دعت وزيرة الخارجية الصهيونية " تسيبي ليفني " أمس الأحد , الدول العربية المشاركة في مؤتمر انابوليس ، إلى عدم التدخل في المحادثات الثنائية بين إسرائيل والفلسطينيين (!) .. وقالت الوزير الصهيونية للصحافيين الذين كانوا على متن الطائرة التي أقلتها أمس ورئيس وزراء دولة الكيان ، أيهود اولمرت إلى واشنطن قبل اجتماع انابوليس بولاية ميريلاند الأميركية يوم غدٍ الثلاثاء : "يجب على الدول العربية أن لا تحدد شروط المفاوضات أو تتدخل فيها". وبحسب تصريحات وزيرة الخارجية الصهيونية فإن اجتماع " انابوليس" يتيح فرصة الفصل بين الدول العربية والإسلامية المعتدلة وبين الدول المتشددة وعلى رأسها إيران.. وأوضحت ليفني بعد أن رحبّت بمشاركة الدول العربية في مؤتمر انابوليس قائلةً :" ما ستكون عليه الصورة هذا الأسبوع هو فصل المعتدلين عن المتشددين, وسيبدو الفصل بين المعسكرين واضحاً". ومن المقرر أن تشارك أكثر من عشر دول عربية لا ترتبط معظمها بعلاقات رسمية مع إسرائيل في المؤتمر، الذي يهدف إلى دعم إط لاق مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقرر وزراء خارجية وممثلي 16 دولة عربية مدعوة الى اجتماع انابوليس الدولي للسلام في الشرق الأوسط حضور هذا المؤتمر علي مستوي وزاري . وأكد وزراء خارجية وممثلو الدول ال16 في بيان صدر في ختام اجتماعاتهم يومي الخميس والجمعة الماضيين في القاهرة أنهم قرروا قبول الدعوة لحضور مؤتمر انابوليس للسلام في الشرق الأوسط علي مستوي وزاري للبحث في عملية السلام وذلك في إطار المرجعيات المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية . ووصل كل من رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس ، ورئيس الوزراء الصهيوني أيهود أولمرت إلى واشنطن أمس الأحد للمشاركة يوم غدٍ الثلاثاء (27/11/2007) في اجتماع السلام المقرر انعقاده في بلدة أنابوليس، وقال عباس: إن العرب يذهبون إلى المؤتمر بموقف موحد، فيما قال أولمرت: إن المؤتمر سيسمح بالشروع في مفاوضات شاملة حول جميع المشاكل الجوهرية بهدف تحقيق حل قيام دولتين فلسطينية وإسرائيلية جنباً إلى جنب. وقال عباس في تصريحات على متن الطائرة التي أقلته إلى واشنطن: إنه متوجه إلى الاجتماع (لأحقق لشعبي الفلسطيني أهدافه وأحلامه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة)، مؤكداً أن (أمامنا ثمانية أشهر سنبذل كل جهودنا لتحقيق السلام خلال هذه الفترة). وأضاف أنه توجه إلى أنابوليس (على أمل أن نصل إلى حلول أعتقد أن هناك فرصة ليست لنا فقط وإنما أيضا للإسرائيليين وعليهم استغلالها وأن يفهموا أن الفرصة من أجلهم كما هي من أجلنا ولذلك يجب بذل كل جهود ممكنة لإنجاح المؤتمر). وبينما أظهرت نتائج استطلاع للرأي أن ما يزيد عن نصف الفلسطينيين يعربون عن خشيتهم من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على فشل مؤتمر انابوليس .. إذ يعتقد (54.4%) مِن الفلسطينيين أن فَشَل مُؤتَمَر أنابوليس سيؤدي إلى عَواقِب وَخيمة في المَنطِقة، وَلَن يَكون هُناك فُرص أُخرى للقيام بِمُبادَرة جَديدة في المَنظور القَريب ، أكدت نتائج استطلاع نظمها قسم الاستطلاعات التابع لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية, أن 71 % من الصهاينة المستطلعة آراؤهم يؤكدون أن المؤتمر لن ينجح في دفع عملية التسوية مع الجانب الفلسطيني إلى الأمام ،ورأى 82% عدم إمكانية التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين في العام 2008م . دولة الكيان يُرجئ الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وتزيد من حملات الاعتقال على مدار الساعة ..!! ويوم أمس الأحد قال الناطق بلسان مصلحة السجون الصهيونية " يارون زمير " : انه تم إرجاء موعد الإفراج عن نحو 431 أسيرا فلسطينيا كان مقررا الإفراج عنهم أمس الأحد إلى ما بعد مؤتمر انابوليس ،وذلك وفقا لقرار من المستوى السياسي في إسرائيل.... بالمقابل اعتبر ( زياد أبو عين) الوكيل المساعد لوزارة الأسرى الفلسطينية تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بمثابة تلاعب بعواطف المجتمع الفلسطيني .. وأفادت جمعية "نفحة" للدفاع عن حقوق الأسرى والإنسان أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر الجاري, أكثر من (300 فلسطيني ) من أنحاء متفرقة من الضفة الغربية وقطاع غزة. وأكدت الجمعية في بيان لها أن سلطات الاحتلال وفي الوقت الذي تدعي فيه أطلاق سراح عشرات الأسرى, فإنها تعمل على تكثيف حملات الاعتقال حتى وصل متوسط الاعتقالات اليومية 12 أسيرا. وسبق أن قالت جمعية فلسطينية تعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين في بيان آخر : إن سلطات الاحتلال الصهيوني في الوقت الذي تتحدث عن الإفراج عن (431 أسير فلسطيني ) , فإنه على أرض الواقع تقوم بعمليات يومية أدت إلى اعتقال أكثر من (350 فلسطينيا ) خلال شهر أكتوبر / تشرين أول/ الماضي فقط ..!! عباس يذهب إلى انابوليس زعيما لنصف الشعب الفلسطيني ،وحماس تصف المؤتمر بالمحطة الخطيرة و يقول مراقبون ومتابعون للشأن الفلسطيني أن من بين كل الزعماء الضعاف المشاركين في مؤتمر أنابوليس ، ليس هناك اضعف من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, ولا يحتاج الرجل لجره إلى طاولة المفاوضات، كما حدث مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في كامب ديفيد عام 2000م , في إشارة إلى إمكانية الحصول على تنازلات من عباس وبسهولة. ويقول المراقبون : يذهب عباس إلى انابوليس زعيما لنصف شعبه فقط، وبالنسبة للنصف الآخر المحبوس في سجن يدعى غزة ، حيث تسيطر هناك حركة حماس ، وبينما يقول المراقبون أنه لا بديل لعملية السلام التي يهدف انابوليس لإطلاقها مجددا، لكن ذلك لا يعني انه يمكن التغاضي عن 1.4 مليون من أهل غزة ، الذين حيل بينهم وبين المحادثات التي ستُجرى خلال الساعات القليلة القادمة وسبق أن وجه " اسماعيل هنية " ، زعيم حركة المقاومة الإسلامية " حماس " ورئيس الوزراء الفلسطيني المقال رسالة إلى القادة العرب ووزراء خارجيتهم ، قائلا : "لا تكونوا جسرا نحو تسهيل مهمات الإدارة الأمريكية في ضرب مواقع الممانعة في هذه الأمة ، وتصفية القضية الفلسطينية .. وطالب هنيه في تصريح صحفي وزراء خارجية الدول العربية أن يبحثوا عن كيفية فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة والضغط علي الحكومة الإسرائيلية بكل الوسائل من اجل وقف العدوان عن الشعب قي الضفة وغزة. وقال هنية :"نحن لا نعول علي مؤتمر أنابوليس وانه محطة خطرة تستهدف استدراج الفلسطينيين والعرب إلي تقديم تنازلات على حقوق والثوابت الفلسطينية. وأشار زعيم حركة حماس التي تمتلك ثلثي مقاعد البرلمان الفلسطيني إلي أن القضية الفلسطينية لا تتأثر بحضور أو عدم حضور أي طرف ، هناك حقائق لا تغيرها المؤامرات؛ مؤكدا " أن الحقائق لا يمكن أن تغيرها المؤتمرات حقائق الأرض والشعب والتاريخ والصمود والمقاومة هذا شعب سيستمر حتى تحقيق طموحاته ويستعيد حقوقه كاملة".