص حالت دون تسجيل الهدف. خرج لاعبو إلتش عن الأداء الدفاعي قليلاً في الشوط الثاني وتبادلوا الهجمات مع برشلونة وتصدى بينتو لفرصة مؤكدة مع بداية الشوط ، وحاول المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينيو فك شفرة دفاعات إلتش بتغيير هجومي مع حلول الدقيقة 68 بإشراك كرستيان تيو على حساب المجتهد بيدرو الذي بذل مجهوداً كبيراً. المباراة أصبحت تكتيكية بشكل أكبر في الشوط الثاني مع انخفاض المعدلات البدنية للاعبي برشلونة خاصة في الجانب الهجومي وظهور ملامح الخطورة من جانب أصحاب الأرض. وانتهت الجولة 37 من الدوري الإسباني بنتائج مفاجئة كعادة هذا الدوري مؤخراً ، أتلتيكو تعادل على ملعبه 1-1 مع مالاجا ، وبرشلونة تعادل مع إلتش سلبيا ، في حين واصل ريال مدريد نتائجه السلبية وخسر صفر-2 أمام سلتا فيجو. عندما تأكدت جدية أتلتيكو بتقديم موسم مميز هذا الموسم ، بدأ الحديث عن فريق ينهي سيطرة ريال مدريد وبرشلونة في الدوري المحلي ، وتحدث كثيرون عن إضافة هذا الفريق الكبيرة للبطولة ، وعن عدم خسارته في الدوري مع أي منهما كدليل على نديته ، وكانت إطاحته ببرشلونة من دوري الأبطال بمثابة قمة هذا التحدي الذي وصل له أتلتيكو ، لكن شاءت الأقدار أن تجعل مصير موسمه الآن بين يديهما. فبرشلونة لو فاز على أتلتيكو سيحرمه لقب الدوري ، ولو فاز عليه ريال مدريد سيحرمه لقب دوري الأبطال، وبالتالي سيخرج أتلتيكو ودييجو سيميوني من دون ألقاب ، ويكون موسمه أسوأ من سابقه من حيث الإنجازات الملموسة حيث حقق الفريق لقب كأس ملك اسبانيا الموسم الماضي، وإن كان أفضل من حيث المسيرة العامة كأداء وسمعة إعلامية إيجابية. وفي حال حقق العملاقان البرسا وريال مدريد الانتصار على أتلتيكو ، فستكون بمثابة العقاب الشديد لمن حاول التجرؤ عليهما ، وكأنهما ديكتاتوران يعاقبان من حاول الخروج عن سيطرتهما ، وقد يكون لهذا الانتصار نتائج أخرى غير الألقاب ، حيث سيتخلصان على الأغلب من إزعاجه لفترة طويلة وليس مجرد نهاية موسم ، فالفريق المدريدي المتصدر حتى الآن مقبل على مرحلة من بيع نجومه قد تؤثر كثيراً على استقراره ، وخسارة مثل هذه قد تجبر مدربه على التفكير بتجربة أخرى. لكن هناك وجهة نظر أخرى ، فمصير ريال مدريد وبرشلونة أيضا بين يدي أتلتيكو مدريد ، ففي حال أجبر برشلونة على التعادل أو حتى هزمه في ملعبه ، ثم لو خطف لقب دوري الأبطال من فريق كارلو أنشيلوتي ، سيكون سيد أسبانيا لهذا الموسم ، وسيجعل موسم البرسا من دون ألقاب ، في حين سيكون موسم ريال مدريد بلقب الكأس فقط ، وسيجعل حلم الأخير بالعاشرة مجمدا ، ويتم وصفه ببطل أوروبا وسيد أسبانيا لهذا الموسم ، وسيتم انتقاد موسم خصميه بشكل واضح. فيما تلاعب فريق سيلتا فيجو بضيفه ريال مدريد، وقضى على آماله في الفوز بلقب الدوري الإسباني، بتحقيق فوز مستحق على الفريق الملكي بهدفين دون رد في المباراة التي أقيمت على ملعب "بالاديوس" ضمن منافسات الجولة 37 وقبل الأخيرة من "الليجا". تجمد رصيد الفريق الملكي عند 84 نقطة في المركز الثالث، وفقد فرصه تمامًا في المنافسة على الفوز بالدوري، بعدما فشل في تحقيق الفوز للمباراة الثالثة على التوالي، بعد تعادله في الجولتين الماضيتين أمام فالنسيا 2/2، وبلد الوليد 1/1، ليبتعد أتليتكو مدريد في الصدارة برصيد 89 نقطة. هدفا أصحاب الأرض سجلهما تشارلز بفضل هدايا مدافعي الريال، حيث استغل تباطؤ سيرجيو راموس في تشتيت الكرة ليخطفها منه، ويراوغ دييجو لوبيز، محرزًا الهدف الأول في الدقيقة 43، قبل أن يعود نفس اللاعب لاستغلال تمريرة خاطئة من أربيلوا، ليخطف الكرة قبل وصولها لحارس الريال، ليضعها في المرمى، محرزًا الهدف الثاني له ولفريقه في الدقيقة 64. بدا ريال مدريد بلا أنياب حقيقية في ظل غياب نجومه كريستيانو رونالدو وجاريث بيل وبنزيمة، وبدا على مدربه أنه فقد الأمل في المنافسة قبل خوض المباراة، حيث منح الفرصة لعدد كبير من اللاعبين العائدين من الإصابة مثل أربيلوا وسامي خضيرة إضافة إلى كاسيميرو وإيرامندي البعيدين عن حساباته لتجهيزهم لنهائي دوري الأبطال. كان إسكو وموراتا أنشط لاعبي الريال، وهددا مرمى سيلتا فيجو بالعديد من الكرات، إلا أن سيرجيو ألفاريز حارس مرمى أصحاب الأرض تعامل مع جميع المحاولات بثبات، ونجح في الحفاظ على نظافة شباكه طوال اللقاء. على الجهة الأخرى، نجح لويس إنريكي المدير الفني لسيلتا فيجو والمحتمل لبرشلونة في الموسم القادم في إدارة دفة المباراة لصالح فريقه، واعتمد على الهجمات المرتدة، التي شكلت خطورة كبيرة على مرمى ريال مدريد. في الدقائق الأخيرة، أنقذ دييجو لوبيز حارس مرمى الريال فريقه من هزيمة مذلة، حيث تصدى لفرصة مزدوجة من تسديديتن لأليكس لوبيز، وفابيان أوريلانا، قبل أن تتكفل العارضة بالتصدي للكرة الصاروخية التي سددها ماريو بيرميخو في الدقيقة الأخيرة.