يبدأ المناضل مراحل نضاله وهو في ريعان شبابه وبكامل قواه البدنية والعقلية و يقدم الكثير والكثير من اجل فكرة امن بها وبكل مصداقية ووفاء واخلاص وتفاني مقدماً كل عمره من اجل انجاحها ولكن الزمن لا يرحم والايام لا تهمل، ترسق عمره وتنحت جسده وهو حاملاً روحه على اكفه الطاهرة ابياً الا ان يصل الى مأربه وطامحاً لغاية إنسانية ينتظرها الجميع. وتجده يهم كل انسان ويقلق على كل كائن لكنه ما ان يصاب بسوء او تدور به نائبة تجدهم لا ينظرون اليه ولا يهمهم امره ولا يعنيهم شانه، وعندما يموت تجد الادمع تنهمر من على رؤس اقلامهم على صفحات الفيس ووريقات الصحف ،ومراسيم العزاء في منحدباتهم الخاصة، لا يكلفون انفسهم حتى بعمل مراسيم، ما اجمل تلك الكلمات التي ترص وتلك العبارات التي تنحت، هكذا ناضلوا خداعاً منذ البداية حتى اهموا مخلصي دربهم بانهم مناضلين، حتى تسللوا الى مكامن الفيد و اصبحوا برجوازيين صغار واصحاب جاه منقوص ونفوذ اعور ، يسرقون ما تبقى للمناضلين من صيت.