علي عكس ماكان شائع من ان الرئيس عبد ربه منصور هادي يتجه نحو تشكيل حكومة كفاءات برئاسة المهندس حيدر العطاس جاء التعديل الذي ادخل علي حكومة باسندوة صادما ومتعارضا مع المطالب الواسعة لانهاء التقاسم والمحاصصة الحزبية التي دمرت ماتبقي من قواعد بناء الدولة واعاد هذا التعديل تمكين الاطراف الممكنة اصلا من مفاصل الدولة والحكومة .. ربما بدا الامر للكثيرين في جانب منه انه استجابة للاحتجاجات الشعبية التي شهدتها العاصمتين السياسية والاقتصادية بفعل الفشل الحكومي في معالجة ملف المشتقات النفطية والكهرباء . لكن قائمة الاسماء التي دخلت التشكيلة الوزارية وتلك التي تم تدوير مواقعها تعكس توافقا بين حزبي الاصلاح والمؤتمر الشعبي ومجموعة ممثلي السفارات الغربية بقيادة احمد عوض بن مبارك الذي عين مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية .. الامر لايحتاج لاثبات فقيادة الحزب الاشتراكي والتنظيم الناصري وهما شريكين في حكومة الوفاق التي مارست ومانزال تمارس ستي انوع الفساد وشرعنة للتقاسم علي حساب الكفاءة.. قيادة هذين الحزبين سمعت بالتعديل الوزاري من وسائل الاعلام وتصريح المصدر الرفيع في الامانة العامة للحزب الاشتراكي دليل واضح علي ان الرئيس يعيد ترتيب تحالفاتها علي القواعد التي سار عليها سلفه في ادارة البلاد مدة ثلاثة وثلاثين عاما، وانه غير ابه بماسيصدر عن هذين الحزبين من مواقف .. الظاهر ان تعيين نائبين لرئيس الحكومة احدهما من المؤتمر والاخر من الاصلاح وازاحة وزير الاعلام واستبداله بمدير مكتب الرئاسة السابق نصر طه مصطفى وتعيين خطيب الجمعة فؤاد الحميري نائبا لوزير الاعلام ونقل صخر الوجيه اليد الطولي للواء علي محسن الي محافظة الحديده كل هذا يشير الي مفاوضات طويلة وشاقة بين الطرفين لاتمام هذه الصفقة التي غابت عنها المطالب الشعبية وغيبت عنها الاطراف التي قبلت علي نفسها ان تبقي رديفا لتجمع الاصلاح .. بهذا التعديل ضمن الطرفان وزيرا للمالية من قبيلة حاشد لكنه مطيع ولن يرفض توجيهات هادي وكسب الاصلاح ومعه علي محسن استعادة سيطرتهما الكاملة علي تهامة التي ظلت طوال ثلاثة عقود منطقة نفوذ في البر والبحر بالاتفاق مع الرئيس السابق .. الاصلاح وعلي محسن كسبا من هذا التعديل استكمال سيطرتهما علي كافة المؤسسات الاعلامية المملوكة للدولة فالوزير ونائبه جزء من هذا الجسم الذي كان طرفا في الحكم في عهد الرئيس السابق. وهذا الامر سيمكنهما من استكمال بسط سيطرتهما علي ماتبقي من المؤسسات الاعلامية وبقية الملحقيات الاعلامية في السفارات اليمنية بالخارج... في المقابل المؤتمر الشعبي نجح في الاحتفاظ بوزارة الخارجية وضحى بالوزير ابوبكر القربي الذي لم يرق للرئيس هادي منذ وصل الى سدة الحكم ، كما انه تخلص من صخر الوجيه ويراهن علي بقية " ود" مع وزير المالية الجديد الذي كان محسوبا على فريق احمد علي عبد الله صالح .. بتوصيف المتحمسين لمقررات مؤتمر الحوار فان التعديل زاد من ضيق مساحة القوي التي يفترض ان تشارك في ادارة.الدولة لان الامل كان لدى هؤلاء معلقا علي توسعة التقاسم ليشمل الحراك الجنوبي والحوثيين ، قبل ان يتضح لهم ان التوجه خلاف ذلك وان الغاية هي تعزيز احتكار التقاسم بين الطرفين الذين حكما شمال البلاد منذ نهاية السبعينات وقادا حرب 1994 ولايزال كل طرف منهما يحتفظ بتحالفاته القبلية ومليشياته ونفوذه في اجهزة الجيش والامن وفي الجهاز المدني للدولة .. لانعرف حتي اللحظة ما اذا كانت هناك توجهات فعلية لانهاء مهزلة التقاسم ، ولا حقيقة ما اشيع عن الاتصالات مع العطاس واطراف في الحراك الجنوبي للدخول في حكومة جديدة غير ان المؤكد هو ان الرئيس هادي يحرص على تمثيل متوازن بين المنحدرين من الشمال والجنوب في اطار التقاسم بين التحالف الحاكم اليوم .. وان الحوثيين كشفوا عن رغبة واضحة في دخول الحكومة سواء من خلال لقائاتهم مع المبعوث الدولي الي اليمن جمال بنعمر او مضامين تصريحات قادتهم... يعلم الجميع ان خالد بحاح لم يمضي علي تعيينه وزيرا للنفط اكثر من شهرين ولايمكن تحميله تبعات انعدام المشتقات النفطية لان وزارة المالية لاتمتلك الاموال الكافية لتغطية شراء ما تحتاجه الاسواق المحليه ومع ذلك تم تغييره نزولا عند رغبة الاصلاح في ان لايتحمل صخر الوجيه وحده مسؤلية الكارثة التي نعيشها اليوم .. ماهو واضح ان قطاع واسع من الناس اسرفوا في التفاؤل وفي التوقعات تجاه الرئيس هادي ونواياه ، واجتهد المطبلون للانظمة المتعاقبة على حكم البلاد في تحليل وتنميق مواقف الرئيس وخطورته في ادارة التوازنات ولهذا مثل القرار خيبة كبيرة وفي نقديري ان مساحة الخيبة سوف تتسع كل يوم لاننا سنجد انفسنا امام واقع اعاد انتاج نفسه تحت مسمى الثورة او انصارها ، وبادواتها الجديدية المسماة منسقيات او تحت ستار الحرص على الوفاق وستبلغ اعلي تجلياتها بالحديث عن الثورة المضادة وعودة النظام السابق الذي لم يتغير اصلا .. أخبار من الرئيسية بعد إحتجازة بمطار صنعاء : توجيهات عليا سمحت ل نجل قائد عسكري بالسفر وبحوزته17مليون دولار إذا لم يتحرك الشعب .. فهو يستحق ما يعانيه اسباب فشل زيارة سرية ل بنعمر الى السعودية قاضي يمني يقدم مبادرة دستورية لإخراج اليمن من مأزق الشرعية وانتهاء ولاية السلطة - نصها