لقد أثار الانهيار (( الدراماتيكي )) لأعتى حلقة ضمن السلسلة التي تنتظم سلطة مراكز القوى التقليدية المسيطرة على الفضاء العام في اليمن ، متمثلة في (( بني الأحمر )) ، زوابعَ من أسئلة الهوية القلقة ، و أطلق أكثرية المثقفين العنان لمخاوف عتيقة و أخرى محدثة إزاء هذا المتغير (( الفجائي )) و تداعياته على المدى القريب و المدى البعيد بالنسبة للعبة الحكم في اليمن خصوصاً و بالنسبة لمستقبل البلد عموماً ... كان الارتباك و اللا منطق هو الناظم الرئيسي لكل الأسئلة و المخاوف المثارة ، وبدا جلياً أن عاصفة الحدث الباغتة لم تطح فحسب بقلاع (( الأحمر )) الحصينة ، بل و بدعاوى الحداثة و (( الليبرالية )) التي تبيَّن أنها لا أكثر من متاريس قش سرعان ما تكشفت عن بداوةِ وقحط المحتمين بها ، و دفعة واحدة وجد أكثرية المثقفين أنفسهم في مهب العراء الفسيح ... تآزرت الخشية من (( تغوُّل عسكري حوثي )) متوهم ، مع ولولات النائحين على أنقاض (( إمبراطورية بني الأحمر )) التي ترنحت متهاوية إثر طعنة نجلاء في سويداء هيبتها سددتها قبضات "مقهوري حاشد" على تنوع مشاربهم الاجتماعية و السياسية من (( أنصار و اشتراكيين و قوميين و قبائل و فلاحين .. )) .. لكن الخشية كما الولولات كانتا تفصحان في الخلاصة عن مخاوف طبقية قوامها جملة الوشائج الاقتصادية و السياسية المؤلفة ل(( ترويكا سلطة الظل )) المهيمنة على السوق و كراسي الحكم بعقيدتها (( المضمرة )) بما هي النقيض غير الجمهوري وغير الوطني لجمهورية 26 سبتمبر البائدة و خطابها الوطني الموؤد في المهد ..